Untitled-1
Untitled-1
المنوعات

«النحت .. حكاية لا تنتهي» .. سرد لحقيقته الأولى نحو الابتكار وتفعيل واقعه

24 يناير 2017
24 يناير 2017

ندوة فنية تنقل ما جسده الإنسان ضمن عوالمه المتداخلة -

Untitled-2

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء أمس الأول بمقرها بمرتفعات المطار، الندوة الفنية التي حملت عنوان (النحت .. حكاية لا تنتهي)، شارك كل من الدكتور حسين عبدالباسط حسن والدكتور وسام محمد عبدالمولى والفنان علي بن سليمان الجابري وقدمها للجمهور الفنان عبدالكريم الميمني.

الدكتور حسين عبدالباسط قدم قراءة عن (النحت بين الواقع و التجريد) حيث أشار إلى النحت مر بمراحل متعددة بدأت بالواقعية في الحضارات المصرية القديمة، والأشورية، والإغريقية واستمر حتى نهاية القرن التاسع عشر، كما أخذ التشخيص مساحة كبيرة من عمر النحت وكان ذلك للدور الذي لعبة النحت كلغة للتواصل بين رجال الدين والشعب وكان لابد أن يكون لغة بسيطة مفهومة للعامة فكان التشخيص هو السبيل في هذه المرحلة. ثم انتقل الدكتور حسين ليشير الى أن النحت تنوع بين الجداريه، و المجسم ذي ثلاثي الأبعاد، كما اعتمد على الكتلة المعتمة في كل مراحله مستخدما خامة الخشب، والحجر، والطين، من خلال تقنية التشكيل والحفر، كما اعتمد على الرسوخ والارتباط بالأرض من خلال مساحة ارتكاز كبيرة ، وارتبط النحت بالعمارة بشكل أساسي وامتد إلى الأثاث وأشياء أخرى.

أما الفنان والنحات علي بن سليمان الجابري فقد تحدث عن تجربة مخيم النحاتين الذي أقيم في منطقة سد وادي الجزي العام المنصرم 2016م، فيشير الجابري الى أن مع الحراك الاقتصادي الذي تشهده السلطنة رأى مجموعة من الفنانين أهمية دعم الحراك الفني والثقافي مواكبةً للتقدم في كل المجالات وبذلك انطلق مجموعة من فناني «بيت فن صحار» في العمل على حدث فريد من نوعه حول العالم أطلق عليه «مخيم النحاتين » وأقيم المخيم في صحار بالقرب من منطقة سد وادي الجزي الذي يزخر بتوافر أحجار الرخام بأحجام وألوان مختلفة وفريدة، وشكل المخيم خطوة فريدة في الاقتراب من الطبيعة والانصهار معها ومشاركتها الإبداع حيث يقوم النحاتون بانتقاء أحجارهم مباشرة من الطبيعة وبالألوان التي تناسبهم ثم بدأوا بالعمل على نحتها.

أما الدكتور وسام عبد المولى فقد قدم ورقة عمل حملت عنوان (النحت في صحار كتجربة معاصرة)، وهنا انطلق من تجربة منطقة سد وادي الجزي، وكيف تفاعل معها النحاتون العمانيون وتواصلهم المباشر مع الخبرات العربية الذين كان لهم الحضور الملموس في هذا الجانب مع الاستغلال المباشر لتفاصيل الطبيعة حيث الصخور والألوان، ثم انطلق ليتحدث عن تاريخية النحت وما جاء في القرآن الكريم ، وما سبق ذلك ما قام به الإنسان والتفاعل المباشر مع الطبيعة، وما آل إليه ذلك من طقوس ترتبط بالبشر والشعوذة على سبيل المثال حيث تسخير ذلك النحت لمقاومة تلك الطبيعة والتغلب عليها، كما اقترب الدكتور وسام من الفترات الزمنية التي مر بها النحت وصولا إلى العصر الحديث وتفصيل ذلك في إنه ليس مجرد هواية وإنما فن يتم التعاطي معه كنوع من الابتكار والاشتغال المتقن، خاصة ما وقع في القرن التاسع عشر. كما تطرق إلى حقيقة النحات العماني وحضوره التفاعلي وإبراز هذا الجانب المشرق من مسيرته التي جاءت نتيجة تعامل واع مع تفاصيل هذا الفن العريق، مؤكدا أن الساحة العمانية بها الكثير من الأسماء التي يتعمد عليها في الإطار. الجدير بالذكر أن الندوة الفنية قُدم من خلالها التجارب الفنية التي أنجزت في مخيم النحاتين في صحار خلال عام 2016 م.