الهولندية: تمتين العلاقات الأوروبية الإفريقية

جريدة «دي فولكسكرانت» الهولندية كتبت أنَّ الحكومة المالطية، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قررت وضع السياسة الأوروبية للّجوء في رأس قائمة أولوياتها. فقبل أيام على انعقاد القمة الأوروبية المقبلة في العاصمة المالطية «لا فاليت»، أعلن جوزيف موسكات رئيس وزراء مالطا، أنَّه سيسعى خلال القمة الأوروبية لأن يوافق الرؤساء والقادة الأوروبيون على مشروع اتفاق مع ليبيا مشابه للاتفاق المبرم مع الحكومة التركية والخاص بمعالجة مسألة توافد اللاجئين إلى أوروبا عبر تركيا. الجريدة الهولندية تلفت إلى خطورة لجوء الاتحاد الأوروبي نحو هكذا خيار أو اتفاق. لا بل تشير الجريدة الى ان المشروع غير واقعي. برأي الصحيفة الهولندية، إن الدولة الليبية ليست مؤهَلة حالياً في ظل انقساماتها الداخلية الحالية لأي نوع من أنواع الاتفاقات. فهذه الدولة تفتقر الآن الى السلطة المركزية السياسية. كما أنَّ ميليشيات ليبية متخاصمة مختلفة تتصارع على أراضي ليبيا ولدى كلِّ من هذه الميليشيات مخيمات ومراكز ضالعة بتهريب اللاجئين وهي تستفيد ماليا من عمليات التهريب هذه. جريدة «دي فولكسكرانت» الهولندية تنصح الدول الأوروبية بأن تبحث عن سبل أفضل لحماية حدودها البحرية في البحر الأبيض المتوسط. فمن دون هذه الحماية لا يمكن أن تتم السيطرة على عمليات تدفق اللاجئين. من هنا على دول الاتحاد الأوروبي أن تباشر بسياسة شاملة إفريقية تهدف إلى معالجة عمق أسباب الهجرة ومكافحة عمليات اللجوء العشوائية المليئة بالمخاطر والمكلفة على كافة الأصعدة. الحل برأي الجريدة الهولندية يكمن في رعاية اقتصادية أوروبية للبلدان الإفريقية المعنية مباشرة بهجرة مواطنيها. الجريدة تقترح على سبيل المثال، إنشاء صندوق أوروبي خاص بالتنمية في إفريقيا يؤسس لعلاقات جيدة مع القارة الإفريقية كما يمنح القارة ممرا نحو السوق الزراعية الأوروبية مما يفرض رفعا للحظر المفروض حاليا في هذا المجال. إن تمكنت الرئاسة الدورية المالطية من فعل ذلك فستحدث تقدما مهما على صعيد حل مشاكل اللجوء. بهذا ختمت تحليلها يومية «دي فولكسكرانت» الهولندية.