عمان اليوم

د. ديريك هاستيدت: السلطنة أسرع دول العالم نموا في التعليم

21 يناير 2017
21 يناير 2017

أشاد بنتائج دراسة الرياضيات والعلوم -

أشاد المدير التنفيذي للجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA) الدكتور ديريك هاستيدت بالتطور الحاصل في النتائج التي حققتها السلطنة ممثلة في وزارة التربية والتعليم بالدراسات الدولية التي شاركت فيها خلال الدورات الماضية، ومنها الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS2015). مؤكدا أن هذا التحسن بمثابة مؤشر إيجابي لتطوّر النظام التعليمي في السلطنة، وهو تقدم يستحق الإشادة والتقدير.

وعن أهمية مشاركة الدول في مثل الدراسات الدولية قال المدير التنفيذي للجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي: إنّ المشاركة في الدراسات الدولية مثل الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS) تساعد الدول في تقييم أنظمتها التعليمية في سياق من المقارنات الدولية بين الأنظمة التعليمية لمختف الدول.

وتعمل الدول المشاركة في هذه الدراسات معًا بصورة وثيقة في إعداد وتنفيذ الدراسات الدولية التي تنظمها الجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي بهدف اكتساب فهم عميق لتأثير السياسات والممارسات داخل الأنظمة التعليمية وعبرها، وبالتالي المساهمة في رفع المستويات التعليمية على الصعيد الدولي، وتوفر رؤية أعمق لنقاط القوة ومواطن الضعف في مختلف الأنظمة التعليمية من خلال تحليل إنجازات الطلاب والبيانات التي يتم جمعها من الطلاب الذين يجلسون لاختبارات هذه الدراسات الدولية ومن معلمي الرياضيات والعلوم والقراءة ومن مديري المدارس وأولياء الأمور.

وأضاف: إنّ تقييم التغييرات التي تحدث في الإنجازات التي يحققها الطلاب من حيث علاقتها بالمعلومات التي يتم جمعها يعتبر أمرا ضروريا ومهما لتحقيق رصد ومتابعة أفضل للتقدّم الذي يتحقق في النظام التعليمي، ولتحديد النتائج المحتملة لهذه التغييرات التي يتخذها النظام التعليمي.

وعن تقييمه لمشاركة السلطنة خلال الدورات الثلاث من الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم وآخرها (TIMSS2015) قال: توضح الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) أنّ السلطنة حققت تقدّمًا ملحوظًا في جميع المجالات التي تشملها الدراسة (رياضيات الصف الرابع ورياضيات الصف الثامن وعلوم الصف الرابع وعلوم الصف الثامن)، مع تحسن ملحوظ بصفة خاصة في النتائج بين عامي 2011 و2015.

ويُمكننا أنْ نعتبر هذا التحسن بمثابة مؤشر إيجابي لتطوّر النظام التعليمي في السلطنة وتُهنىء الجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA) السلطنة على هذا التقدم والتطوير الذي يستحق الإشادة والتقدير.

النظام التعليمي في السلطنة

وأشار ديريك هاستيدت إلى أن السلطنة عام 1970 كان يوجد بها عدد قليل جدًا من المدارس لا يتجاوز عددها أصابع اليد، بينما يتجاوز عددها في الوقت الحاضر أكثر من 1500 مدرسة، وبذلك فإنّها تعتبر الدولة الأسرع نموّا من حيث نظامها التعليمي على مستوى العالم حسب علمي.

وقال: بناء نظام تعليمي من القاعدة يعني أنّ جهودًا ضخمة قد بُذلت، وهذا الأمر يتطلب ليس فقط إنشاء المباني المدرسية والبُنى الأساسية وإنّما أيضًا، وبقدرٍ أكبر من الأهمية، إعداد المعلمين.

وفي هذا المجال أيضًا، حققت السلطنة قفزة هائلة في وقت قصير نسبيًا حيث تم إنشاء وتطوير معاهد وكليات تدريب للمعلمين وإنشاء نظام مهني متخصص لتدريب المعلمين في داخل السلطنة.

