مرايا

البحر أهداها طفلة بعدما دفنت جنينين في اليابسة

25 يناير 2017
25 يناير 2017

ميلودراما عاطفية إنسانية مؤثرة، أحداثها شهدتها الشواطئ الأسترالية، مع موظف منارة وزوجته خاضا محاولتين فاشلتين للإنجاب، فدفنا جنينين أسقطتهما الأم الشابة إيزابيل غرايسمارك (السويدية آليسيا فيكاندر) من حملها مرتين ممن أحبت بقوة توم شربورن ( الألماني مايكل فاسبندر)، وإذا بالبحر الذي اعتادا مراقبته على مدار الساعة يهديهما طفلة في مثل جمال البدر أسمياها لوسي (فلورانس كليري)، سرعان ما تحوّلت إلى قضية حساسة بين الأم التي أنجبت هانا (الممثلة الإنجليزية راشيل وايز) ، والأم التي ربّت إيزابيل، وأعطى فيلم (The light between oceans) الأرجحية للثانية برضى الأولى.

الشريط صوره المخرج الأميركي ديريك سيانفرانس في ستة أسابيع، بميزانية عادية (20 مليون دولار) بين ستانلي وتاسمانيا في أستراليا، وجاءت النتيجة فيلماً ميلودرامياً مدته ساعتان و13 دقيقة.

يبدأ النص الذي كتبه المخرج استناداً إلى رواية أم أل ستيدمان، بوصول خبير المنارات التي تهدي السفن إلى الشاطئ توم، الذي استحوذ سريعاً على اهتمام الجميلة إيزابيل ولم يلبث هو أن بادلها الاهتمام بمثله، ثم اقترحت عليه الزواج لكي يكونا معاً على الدوام، وكان لها ما أرادت، وانتقلت للعيش معه في المنزل الملحق بمركز المنارة الساحلية، في بيت منعزل بالكامل عن الحياة الصاخبة والجيران، ومع ذلك غلب الحب كل الموانع. حملت «إيزابيل» أول مرة ولم تلبث أن أسقطت جنينها قبل موعد ولادته ميتاً، فقاما بدفنه وسط حالة من الإحباط والغضب، ثم تجاوزا الحزن وحملت ثانية لتسقط الجنين مجدداً، وتعيش حالة يأس موصوفة لعدة أيام، قبل أن يلفظ البحر مركب صيد صغيرا فيه طفلة غاية في الجمال، إلى جانب جثة رجل، فحملت إيزابيل الصغيرة وكأنها هبة من السماء جاءت للحد من حزنها على خسارة مشروعي طفلين تباعاً، ومنعت زوجها توم من الإبلاغ عن المركب ومن كانا على متنه، وأقنعته أن يدفن الرجل ويترك المركب في البحر تتلاطمه الأمواج، بينما الطفلة لها دون غيرها وإبلاغ الجميع أنها هي من أنجبتها.

لم يمض سوى وقت قصير حتى عرف اسم الرجل الميّت، وعرفت أرملته هانا التي هي أم الطفلة التي تحمل تحمل اسم غريس، بينما سمتها إيزابيل لوسي، وجاءت عملية الكشف عن الحقيقة من توم الذي بعث برسالة مقتضبة إلى هانا يبلغها فيها أن زوجها مات وابنتها بخير، ثم رفع تقريراً بعد أشهر عن حيثيات ما حصل فسجن، بينما أرسل فريق أعاد استخراج الجثة، وجاءت هانا لترى ابنتها وقد كبرت قليلاً وهي لا تعرف سوى إيزابيل أماً لها، ومضى وقت بين أخذ ورد، خرج فيه توم من السجن وقررت هانا إيداع الطفلة مع إيزابيل، لأن هذا فيه مصلحة الصغيرة الباهرة الجمال، مما أعاد اللحمة إلى الزوجين توم وإيزابيل، بعدما ارتاحا من عبء السر الذي كان يرهق كاهليهما.