صحافة

الرسالة :«إسرائيل» وأزمة كهرباء غزة

27 يناير 2017
27 يناير 2017

في زاوية أقلام وآراء كتب إبراهيم المدهون مقالا بعنوان: (إسرائيل) وأزمة كهرباء غزة،جاء فيه: لا شك أن الاحتلال مَعْني باستمرار أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وهو أحد المتسببين الرئيسيين فيها، ويعمل على إبقاء حالة من حالات الضغط والأزمات والمعاناة في قطاع غزة، ويهدف الاحتلال للضغط على المقاومة الفلسطينية وعرقلة دورها، وليُفشل تجربتها في قطاع غزة، ولكي يعاقب الشعب الفلسطيني الذي يحتضن هذه المقاومة، بحاجاته الأساسية كالكهرباء وإعادة الإعمار والبناء.

ومع ذلك هناك ما يقلق الاحتلال ولديه معادلة حساسة فهو يخشى تفاقم الأزمة لتصل حد الانفجار، ويُدرك أن أي انفجار لن يكون داخلياً في قطاع غزة، وإنما سيكون انفجاراً في وجه الاحتلال، ولهذا يحاول في حال وصول الأزمة حالة الذروة، أو الانفجار، التنفيس بطرق مختلفة، إما عن طريق السلطة، أو عن طريق الوسطاء، أو عن طريق السماح بأمور لم يكن يسمح بها سابقاً، والاحتلال يريد إبقاء الأزمة، بشكل لا تخرج فيه عن السيطرة أو الانفجار أو الفوضى. وهو يتابع بدقة واهتمام مجريات وتبعات وتفاعل أزمة الكهرباء في غزة ويقيس ردود أفعال المواطنين ومدى تحملهم ويتنبأ ردات فعلهم ويرصدها، وراهنت بعض الجهات الإسرائيلية مع بعض الأطراف الداخلية والإقليمية،

أن الشعب الفلسطيني، مع ازدياد معاناته سينفجر في وجه حماس، وسيهاجم مقراتها، وستتسع الفجوة ما بين حماس والجمهور الفلسطيني، إلا أن تعامل حركة حماس الذكي واحتواءها للأزمة وخروج جمهورها في اليوم الثاني، وبأعداد كبيرة وعدم توالي الخروج ضد حماس وشركة الكهرباء في مناطق أخرى غير قطاع غزة، أعاد التفكير لدى الاحتلال الإسرائيلي، وغير تفكيره وأضحى يطرح أموراً أخرى حول كيفية تفكير حركة حماس، وهل يمكن أن تدفع حالة الغضب للخلل بمعادلة التهدئة، وهل يمكن أن تسقط صواريخ غاضبة من قطاع غزة، على مدن «إسرائيلية» مركزية، كل ذلك أعاد الاعتبار، أن واقع قطاع غزة وأزماته ومعاناته، لن ينحصر في قطاع غزة، وأنه لن يؤدي إلى فوضى داخلية في قطاع غزة، بل إن هناك العديد من الأطراف سينجرون إلى هذا البرميل المتفجر، وأن هذه الأزمات التي تضغط هذا البرميل لن تنفجر فقط في قطاع غزة.