ويُعتبر كل ذلك إنجازا ضخما تقوده رؤية صائبة وحكيمة وواضحة نحو المستقبل. وأضاف: إنني اعتقد أنّ الاتجاهات الإيجابية عالية المستوى التي تحققت في الدراسة الدولية في الرياضيات والعلوم 2015 (TIMSS2015) كانت بمثابة نتيجة طبيعية للجهود التي بُذلت طوال الأعوام الماضية، وتُبيّن بوضوح أنّ النظام التعليمي لسلطنة عُمان يُمضي قُدمًا إلى الأمام على المسار الصحيح.

وفي رده على سؤال عن مدى الارتباط الوثيق بين النتائج التي تحققها الدول المشاركة في هذه الدراسات ونوعية التعليم المقدم فيها.

وقال المدير التنفيذي للجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA): استفادت دولٌ عديدة بصورة جيدة من مشاركتها في الدراسات الدولية التي تُنظّمها الجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA) واستطاعت تطوير أنظمتها التعليمية بصورة ملحوظة.

وتم نشر العديد من الدراسات التي رصدت مضامين تأثير هذه الدراسات الدولية على تطوير الأنظمة التعليمية للدول المختلفة، ومنها على سبيل المثال:

(Aggarwala, 2004; Best et al., 2013; Gilmore, 2005; Schwippert, 2007; Schwippert & Lenkeit, 2012) وهي دراسات منشورة على موقع الجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA) على الإنترنت، ويمكن الوصول إليها من خلال الرابط:

(http:/‏/‏pub.iea.nl/‏publication_list.html?&no_cache=1&pubdbSearch=&orderBy=lastname&order=ASC&filtertypes=&filtervalue=&resulttype=50&page=1&cHash=7f298c5af2d6c5e256c14f74f4d3234b).

ومن بين الأمثلة الأخرى للنتائج المترتبة على المشاركة في الدراسات الدولية التي تُنظّمها الجمعية الدولية لتقويم التحصيل التربوي (IEA) نجد السياسات التي يتم اتخاذها لدعم الطلاب الذين يحققون مستويات أداء منخفضة في كل من سنغافورة وتايوان ، وتغيير المناهج في جمهورية مصر العربية وماليزيا وفلسطين ، ومشروع تطوير التعليم المدرسي في المملكة الأردنية الهاشمية تحت اسم « تطوير التعليم من أجل اقتصاد المعرفة»، وغيرها.

الاستعداد للدراسات القادمة

وأشار ديريك هاستيدت إلى أبرز الجوانب التي ينبغي التركيز عليها في الاستعداد للدراسات الدولية القادمة وقال: من المهم جدًا إجراء تحليل مكثف للبيانات الحالية لكل من الدراسة الدولية للرياضيات والعلوم (TIMSS) والدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS)، والنظر إلى أبعد من موضوع الترتيب العام للسلطنة بين الدول الأخرى. ويجب أنْ يستخدم الباحثون العمانيون البيانات التي تم الحصول عليها من مشاركات سلطنة عُمان السابقة وتحليل الفروق والاختلافات في الانجازات التي حققتها مختلف فئات الطلاب. فعلى سبيل المثال، يُمكن أنْ تنظر السلطنة إلى المؤشرات التي تعكس أداء طلاب المناطق الريفية مقارنةً بأداء طلاب المناطق الحضرية ، أو دراسة أداء الطلاب من مختلف الخلفيات الاجتماعية والأسرية لمعرفة أي مجموعات من الطلاب تحتاج إلى قدرٍ أكبر من الدعم التربوي والتعليمي. ومن المهم أيضًا تحديد الخصائص المركزية للمعلمين والمدارس التي يبدو أنّ طلابها أكثر نجاحًا من حيث مستويات الأداء ، إذ أنّ ذلك يُمكن أنْ يُقدّم دروسا يُستفاد منها في جميع المدارس. ويجب أنْ يتمثل الهدف من هذا التحليل في رفع مستوى جودة التدريس ومستوى إنجازات الطلاب.

إنّ تحقيق ذلك سيرفع من مستوى متوسط إنجازات الطلاب ويخفّض النسبة المئوية للطلاب الذين يحققون معدلات أداء أقل من الحد الأدنى لمستويات الأداء المقبولة.