المنوعات

«معمار القرن العشرين» مترجَمًا للعربية

24 يناير 2017
24 يناير 2017

الجزائر «العمانية»: عن المجلس الأعلى للُّغة العربية بالجزائر، صدرت ترجمة قام بها مختار بن عيّاش لكتاب «معمار القرن العشرين» للمعماري الإنجليزي الشهير دنيس شارب.

ويعدّ هذا الكتاب من أهمّ المراجع التي تناولت خلاصة الإبداع المعماري طيلة العقود السبعة الأولى من القرن العشرين. وهو يستمدُّ أهميته من تناوله المبسّط لمعمار القرن العشرين، ما يتيح للقارئ، حتى وإن لم يكن من ذوي الاختصاص، متابعة التطوُّرات التي حدثت في الميدان المعماري على مدار سبعين سنة بشكل مبسَّط. كما يتناول الكتاب الكثير من المشاريع التي لم يُكتب لها أن تُنجز وبقيت طيّ الملفات.

في بداية الكتاب يتساءل المؤلف عن ماهية معمار القرن العشرين، وعن العناصر التي تُميّزه عمّا سبقه، وكذا عن ماهية عبارة «المعمار العصري». وفي الإجابة عن هذه الأسئلة يُؤكد أنّه حاول استقراء تاريخ المعمار في القرن العشرين، مجتهداً في اختيار النماذج الفريدة في البناء وتلك التي كان دورها مجدداً في الميدان المعماري.

ويوضح المؤلف أنّ العمارات المعروضة في ثنايا كتابه ليست بالضرورة أحسن ما أُنجز في عصرها، فهدف دراسته «تسليط الضوء على عمليات جريئة كان هدفها تجديد أساليب الحياة وأنماطها وتقاليد تعارف عليها الناس في الميدان المعماري».

وبحسب الكتاب، فإنّه بمجيء ستينات القرن العشرين تغيّرت أشياء كثيرة، حيث إنّ جزءًا من الأعمال التي ظهرت في بداية ذلك القرن اهتزّ اهتزازًا شديدًا، وحتى المعماريون اللامعون الذين صرفوا طاقاتهم الذهنية في سبيل التوفيق بين الوظيفة والجمال، اتُّهموا بالتورُّط في النزعة التاريخية أو الرجعية، أو قوبلت أعمالهم بالسخرية من قِبَل أشخاص غير موضوعيين، رغم أنّ القواعد التي يستند إليها أولئك المعماريون ذات علاقة وطيدة بالقيم والأساليب المعروفة وطرق العيش، ثم بالتقنيات وطرقها، بخلاف ما يُريده الساخرون من تعقيدات الوظائف والتناقض في دور المعماري، والتحديد المبهم لحاجيات المجتمع الذي يُمارس فيه المعماري وظيفته.

ومن هنا، جاء هذا الكتاب لإبراز الانحرافات الفكرية الظاهرة في بعض العمارات والمباني، والإحاطة بالطبيعة المميزة للهندسة المعمارية التي ظهرت في ذلك القرن، والتي تبدو غريبة لدى بعض الأوساط حتى يومنا هذا، وهذه الطبيعة هي التي أشار إليها «والتر كروبيوس»، عندما وصفها عام 1963 بقوله: «النظرة الجديدة في دراسة العمارة على أساس واقعي»، والتي تمخضت عنها فكرة «التصوُّر الجديد للفضاء المعماري».

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الترجمة حصلت من المجلس الأعلى للُّغة العربية بالجزائر، على الجائزة الأولى في فرع الترجمة إلى العربية في العلوم والآداب.