907205
907205
العرب والعالم

المفاوضون يؤكدون على تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في سوريا

23 يناير 2017
23 يناير 2017

«محادثات الأستانة» جمعت أطراف الصراع وسط تباين المواقف -

دمشق - عمان- بسام جميدة - وكالات -

جاء في مسودة البيان الختامي للدول الضامنة لمفاوضات الأستانة حول سوريا، أن روسيا وتركيا وإيران تخطط لإنشاء آلية ثلاثية للرقابة على وقف إطلاق النار: «إننا نخطط لإنشاء آلية ثلاثية للتأكد من الالتزام بوقف الأعمال القتالية ومن أجل الحيلولة دون وقوع أي استفزازات». وجاء في المسودة أن روسيا وتركيا وإيران ترحب بتنصل فصائل المعارضة المسلحة من الإرهابيين، وتخطط لمحاربة تنظيمي داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيين سويا.

كما تشدد الدول الثلاث في الوثيقة على ضرورة استئناف المفاوضات السورية وفق القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

وشن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات الأستانة هجوما قويا على كلمة رئيس وفد المعارضة محمد علوش خلال الجلسة الافتتاحية للمحادثات التي عقدت أمس، ووصف الجعفري كلمة علوش بأنها «خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء لمستوى الحدث». وأنه «استفزازي» واستدل على «عدم حرفية الوفد» بانتقاد علوش للعمليات التي يقودها الجيش السوري في وادي بردى رغم أن «جبهة النصرة ليست طرفا في الاتفاقات التي وقعت عليها المعارضة نفسها».

وكان رئيس وفد المعارضة السورية لمحادثات الأستانة محمد علوش قال في كلمته في افتتاح المحادثات أمس: إن «المعارضة تريد تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا، وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254″. ويتكون وفد المعارضة السورية من ممثلين عن 14 فصيلاً عسكرياً هي: فيلق الشام، وجيش العزة، وجيش الإسلام، وصقور الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش النصر، وشهداء الإسلام، والفرقة الساحلية الأولى، وصقور الشام، والجبهة الشامية، وتجمع فاستقم، ولواء السلطان مراد، والجبهة الشامية، والجبهة الجنوبية (تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري)، إلى جانب مستشار سياسي وحقوقي، ويقوم فريق تقني مؤلف من 40 شخصًا من المعارضة بدعم المفاوضين. وانتهت الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام السورية -السورية، وسط تباين في المواقف، والتي جمعت لأول مرة منذ بدء الصراع في سوريا أطراف الصراع إلى طاولة مفاوضات، برعاية روسية- تركية -إيرانية، بحضور الأمم المتحدة وأمريكا وكازاخستان.

وافتتح الجلسة وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف، الذي قرأ رسالة الرئيس نور سلطان نزارباييف إلى المشاركين في الاجتماع، قال فيها إن جمهورية كازاخستان ترى أن السبيل السليم والوحيد لتسوية الوضع في سوريا هو المفاوضات وليس مصادفة أن تختار بلدنا كمنصة أساسية لهذا الحوار وهذا اللقاء فكما تعلمون فقد عقدت في أستانا في عام 2015 دورتان للمشاورات بين عدد من المجموعات السورية المعارضة».

وأعرب نزارباييف في رسالته عن ثقته بأن اللقاء في الأستانة سيهيئ الظروف اللازمة لجميع الأطراف المعنية لإيجاد حل مناسب للأزمة وفق عملية جنيف وفي إطار منظمة الأمم المتحدة لكي نسهم بشكل لائق في إحلال السلام والاستقرار في سوريا.

وقال مندوب سوريا إلى المحادثات بشار الجعفري خلال الجلسة: إن «الاجتماع يهدف لوقف الأعمال القتالية على كامل الأراضي السورية باستثناء المناطق التي يتواجد فيها تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» لفترة زمنية يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين التنظيمين الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما والفصائل الأخرى التي رفضت التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار».

ورأى الجعفري أن «العاصمة الأستانة تحتضن هذا الاجتماع السوري - السوري ترجمة لدبلوماسية الوساطة والانفتاح الكازاخية وثمرة لجهود مشتركة بذلتها عدة أطراف ولا سيما الأصدقاء الروس والإيرانيين». وبدوره، قال رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة في الأستانة محمد علوش: إن المعارضة تسعى لوقف إطلاق النار وتجميد العمليات القتالية في كامل أنحاء سوريا». واشترط علوش تطبيق الإجراءات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 للدفع بالانتقال السياسي، مشددًا على أن العملية السياسية تبدأ برحيل بشار الأسد وإخراج القوات الأجنبية التابعة لإيران، من عموم الأراضي السورية.

واعتبر علوش أن مجموعات مقاتلة وعلى رأسها «حزب الله» اللبناني وحزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، تساهم في «استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن تنظيم «داعش» الذي اعتبرته إرهابيًا».

