908406
908406
العرب والعالم

بيان «أستانة»:الاتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار

24 يناير 2017
24 يناير 2017

دمشق اعتبرته وثيقة تحظى بقبول الجميع ...المعارضة:روسيا أصبحت ضامنا للتسوية -

دمشق -عمان- بسام جميدة - وكالات -

أكدت روسيا وإيران وتركيا، في بيان ختامي صدر في اختتام مفاوضات أستانة بين أطراف الأزمة السورية، التزامها الكامل بمبدأ وحدة أراضي سوريا.

وشدد البيان، الذي تلاه وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، عقب انتهاء أعمال الاجتماع، أمس، على أن لا حل عسكريا للأزمة السورية.

وأكد رحمنوف أن وفود روسيا وتركيا وإيران توصلت إلى اتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا.

وجاء في البيان بهذا الصدد: «تم التوصل لاتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية تقوم بمراقبة نظام وقف إطلاق النار وضمان الالتزام الصارم به (من قبل أطراف النزاع)، ومنع أي استفزازات، وتحديد مدى تطبيقه».

وأشار، عبد الرحمانوف، أيضا إلى أن الأطراف، التي وقعت البيان، اتفقت على «السعي لتوحيد نظام وقف إطلاق النار عبر خطوات ملموسة وعن طريق استخدام نفوذها على الأطراف، وذلك بالإضافة إلى التقليل من عدد انتهاكاته لأدنى حد ممكن، والتقليل من العنف، وإقامة علاقات الثقة (بين أطراف الأزمة)، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين وحمايتهم».وأعربت الدول الثلاث عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية، بما في ذلك المسلحة، في مفاوضات جنيف، مؤكدة أنها ستنطلق في 8 فبراير المقبل.وأكد البيان، في هذا السياق، على ضرورة ضمان فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين في سوريا.

واعتبرت روسيا وإيران وتركيا أن أستانة منصة فعالة لإجراء مفاوضات بين أطراف الأزمة السورية، مؤكدة، في البيان، استعداد موسكو وأنقرة وطهران لمحاربة الإرهاب في سوريا بشكل مشترك. وكانت العاصمة الكازاخستانية أستانة استضافت، خلال يومي الاثنين والثلاثاء، المفاوضات غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية، الذي ترأسه بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، ووفد مشترك للفصائل السورية المسلحة المناهضة لدمشق، الذي ترأسه محمد علوش، زعيم تنظيم «جيش الإسلام»، أحد أكبر القوى المناهضة للحكومة.

وركزت المفاوضات، التي أطلقت بمبادرة من روسيا وتركيا وإيران، وجرت بمشاركة وفد من الأمم المتحدة برئاسة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي

الخاص إلى سوريا، على بحث آليات تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وقال رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات أستانة بشار الجعفري إن الوفد يعتبر أن المحادثات «ناجحة» وعبر عن دعمه للبيان المشترك الذي صدر عن روسيا وإيران وتركيا. وقال في إشارة للبيان إنه أخيرا أصبح هناك وثيقة توافقية تحظى بقبول من جميع الأطراف.وقال الجعفري في مؤتمر صحفي:عملنا خلال اليومين الأخيرين من اجتماع أستانة بعناء ليلا ونهارا من أجل إنجاح هذا الاجتماع وقمنا بكل ما يمكن أن يذلل العقبات ولهذا نعتقد أنه قد نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار السياسي القائم بين السوريين . وتوجه الجعفري بالشكر للقيادة الكازاخية على (كل التسهيلات التي قدمتها من أجل إنجاح اجتماعاتنا وأعمالنا وبالشكر الخاص للأصدقاء الروس والإيرانيين للجهود الجبارة التي بذلوها وساهمت بشكل فعال في إنجاح نظام وقف الأعمال القتالية وذلك لحقن الدم السوري والعمل مع هذه المجموعات من أجل دحر الإرهاب سوية وإعادة إعمار سورية).

وتابع الجعفري..نقول للدول الإقليمية المعروفة بدعمها للإرهابيين كفى لقد أضعتم أموال شعوبكم وأحضرتم إلى بلدانكم الإرهاب وتسببتم في سفك الدم السوري وقد آن الأوان لإعادة النظر في أخطاء سياساتكم من أجل خير شعوبكم وخير شعوب المنطقة .

وتابع:نفترض أن هذا الكلام سيتم تطبيقه عمليا من قبل تركيا وغيرها باعتبار هذا البيان الذي صدر يلزم الموقعين عليه وتركيا وقعت عليه . وأعلن رئيس وفد المعارضة السورية أن روسيا انتقلت من طرف داعم للحكومة السورية إلى طرف ضامن يحاول تذليل العقبات.

وقال علوش في مؤتمر عقده عقب البيان الختامي للمفاوضات إن «موقف روسيا بشأن سوريا تغير، فهي أصبحت بلدا ضامنا للتسوية..تكلمنا مع الجانب الروسي بشأن إخراج المعتقلات من السجون في سوريا وقالوا سيتم الإفراج عنهن جميعا».

