908460
908460
العرب والعالم

قلق أممي على مصير المدنيين مع الاستعداد لمعركة الجانب الغربي للموصل

24 يناير 2017
24 يناير 2017

مقتل 14عراقيا في قصف مدفعي على المدينة -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(أ ف ب-د ب أ )

أعربت الامم المتحدة عن قلقها من «مخاطر شديدة» تهدد نحو 750 الف مدني يعيشون في الجانب الغربي من مدينة الموصل، شمال العراق، فيما تستعد القوات العراقية لاستعادة كامل المدينة التي تعد اخر اكبر معاقل المتطرفين في العراق.

وتمكنت القوات العراقية بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بعد مائة يوم من المعارك الكثيفة من استعادة الجانب الشرقي من المدينة، وباتت تتمركز في مواجهة المتطرفين المتمركزين على الضفة الغربية من دجلة. ويتوقع ان تكون المعارك اشد فتكا في الجانب الغربي نظرا للكثافة السكانية ولضيق شوارع الوسط القديم للمدينة وانتشار التحصينات فيه. ونقل بيان عن ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في العراق «نأمل أن يتم تأمين كل شيء لحماية مئات الآلاف من السكان المقيمين على الضفة الغربية لدجلة.

نحن نعلم بأنهم معرّضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم».واستعادت القوات العراقية جميع الأحياء الوسطى في الجانب الشرقي وكانت الثلاثاء تقوم بتطهير حي الرشيدية في اقصى شمال المدينة.

وينتشر عشرات آلاف المقاتلين الى الشمال والجنوب والغرب من مدينة الموصل ما يعني ان المتطرفين باتوا محاصرين في الجانب الغربي من المدينة التي اعلن منها زعيم داعش ابو بكر البغدادي ما يسمى بدولة «الخلافة» عام 2014. وأفاد سكان من الجانب الغربي ونشطاء لوكالة فرانس برس أمس الأول ان المسلحين اجبروا السكان على إخلاء المنازل والمتاجر المحاذية لضفة النهر واتخذوا منها مواقع قتالية.

وقال احد السكان في منطقة الميدان ان «التنظيم اجبرنا على مغادرة منازلنا دون ان يسمح لنا بأخذ ممتلكاتنا» مشيرا الى أنهم «اتخذوا منها مواقع ووضعوا قناصين على السطوح والشبابيك». وتتمركز قوات النخبة العراقية على الجانب الاخر، في حين تستعد كوادر الهندسة لوضع جسور عائمة للانطلاق والهجوم عبر النهر. وجميع الجسور فوق نهر دجلة اما فجرها المتطرفون او دمرها طيران التحالف الدولي الداعم للقوات العراقية.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان ان «القوات العراقية طورت قدراتها خلال معاركها ضد تنظيم داعش، وهي الآن قادرة على نصب جسور حتى وهي تتعرض للنيران».

وتشير التقديرات الى وجود حوالي 750 الف شخص في الجانب الغربي اما لرفضهم ترك منازلهم او لأن تنظيم داعش يمنعهم من ذلك وهو المعروف باستغلال السكان كدروع بشرية. وقالت جراندي «لا ندري ما الذي سيحدث في غرب الموصل، لكننا لا نستبعد ان يعاني المدنيون من ظروف شبيهة بظروف الحصار او حصول نزوح جماعي».

وأشارت الى انه «حتى الآن كان حوالي نصف الضحايا في الموصل من المدنيين، التفكير بالمخاطر التي تواجه العائلات امر مرعب». بدوره، عبر المجلس النرويجي للنازحين الذي يقدم مساعدات للعوائل النازحة في بيان عن قلقه لعدم التمكن من الوصول الى احياء غرب الموصل نظرا لحجم الأزمة الإنسانية التي نجمت عن المعارك في الاحياء الشرقية.

واشار البيان الى ان «هؤلاء المحاصرين داخل مدينة الموصل في خطر شديد بسبب المعارك ونقص المؤن وبعد 100 يوم من القتال ما نزال عاجزين عن الوصول اليهم».وستقضي استعادة الموصل على دولة الخلافة التي اعلنها المتطرفون في العراق، لتصبح الرقة في سوريا المجاورة الهدف التالي.

وعادت الحياة تدريجيا الى شرق الموصل خلال الايام القليلة الماضية مع عودة الاطفال الى المدرسة وفتح المحال التجارية وحركة السيارات في الشوارع.

وذكرت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) انه اعيد فتح ثلاثين مدرسة هذا الاسبوع. وقال ممثل اليونيسيف في العراق بيتر هوكنز انها «لحظة مهمة بالنسبة لأطفال الموصل بعد الكابوس الذي عاشوه على مدى عامين مع العودة الى المدرسة والامل من اجل مستقبل افضل». وأشار تقرير للأمم المتحدة الى عودة اكثر من 20 الف نازح الى منازلهم في الاحياء المحررة. كما قال العقيد دريد سعيد من قوات جهاز مكافحة الارهاب إن 14 مدنيا قتلوا وأصيب 13 آخرون بجروح بعضها خطيرة جراء سقوط خمسة صواريخ نوع كاتيوشا أطلقها «داعش» باتجاه أحياء الزراعي والمهندسين المحررة ضمن المحور الشمالي في الساحل الايسر بالموصل. وذكر بيان لإعلام الفرقة، إن «طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع الفرقة السابعة بالجيش تمكن من قصف مقر عسكري ومضافتين وأكداس أسلحة لتنظيم «داعش» في منطقة المالحة شمال غرب بحيرة القادسية، 160كم غرب الرمادي، على الحدود الإدارية الفاصلة بين الأنبار وصلاح الدين»، مؤكداً أن «القصف أسفر عن تدمير تلك المواقع التابعة لـ«داعش،» وقتل عدد من عناصر التنظيم.