908898
908898
الاقتصادية

الحرفي المر الرواحي يروي حكاية السعفيات من المحلية إلى العالمية

25 يناير 2017
25 يناير 2017

عراقة وأصالة تتطلب المهارة والإتقان -

سجل الحرفيون علامة فارقة بتواجدهم في أروقة المهرجان وتحديدًا بالقرية التراثية بمتنزه العامرات ويلاحظ الزوار نماذج من كبار السن ممن أصبحت المهن الحرفية متأصلة في حياتهم اليومية، وجزءا من أولوياتهم، وارتبطوا بها ارتباطا وثيقا، وتضم القرية التراثية حرفيين ما زالوا يمارسون عملهم بمهارة وإتقان، استوقفتنا مهنة السعفيات حيث يزاول الحرفي المر بن سبيت الرواحي من ولاية المضيبي الذي أمضي ستين عامًا وهو يمارس حرفته فأصبحت أنامله وهي تداعب (الخوص) بنسق ونظام يبهر الإعجاب.

وتحدث الرواحي فقال: نحن العمانيين نرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنخلة منها نأكل ومن كل أجزائها نكسب الخير الوفير، وعلى سبيل المثال سعف النخيل وجذوعها وخوصها نوظفه في صناعة الكثير من المستلزمات التي نستخدمها في الحياة اليومية، وصناعة السعفيات ولدت من تلك النخلة المباركة، وهي من الصناعات الواسعة الانتشار حتى عهد قريب، وكثير من محافظات السلطنة وولاياتها تمارس تلك الحرف، ولكن كل واحد له طريقة تميزه عن الآخر، فلا يكاد يخلو بيت من البيوت الشعبية من واحدة أو أكثر من هذه الصناعات الجميلة، وأنا شخصيا أمتهن هذه المهنة منذ عقد من الزمن، ولا زلت حريصا عليها فأقوم بصناعة القفير بأشكاله، وهو عبارة عن سلة يحمل بها منتجات النخلة من الرطب. كما توضع فيه الأمتعة وكما أصنع الملاهب والسجاد المصنوع من (الخوص)، وأخير أدخلنا أغصان شجر الرسل في صناعة الحصير لتميزه بالقوة والصلابة. وقال الرواحي: أقوم بالعمل دخل المنزل، ويساعدني في ذلك أبنائي حيث قمت بتعليمهم حتى امتهنوا المهنة بشكل ممتاز، وقال: إن عملية التسويق تكون على المستوى المحلي أو عن طريق طلبات خاصة.

المشاركات

الحمد لله لي رصيد جيد من المشاركات بالمهرجان وأنا متواصل بالمشاركة منذ سنوات. أما على المستوى المحلي فلي مشاركات في فعاليات على مستوى الولاية في معارض تقيمها المدارس والجمعيات، وبعض المؤسسات الحكومية كما أشارك في المعارض التي تقيمها وزارة السياحة أو الهيئة العامة للصناعات الحرفية.

وعلى المستوى الخارجي مثلت السلطنة في فعاليات ومعارض بالمملكة العربية السعودية وقطر والمملكة المغربية وغيرها من البلدان والحمد الله هذه المشاركات الخارجية شكلت رافدًا قويًا لاكتسب مهارات وأفكارا جديدة حيث زرت معاهد ومعارض دولية، وتعلمت أشياء جيدة وشاهدت نماذج مختلفة، وحولتها إلى صناعة سعفية بأفكار عمانية مثل «هدايا» من السعفيات وإشكال مثل: خنجر من سعف النخيل وأوان من سعف النخيل وغيرها من النماذج المستوحاة من البيئة العمانية.

أهمية المهنة

وقال الرواحي: إن مهنة السعفيات تبقى صناعة خالدة؛ لأنها جزء من تراثنا العريق، الرجال والنساء يتقنون الصناعات اليدوية بنماذج مختلفة من أوراق شجر النخيل، ويتخذونها حرفة لهم، وهي تتطلب الإتقان والدقة والجمال، كما أنها كانت مصدر رزقنا، والسعفيات في الماضي من ضروريات الحياة. حيث كانت تدخل في الحياة اليومية وتسمى الآلة التي تخاط بها (المخايط أو المخارز) التي تقوم مقام الإبرة، ويتطلب الأدوات الأخرى كالمقص ووعاء تغمر فيه أوراق النخيل.

وخوص النخلة له استعمالات عديدة حسب موقعه في النخلة، فالذي يقع في قلب النخلة تصنع منه السلال والحصر والسفرة والنوع الذي يليه أخضر اللون يستعمل لصناعة الحصير وسلال الحمالات الكبيرة والمصافي والمكانس وغيرها، ومن الجريد تصنع الأسرة والأقفاص والكراسي.

طريقة العمل

أقوم بجمع سعف و”الخوص” النخيل من المزارع، حيث يتم صبغه وتلوينه بألوان مختلفة، وأهم صناعة السعفيات: السلال: مثل القفير أو القفار حسب التسميات، وهي مستديرة الشكل بألوان مختلفة أما تكون أشكالها مستديرة وعميقة بعض الشيء، وهي ذات أحجام ومساحات مختلفة وتستخدم في عدة أغراض كنقل التمر أو حفظ الملابس المجبة أو المكبة: مثلثة أو دائرية الشكل وتستخدم لتغطية الأطعمة حتى لا تنالها الحشرات أو الغبار. المهفة: وتشبه القمع وأحجامها تتراوح بين الصغير والكبير وتستعمل كمروحة للتهوية لترطيب الجو وغيرها من الصناعات .

إضاءة أخيرة

ويختتم الحرفي المر الرواحي حديثه بقول: القرية التراثية هي نموذج ناجح في تعريف الجماهير الزائرة من العرب والأجانب على حد سواء، مع أطياف من الجيل الجديد على جوانب مضيئة من التراث التقليدي للسلطنة، بكافة مناطقها وبيئاتها المختلفة، لتعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، من خلال تظاهرة ثقافية وشعبية يتبادل عبرها المعلومات والأفكار والخبرات، تساهم في نشر وترويج معطيات حضارتنا الإنسانية وتنقلها لبقية شعوب العالم.