906255
906255
عمان اليوم

مسجد الشرجة بنزوى من أقدم المساجد في محافظة الداخلية

27 يناير 2017
27 يناير 2017

906257

الانتهاء من ترميمه لإبراز القيمة الأثرية والتاريخية والثقافية والهندسية -

نزوى – سيف بن زاهر العبري -

أنهت وزارة التراث والثقافة مؤخرا عملية الترميم لمسجد الشرجة بولاية نزوى، حيث يقع هذا المسجد في بلدة الشرجة القديمة بمنطقة سعال في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية، وذلك ضمن اهتمام الوزارة في إبراز القيمة الأثرية والأهمية التاريخية والثقافية والهندسية للمساجد الأثرية.

وقد تم بناء هذا المسجد على أطلال قرية تاريخية تعود إلى ما قبل التاريخ، فقد وجد العديد من المعالم الأثرية التي ترجع إلى الألف الثاني والأول قبل الميلاد، وهو مبني على منطقة سهلية يحيط به عدد من المقابر الإسلامية وأطلال ومباني المنطقة السكنية القديمة.

وتعود أهمية مسجد الشرجة كونه عبارة عن مبنى بسيط مربع الشكل يعد من المساجد الأثرية لكونه بني في منطقة أثرية تحوي العديد من الشواهد الأثرية، منها المباني الطينية القديمة والمقابر الإسلامية، كما أنه يعد من المساجد التي لها طابع تاريخي في التصميم والشكل، كما جاءت أهمية هذا المسجد لكونه يعد من أقدم المساجد في محافظة الداخلية، ويتسع لحوالي 50 مصليا، ويوجد به عمودان اسطوانيان يشكلان عقدين منفرجين ( زورقيي الشكل)، مشكلة غرفة الصلاة رواقين للصلاة، وبه أيضا 4 نوافذ و3 أبواب خشبية ذات تقويسة تحمل الطابع التراثي المنتشر في أبواب المساجد الأثرية في عمان.

جاء ذلك من منطلق المحافظة على الإرث الحضاري العماني للعناصر المعمارية العمانية المتمثلة في هذا المسجد، وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في المحافظة على المساجد الأثرية التي تتمتع بالقيمة التاريخية والأثرية، متمثلة في وكيل مسجد الشرجة الذي كان نموذجا من الدعم في استكمال أعمال الترميم والصيانة للمسجد، وذلك لما قدم من تسهيلات في السير لمجريات الأعمال، وهذا يعكس دور المجتمع في حماية المواقع الأثرية المهمة في السلطنة.

محراب المسجد

يعود بناء محراب مسجد الشرجة إلى سنة 924هـ/‏‏1518م، ويحافظ على متانته حتى قبل البدء في عملية الترميم، هذا المحراب يكاد يكون الأروع من بين أعمال عبدالله الهميمي النقاش المنحي (ينتسب إلى ولاية منح التابعة لمحافظة الداخلية)، ويتناسب حجمه مع عدد من المحاريب الجصية في المساجد الأثرية في ولاية نزوى، يعلو المحراب أحرف الشهادتين كتبت بالخط الكوفي (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، بينما الأشكال الزخرفية المنتشرة بالمحراب فهي على وجه الإجمال تبرز مهارة الهميمي في ترويض الجص وكيفية التعامل معه.

يرتفع هذا المحراب حوالي أربعة أمتار، ويصل عرضه حوالي ثلاثة أمتار، كما أن محرابه يحتوي على خمسة عشر ختماً مزخرفاً، تفصل بين الختم والآخر دوائر صغيرة الحجم، كما تحيط بها الرسوم والأشكال الزهرية.

طبقة الإطار الداخلي العليا هي عبارة عن كتابة تتعدى الإطار المذكور وتهبط إلى مربع تحته يقع بينه وبين رسم على شكل قوس منكسر منقوش عليه عدد من الزخارف.

وفي زوايا هذا المربع أربع تجاويف مزخرفة بالخزف الصيني سقط جزء منها، كما سقط الخزف الذي كان يزين التجويف الأكبر في وسطه، تحت هذا المربع كما أسلفنا تقع قبوة تجويف المحراب النصف دائرية المفصصة يتظاهر برفعها عمودان أصغر حجما من العمودين السابقين. كما يحوي المحراب عددا من الحروف المتشابكة بخط النسخ، كلماتها موزعة على مستويات مختلفة، في جزئها الأول أسماء القائمين على عمارة المحراب الأربعة، وفي جزئها الثاني اسم الهميمي صانع المحراب وسنة بنائه، أما في جزئها الثالث فقد ذكر إن جماعة المسجد قد ساهموا بعمارته.

وخلال بدء أعمال الترميم الأولى في هذا المسجد تلاحظ وجود عوامل التلف التي بدت واضحة على الجدران والسقف مما كان واضحا في أعلى محراب المسجد الجصي والذي بدأت مياه الأمطار في التسرب إليه، كما أن الأعمدة الحاملة للسقف بحالة جيدة، وقد تم ترميها في القرن الماضي بالمواد المتاحة كما أن الأقواس تتمتع بحالة جيدة قادرة على تحمل أعمال الصيانة، والتي تتمثل في تغيير السقف وعمل طبقة تحمي مواد التسقيف وتقوم بتصريف مياه الأمطار.