من جانبه قال المندوب الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا في الجلسة الافتتاحية لمحادثات الأستانة، ان «السوريين يتطلعون لحل الصراع وتأمين وضمان مستقبل أفضل للأطفال»، مشيرًا إلى أن «كل الأطراف يجب أن تدافع عن البنى التحتية ويجب تحرير جميع المواقع والمنشآت التي تم الاستيلاء عليها ويجب تأمين عمال الإغاثة». ودعا دي مستورا «الصامتين والرعاة لإيجاد آلية واضحة لبحث ما يجب عمله برفع إسهاماته في مكافحة الإرهاب»، مضيفًا: «كل الأطراف يجب أن تبذل كل جهد ممكن لتحقيق السلام وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة». وعن الجانب الروسي، أعرب رئيس الوفد الروسي إلى محادثات استانة ألكسندر لافرينتيف عن أمله في أن يتوصل الاجتماع في الأستانة إلى أجواء مناسبة تمهد لاستئناف جنيف.

ولفت لافرينتيف إلى أن «حماية وحدة الأراضي السورية وعدم التحول إلى دولة عقائدية يجب أن تكون من أولى الأولويات»، لافتا إلى أننا «استطعنا ان نحدث تغييرات في سوريا بعد هزيمة «داعش» و«جبهة النصرة» في الكثير من المناطق ثم إقرار الهدنة في سوريا وتوقيع ثلاثة اتفاقيات». أما رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري فأكد في كلمته خلال افتتاح الاجتماع على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وحق الشعب السوري أن يقرر مستقبله بنفسه.

وتابع أنصاري: نحن اجتمعنا من أجل التوصل إلى السلام في سوريا وإتاحة الفرصة للحوار بين الحكومة والفصائل المسلحة مضيفا: «يجب وضع خارطة طريق وعلى كل المجموعات التي لم تنضم إلى هذا الاجتماع أن تنضم إليه».

وأكد أنصاري على دور المجتمع الدولي في وقف تدفق السلاح إلى سوريا، مستطرداً «يجب تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وبدون ذلك لن يكون هناك أمل ويجب علينا أيضًا أن نرفع الحصار عن الكثير من المدن في سوريا ونقدم المساعدات وإعادة إعمار المدن من أجل عودة الناس إلى بيوتهم.

ومن جهته، قال السفير الأمريكي في كازاخستان جورج كرول: إن الولايات المتحدة متمسكة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا يجمع أكبر قدر من السوريين، وأعرب كرول في كلمة له أمس خلال الجلسة الافتتاحية عن ترحيب بلاده بوقف إطلاق النار وبأي جهود تمكن من التوصل إلى حل للأزمة في سوريا وفق قرارات مجلس الأمن الدولي بما يسمح أيضا لوكالات الإغاثة بالوصول إلى المزيد من المناطق في مختلف الأراضي السورية.

وفي الشأن الميداني: أفاد مصدر عسكري لـ$ إن قواتنا المسلحة والقوات الرديفة في مدينة دير الزور تواصل التقدم وتشن هجوما على إرهابيي (داعش) من ثلاثة محاور (المقابر - المدينة الجامعية - جامع خديجة) وتجبر إرهابيي داعش على التراجع نحو حي العمال وان سلاح الجو يقضي بضربات مركزة على عدد من إرهابيي داعش ويدمر لهم مستودعات أسلحة وعدد من العربات المصفحة هناك، وتمت السيطرة على «تل خنزير» في الجهة الغربية وبات الجيش على مشارف سرية جنيد جنوب المدينة.

وأكد محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمره لعمان عقب زيارته للمقاتلين على جبهات القتال حيث اطلع مع قائد القوات اللواء حسن المحمد على سير العمليات العسكرية على محور منطقة المقابر والتقدم الذي يحققه الجيش: «الوضع الميداني مطمئن وجيشنا يحقق تقدمًا ملموسًا في منطقة المقابر وقريبا جدًا سيتم استعادة كافة النقاط التي تسلل إليها إرهابيو داعش وفتح الطريق الواصل لحي هرابش والمطار العسكري».

واستهدف الطيران الحربي أمس مواقع مسلحي «داعش» في محيط مطار دير الزور العسكري وقريتي الجفرة والمريعية وأطراف دوار البانوراما عند مدخل المدينة الجنوبي مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين في محور دوار البانوراما، وسط أنباء عن استقدام الجيش السوري مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ست قاذفات روسية وجهت امس ضربات جوية إلى مراكز قيادة ومستودعات أسلحة وذخيرة لمسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي قرب دير الزور.

وقال المصدر: «أكدت وسائل الرقابة الموضوعية إصابة الأهداف المحددة»، موضحا أن القاذفات من طراز «تو - 22 أم 3» دخلت أجواء سوريا عبر أجواء إيران والعراق.