وقال علوش:قدمنا ورقة، للجانب التركي والأمم المتحدة والروس، تتضمن آليات وقف إطلاق النار لإلحاقها باتفاقية 30 ديسمبر الماضي من أجل تثبيت الاتفاق .

وشدد على أن المعارضة السورية ستذهب إلى جنيف فقط، بعد تثبيت وقف إطلاق النار من قبل الحكومة وضمان آلية مراقبته.

من جهته، أفاد المستشار القانوني بوفد المعارضة السورية في أستانة، هشام مروة، بأن المعارضة قدمت رؤيتها للحكومة السورية حول تثبيت وقف إطلاق النار، وأن على الحكومة دراسة هذا المقترح الآن والرد عليه.

وأضاف مروة: نحن هنا من أجل البحث عن الحل السياسي، وجئنا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، لم نأت إلى هنا إلا لهذا الغرض حصرا، ما يعكس إرادة حقيقية وتمسكا بالحل السياسي .

من جانبه قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا معلقا على مفاوضات أستانة إن عملية السلام السورية يجب أن تظل موجهة من الأمم المتحدة وأن تستمر في جنيف.

وتابع :الأمم المتحدة الطرف الرئيسي فيما يتعلق بعملية السلام. مشيدا بدور محادثات أستانة في التوصل إلى اتفاق لتعزيز وقف إطلاق النار. وأفادت وكالة (سبونتيك) نقلا عن مصدر من الأمم المتحدة أن موعد انعقاد المفاوضات السورية في جنيف قد يتم تأجيله.وكان من المقرر أن تعقد جولة من المفاوضات لتسوية الأزمة السورية في جنيف، في 8 فبراير المقبل.

وأعلن عضو وفد الفصائل السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانة، جهاد مقدسي، أن المعارضة، تلقت دعوة لعقد لقاء مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بموسكو، في 27 يناير الحالي .وأوضح مقدسي، أن الدعوة تلقتها منصات الرياض وموسكو والقاهرة للمعارضة السورية. وأعرب مقدسي، الذي يمثل مجموعة القاهرة، عن امتنانه للدعوة الروسية، مؤكدا استعداده لحضور اللقاء.

وبين إن الاجتماع في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيكون تشاوريا، مشيرا إلى أن هدفه عرض وجه نظر المعارضة حول السبيل الأفضل لإنجاح جولة المفاوضات المقبلة في جنيف.

ميدانيا: أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات روسية بعيدة المدى تقصف مواقع لـ«داعش» في دير الزور وإن ست طائرات حربية روسية نفذت ضربة منسقة على أهداف لداعش في محافظة دير الزور السورية.

وأضافت الوزارة أن طائرات توبوليف 22 انطلقت من قاعدة جوية في روسيا وحلقت فوق المدينة، وأكد مصدر عسكري لعمان مقتل أعداد كبيرة من تنظيم «داعش» وتدمير ثلاث سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات في استهداف تجمعاتهم وتحركاتهم في المقالع غرب تل بروك - جبل الثردة - حقل التيم النفطي بدير الزور ومقتل مسؤولين اثنين في تنظيم «داعش» وهما «أبو عائشة الكويتي» و«أبوعمر الزرقاوي» خلال الاشتباكات مع الجيش السوري على جبهة المقابر، وأن وحدات من الجيش السوري دمرت آلية مجهزة برشاش «دوشكا» وقتلت وجرحت عدداً من مسلحي تنظيم داعش إثر استهدافهم بالقذائف المدفعية الثقيلة في منطقة المعامل قرب لواء التأمين هناك، وتابع المصدر أن الجيش السوري استهدف مواقع للمجموعات المسلحة في مزارع حرستا الشمالية بقذائف المدفعية، ذلك بعد استهداف المسلحين مواقع تابعة للجيش السوري، ومقتل أحد المسؤولين الميدانيين في «حركة أحرار الشام» المدعو «اسلام خليل» بنيران الجيش السوري في محور بلدة عين الفيجة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، حيث تستمر الاشتباكات هناك ويرافقه قصف من الطيران الحربي السوري، وفي ريف حمص تقدم الجيش السوري بمسافة 6 كم في مثلث تدمر ويواصل عمليته العسكرية ضد تنظيم داعش حيث تستمر المعارك بين الجيش وتنظيم داعش بمحيط مفرق القريتين وإلى الشرق من تلول التياس والمحطة الرابعة في محاولة من الجيش لإحراز مزيد من التقدم في مناطق الاشتباك كذلك قصف الطيران الحربي مواقع لداعش في مسعدة ومزين البقر وبادية تدمر الغربية بريف حمص.

على الصعيد الإنساني قالت الأمم المتحدة في بيان إنها أطلقت مناشدة أمس لجمع 4.63 مليار دولار في شكل تمويل جديد لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في الدول المجاورة. وأطلقت المناشدة في مؤتمر بهلسنكي وتأتي إلى جانب مبلغ 3.4 مليار دولار ترى المنظمة الدولية أنه مطلوب لتلبية الاحتياجات الإنسانية لنحو 13.5 مليون شخص داخل سوريا هذا العام.

وقال بيان الأمم المتحدة :لا يزال التمويل من أجل سوريا غير كاف للتصدي لأزمة تظل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم.