899929
899929
إشراقات

مساعد المفتي: «الأخت» المذكورة في القرآن هي أخت موسى عليه السلام

19 يناير 2017
19 يناير 2017

دعا إلى أن تكون بيوت المسلمين عامرة بالأخوات اللائي يحملن الحب والعاطفة تجاه إخوانهن -

متابعة - سيف بن سالم الفضيلي -

دعا فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي المفتي العام للسلطنة أن تكون بيوت المسلمين عامرة بالأخوات اللائي يحملن الحب والعاطفة تجاه إخوانهن مشيرًا إلى قصة «أخت» نبي الله موسى عليه السلام، وهي التي كان لها دور كبير في إنقاذه وفي تحقيق ما وعد الله سبحانه وتعالى به، مع أن اسمها كما قالت هي لم يذكر، وإنما ذكرت بصفتها وبُيّن دورها، ولعل السر في ذلك هو لأنها أنثى، ولأنها في سن الصبايا، فلم يكن مستغربًا أن تدخل إلى حدائق قصر فرعون، وأن تصل لامرأة فرعون أو إلى الوصيفات اللاتي يعملن فيه، فلما رفض موسى عليه السلام كل المراضع هنا كانت لحظتها المناسبة في أن تقدم ذلك المقترح الذي أطفأ الله سبحانه وتعالى به جمرة فؤاد أم موسى.

 

وأوضح فضيلته أن ذكر القرآن الكريم للفتاة يؤكد أن الفتاة عندها استعداد فطري للقيام بواجبات الأمومة، وهو ما يصحح صورة الأخوات لدى الإخوة الذكور فإنهم غالبًا ما يشعرون بمنافسة من أخواتهم.

وبيّن فضيلته أن أولياء الأمور مأمورون بغرس حب السَّتر والعفاف والاستحياء وستر العورات في نفوس ناشئتهم .. جاء ذلك في إحدى حلقات «سؤال أهل الذكر» بتلفزيون سلطنة عمان.

ما السر الذي جعله الله تعالى في قصة موسى حتى يذكر خبر الأخت أليس له أقارب غيرها أين الجيران؟ أين الصالحون من بني إسرائيل؟ قصة الأخت التي أعلى الله شأنها في كتابه بذكرها حيث مضت في عالم من الخوف والجبروت خلف أخيها الرضيع لا يمكن لقلب على الأرض بعد أمه أن يقوم بهذا الدور الشجاع إلا قلب الأخت تابعت التابوت حتى ألقاه الموج بالقصر، ولم تتراجع، مضت تتابع خبره في القصر رغم المخاطر واقترحت عليهم «هل أدلكم على أهل بيت»، قصة أخت موسى قصة حب مكررة وموجودة في كل بيت من بيوتنا قلوب الأخوات تحمل هذا الحب للإخوان، سطر القرآن ما يحملنه من حب لإخوانهن، لم يقل فلانه لأن الاسم ليس مهمًا، بل قال: «وقالت لأخته» لأن الأخوة الكامنة هنا هي الأخوة التي تبعث على الرحمة والعطاء والصلة والإحسان، السؤال: هل كان لموسى عليه السلام أخت أو شقيقة من أمه أم فقط استعارة للاسم على ما كانت تحمله هذه المرأة من حب وخوف لموسى عليه السلام؟

الجواب؛ إنها كانت أخته، ولا حاجة إلى أن يصرف ظاهر القرآن دون ذكر دليل عما تدل عليه اللغة والسياق القرآني وهذا منهج عام في التعامل مع كتاب الله عز وجل، إذ لا ينبغي أن يعدل عن ظاهر ألفاظ القرآن وعن قواعد اللغة إلى تأويلات باطنية أو متكلفة، فالأصل حمل اللفظ على حقيقته، ثم إلى أقرب المجازات إلى الحقيقة، وهنا الحقيقة ممكنة فاللفظ صريح «وقالت لأخته قصيه» فهي أخته.

وهذا الكلام الذي ذكرته أختنا السائلة كلام نفيس، فما ذكرته من عاطفة الأخت نحو إخوانها؛ كم نتمنى أن يوجد في بيوتنا، وأن تكون مثل هذه العاطفة الحانية موجودة، وهذا الحب الكبير الذي يشبه حب الأم وعاطفة الأم. ولا غرابة، لأن الأخت ستكون أمًا ولذلك فهي مهيأة للأمومة، عندها استعداد فطري للقيام بواجبات الأمومة، وهذا يصحح صورة الأخوات لدى الإخوة الذكور فإنهم غالبا ما يشعرون بمنافسة من أخواتهم، فهذا الملحظ ملحظ نفيس، فنحييها على انتباهها لهذه اللطيفة والنكتة القرآنية.

ودلالته أيضًا صالحة -كما تقدم- لكثير من أسرنا اليوم، نحن بحاجة إلى أن نغرس لدى أولادنا الذكور والإناث مثل هذه العواطف التي تدعوهم إلى الحنوّ على بعضهم البعض وإلى العطف على بعضهم وأن نأتي لهم بمثل هذه القصص، فقد كان لأخت موسى دور كبير في إنقاذه، وفي تحقيق ما وعد الله سبحانه وتعالى به، مع أن اسمها كما قالت هي لم يذكر، وإنما ذكرت بصفتها وبُيّن دورها، ولعل السر في ذلك -وقد سألت عنه- هو لأنها أنثى، ولأنها في سن الصبايا، فلم يكن مستغربا أن تدخل إلى حدائق قصر فرعون وأن تصل لامرأة فرعون أو إلى الوصيفات اللاتي يعملن فيه، فلما رفض موسى عليه السلام كل المراضع هنا كانت لحظتها المناسبة في أن تقدم ذلك المقترح الذي أطفأ الله سبحانه وتعالى به جمرة فؤاد أم موسى.

ويصوّر القرآن الكريم أنها تحمل قدرًا كبيرًا من الذكاء قالت «هل أدلكم على أهل بيت» ولم تقل «على أهل بيته» مع أن الوقت كان مخُوْفا، وان هذا القصر قصر لطاغية جبار، وأن المسألة تتعلق بحفظ حياة أخيها، الذي كان في تابوت في اليم ويصل إلى حدائق قصر فرعون، فكل الظروف والأحوال حينما يتصورها الإنسان بهذه التعبيرات القرآنية سيستخلص مثل هذه الخلاصة المتقدمة والمذكورة في السؤال، والله أعلم.