909556
909556
المنوعات

المطر وهلال السيابي يمطران النادي الثقافي بالدهشة والمتعة والخيال والذكريات الجميلة

25 يناير 2017
25 يناير 2017

في أمسية احتفائية بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط -

كتب: ماجد الندابي -

909557

بينما كانت زخات المطر تبلل مبنى النادي الثقافي بالقرم كانت زخات أبيات الشاعر هلال السيابي تبلل الحضور بالدهشة والمتعة والخيال، في أمسية احتفائية بالشاعر الشيخ هلال بن سالم السيابي أقامها النادي الثقافي بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط مساء أمس الأول شارك فيها كل من الأديب أحمد بن عبدالله الفلاحي، والدكتور سعيد بن سليمان العيسائي، وأدارت الأمسية الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية.

في بداية الأمسية تحدثت الفارسية عن السيرة الشعرية والعملية للشاعر معرفة بأسرته التي تعتبر سليلة العلم والأدب، ثم طلبت من الشاعر أن يقرأ إحدى قصائده الشعرية، وقد استهل السيابي حديثه عن دعوته لهذه الفعالية كانت دعوة للمشاركة في أمسية شعرية ولكن تفاجأ بأن هذه الأمسية هي احتفاء به وبمنجزه الشعري، وافتتح قراءاته الشعرية بآخر قصيدة كتبها وهي قصيدة «هذي سمائل» التي يقول فيها:

هذي سمائل هذي الكأس والراح

اما سكرت بها والعتق فواح

وهي قصيدة عارض فيها الشاعر السوري نزار قباني في قصيدته التي مطلعها:

هذي دمشق وهذي الكأس والراح

إني أحب وبعـض الحـب ذباح

بعدها قرأ قصيدة «في موكب التاريخ» التي عارض فيها قصيدة محمد بن راشد آل مكتوم التي كتبها فرحا بعودة جلالة السلطان ـ حفظه الله ـ إلى أرض الوطن، وهي قصيدة طويلة تزيد عن 80 بيتا، التي مطلعها «أشرق الفجر واستنار الضياء»

ثم أدلى الأديب أحمد الفلاحي بشهادته في الشاعر هلال السيابي التي ابتدأها بمقولة الناقد إحسان النص في شعر السيابي التي ذكر فيها أن أسلوبه يجري على نهج الشعراء المطبوعين فهو يعنى باختيار الواضح والمأنوس من الألفاظ.

كما أشار الفلاحي إلى ان قصائد الشاعر المحتفى به تدلل على سعته من الناحية النحوية والبلاغية والعروضية، التي كتبها بإحساس مرهف وتكين مبتكر للصور في تشكلها، وقد سمع من الشاعر عبدالله بن علي الخليلي أنه على استعداد في أن يتنازل عن مجموعة من قصائده مقابل قصيدة جميلة كتبها السيابي في شبابه.

مشيرا إلى أن ديوان «أصداء من وادي عبقر» الذي طبعته وزارة التراث والثقافة عام 2009م يضم بين دفتيه 5 آلاف بيت، وقد عثر أحد إخوة الشاعر على أحد الدفاتر القديمة ويحتوي على جملة من القصائد التي تمثل بدايات الشاعر في نظمه للشعر في سمائل.

مبينا أن السيابي كان سعيد الحظ في فتوته فقد جادت تلك المرحلة بعلماء ومشائخ علم تتلمذ على يديهم وتلقى منهم صنوف العلم والمعرفة في الدين واللغة والأدب، كما انه ذكر في قصائده العلماء الذين تتلمذ على يديهم ومن بينهم والده.

معرجا على سيرته العملية التي رسمت ملمحا من ملامحه الشعرية وساعدت في تنوع مشاربه المعرفية، فقد سافر في ستينات القرن الماضي إلى خارج عمان ولكنه لم يستمر كثيرا فقد عاد إلى الوطن ليعمل مدرسا في المدرسة السعيدية عام 1970م إلى 1972م.

ساردا بعد ذلك الوظائف التي تقلدها والتي كانت حافلة بالإنجاز والتنوع في مجموعة من مؤسسات الدولة ووزاراتها.

كما أشار الفلاحي إلى أن السيابي من القارئين النهمين وأكثر قراءاته في الشعر القديم في عصوره المتقدمة وصولا إلى الشعر المعاصر، كما أن له باعا طويلة في الكتابات النثرية وخاصة المقالات التي كان يكتبها وينشرها في صحيفة عمان.

