912245
912245
عمان اليوم

مقهى المبتعثين .. حوار مفتوح لقضايا الطالب العماني الدارس بأستراليا ونيوزيلندا

29 يناير 2017
29 يناير 2017

انطلقت مؤخرًا أولى فعاليات (الملتقى السنوي لجمعيات الطلبة العمانيين بأستراليا ونيوزيلندا 2017م)، والذي تنظمه جمعيات الطلبة العمانيين الدارسين في أستراليا ونيوزيلندا بالتعاون مع قنصلية السلطنة بملبورن. وكانت أولى فعاليات الملتقى أمسية حوارية حملت عنوان (مقهى المبتعثين) أقيمت بمقهى حرملك بمشروع الموج بمسقط، وقد حضر الأمسية طلبة ما زالوا على مقاعد الدراسة وخريجون سابقون من مختلف دول الابتعاث.

تم خلال الأمسية تقسيم المشاركين إلى مجموعات، وعرض تمثيلية بسيطة تحوي قصة أو موقفا لطالب ما، يتضمن في أحداثه ظاهرة سلبية أو مشكلة قد تواجه أي طالب عماني مبتعث للخارج. وعلى المشاركين التنافس للخروج بحلول عملية تتميز بالإبداع، والتجديد، والاستدامة، وقابليتها للتطبيق. تضمنت محاور النقاش 4 موضوعات رئيسية هي التخطيط المالي، وتطوير الذات، وسبل تفعيل دور الجمعيات الطلابية في خدمة الطالب المبتعث والحفاظ على استمراريتها في هذا الدور، ووضع الطالب بعد التخرج.

من خلال محور التخطيط المالي، تحدث في المحور الأول للأمسية، عبدالله بن قيس الكندي خريج هندسة كيميائية من جامعة كيرتن التكنولوجية بأستراليا تناول موضوع إيجاد حلول عملية تجنب الطالب المبتعث الدخول في الأزمات المالية والاستدانة كاللجوء لبطاقات الائتمان، والبحث في مقابل ذلك عن وسائل عملية تعزيز ثقافة قيمة إدارة المال لدى الطالب المبتعث وتعينه على وضع مخطط مالي واضح وعملي التطبيق.

بينما في المحور الثاني وهو تطوير الذات طرح هلال بن مظفر الريامي طالب بكالوريوس تقنية معلومات بجامعة كوينزلاند بأستراليا رئيس اللجان المنظمة للملتقى والرئيس السابق للجمعية العمانية بكوينزلاند الأسترالية تساؤلاً عن كيفية تطوير الذات والمهارات الشخصية للطالب من حيث التوازن بين الدراسة الجامعية وبين التعلم واكتساب الخبرات من المجتمع الجديد الذي يدرس فيه الطالب، وكيفية استغلال الإجازات الصيفية التي يقضيها الطالب في السلطنة بين الترفيه والتدريب والبحث عن وسائل للتعلم المستمر وتطوير الذات لديه.

في حين تناول شهاب بن علي البوسعيدي طالب بكالوريوس هندسة بجامعة أوكلاند بنيوزيلندا والرئيس السابق لجمعية الطلبة العمانيين بنيوزيلندا في المحور الثالث البحث عن سبل جديدة ومبتكرة لتفعيل دور الجمعيات الطلابية في تنمية ثقافة العمل التطوعي وحس المبادرة في الطالب المبتعث والخروج به من نطاق من العزلة والاكتفاء بالدراسة كهدف وحيد، وهدر الطالب لسنوات الابتعاث دون الالتفات لإيجاد توازن بين الدراسة وتنمية المهارات اللغوية والثقافية والحياتية لديه، وعزوفه عن الأنشطة التي تعزز هذه المهارات، مما قد يفقده فرصًا وظيفية وحياتية كثيرة في المستقبل.

المحور الأخير للأمسية والذي حمل عنوان ماذا بعد الابتعاث، ناقشت مريم بنت علي البلوشية خريجة تخصص إدارة فعاليات من جامعة كوينزلاند بأستراليا سبل الخروج من دائرة إهدار القدرات، والوقت، وإيجاد حلول لمشكلة الطاقة السلبية والتذمر والنقد والشكوى والاكتئاب التي تصيب الكثير من الطلبة بعد التخرج والعودة للوطن، وإهمالهم البحث عن بدائل وحلول تسهم في تطوير مهارات البحث عن وظيفة والتسويق لمهارات الخريج العلمية والشخصية ورفع مستوى الثقة بالنفس أو القيام بأعمال خدمية أو تطوعية تعكس ما تعلمه الطالب من سنوات الابتعاث.

بعد طرح كل متحدث لمحوره، تُركَ للمشاركين مساحة للنقاش ووضع الحلول، بعدها قام كل مُقيّم لكل مجموعة بتقييم تلك الحلول والأفكار، بهدف اختيار المجموعة المتميزة في تقديم حلول عملية غطت المعايير الأربعة وهي الإبداع، والتجديد، والاستدامة، وقابلية تلك الحلول للتطبيق العملي.

تجمع سنوي

وحول الملتقى وما يحتويه من فعاليات لهذا العام، يقول هلال بن مظفر الريامي رئيس اللجان المنظمة للملتقى فقال: الملتقى تجمع سنوي للطلبة الدارسين في أستراليا وهو التجمع السنوي الرابع. فبحكم المسافات الشاسعة بين المقاطعات في القارة الأسترالية، التجمع والتنسيق لفعاليات تضمن جميع الطلبة العمانيين أمر يصعب تحقيقه؛ وعليه جاءت فكرة تنظيم الملتقى ليكون مساحة سنوية للتواصل بين الطلبة خلال فترة قضائهم الإجازة الصيفية على أرض الوطن، في هذا العام لأول مرة نتعاون مع زملائنا في دولة الابتعاث المجاورة نيوزيلندا، وهي تجربة نأمل استمرارها مستقبلاً. أولى فعاليات ملتقى هذا العام بدأت بجلسة حوارية مفتوحة حملت اسم (مقهى المبتعثين) ناقشت أوضاع وتجارب الطالب العماني الدارس بالخارج والتحديات التي قد يتعرض لها الطالب خلال تجربة الابتعاث. الفعالية القادمة للملتقى ستحمل عنوان (يوم المرح) وهو يوم ترفيهي مخصص للطلبة الدارسين في أستراليا ونيوزيلندا حاليا وكذلك الخريجين القدامى وعائلاتهم يقام في الـ4 من شهر فبراير القادم. كما سيكون هناك حفل ختامي برعاية سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي، وحضور عدد من ممثلي الجامعات الأسترالية وسيضم فقرات ترفيهية وثقافية متنوعة إلى جانب تكريم الطلبة الفاعلين في أنشطة الجمعيات الطلابية.

ويضيف زميله محمد بن زهران البراشدي طالب هندسة بترول بجامعة كيرتن الأسترالية، والمسؤول عن تنظيم أمسية (مقهى المبتعثين): الأمسية كانت متميزة بحجم التفاعل والأفكار التي طرحت من قبل الحضور، والنقاش المثري ساعد على الخروج بتوصيات ونتائج ستفيد الطالب المبتعث وأيضًا الطالب المقبل على الابتعاث. يتم حاليا العمل على تلخيص الأفكار والنتائج التي طرحت؛ ليتم نشرها إلكترونيا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما سيساهم في حل كثير من قضايا ومشاكل المبتعثين.