وتناول الفلاحي جوانب من الأغراض الشعرية التي ضمها ديوان السيابي منها القصائد القومية والوطنية وشعر الحكمة والتأمل ومناجاة الذات مدللا على ذلك بأبيات شعرية.

بالإضافة إلى ذكر النقاد العرب الذين تناولوا الشاعر في دراساتهم وتحليلاتهم لنصوصه ومنهم عبداللطيف الأرناؤوط، وجابر عباس، وإحسان النص.

أما علاقة الفلاحي بالشاعر فقد ابتدأت منذ تعرفه عليه في بداية السبعينات عندما كان الفلاحي يعمل في الإذاعة والسيابي يعمل في جريدة عمان، وتصادف أن زار الفلاحي السيابي طالبا منه أن يساعده في الانتقال إلى جريدة عمان، ولكن الشاعر هلال قاد أنه سيفعل إذا استطاع إلى ذلك سبيلا مع انه لم يكن مقتنعا بأن ينتقل الفلاحي من الإذاعة، وشاءت الأقدار أن ينتقل السيابي من الصحافة إلى الإذاعة، وتوطدت علاقتهم بحيث أنهم لا يكاد يمر يوم حتى يلتقوا في جلسة مسائية، أو أنهم يقومون بزيارات للعلماء وأصحاب الأدب.

ومن ضمن ما ذكر الفلاحي أن السيابي زاره يوما من الأيام في بيته ولم يجده، فكتب 4 أبيات في ورقة وعلقها على الباب، وكانت هذه الأبيات تدل على عمق الأخوة ولطف العبارة وصادق المودة، وما زال الفلاحي يحتفظ بتلك الورقة كذكرى جميلة.

بعدها قام الشاعر هلال السيابي بقراءة مجموعة من قصائده منها قصيدته عن بيروت التي حكى فيها قصة كتابتها حيث يقول :« زرت لبنان مطلع 1995 برسالة شفوية الى سماحة مفتي لبنان حيث أقام على شرفنا الأستاذ بسام برغوث قنصل لبنان الفخري في مسقط مأدبة غداء عامرة حضرها رئيسا الوزراء السابقان رشيد الصلح وسليم الحص وكوكبة من علية القوم فكانت هذه القصيدة من وحي لبنان. ..ويومها كانت لبنان ما زالت مهدمة بفعل التدخلات العسكرية الصهيونية ، وقد غابت مني القصيدة لفترة طويلة ولم أعثر عليها لأضعها في ديواني الصادر عن وزارة التراث والثقافة عام 2009 ».

والتي مطلعها:

بيروت أين الهوى واللهو والددن

أم أنت مثلي قد الوى بك الزمن

فأين لألاؤك الوضاح من قدم

يكاد تشرق منه البيد والمدن

وأين تلك الشموس المشرقات سنا

موائج السحر ، يغري سرها العلن

هذي الحواري اراها جثما ذللا

يمور من جانبيها الضعف والوهن

مهدمات على اعقابهن فلا

عين تطل ولا جيد ولا اذن

وقرأ قصيدة وطنية عارض فيها الشاعر سعيد عقل، قال فيها:

هومت لولا خيال بالهوى لمحا

فلا صحوت ولا ذاك الغزال صحا

وألقى الدكتور سعيد العيسائي ورقة تناول فيها شعر السيابي، ذاكرا أنه اطلع على الديوان المخطوط والديوان المطبوع مبينا فيهما مجموعة من الاختلافات في عدد القصائد وعناوينها وأبياتها، كما أشار إلى أن قصيدة «القلادة» التي طبعت في كتاب مستقل في سوريا، تختلف عن قصيدة القلادة المطبوعة في الديوان، مبينا أن المخطوط يحمل عنوان «حصاد السنين» والديوان المطبوع أصبح العنوان «أصداء من وادي عبقر» وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الشاعر حريص على مراجعة أعماله الشعرية وتعديلها وتطويرها.

وذكر العيسائي أن الشاعر اعتنى بديوانه اعتناء يفوق اعتناء بعض الباحثين بالدواوين التي يحققونها من حيث شرح الكلمات، والإحالة إلى المراجع والكتب التي يوردها في هوامش الديوان.

كما أشار العيسائي إلى أن الديوان كثرت فيه المعارضات الشعرية، سواء كانت معارضات لقصائد شعراء عمانيين أو شعراء عرب.