المنوعات

حمّام آيا صوفيا .. قبلة مشاهير العالم

19 يناير 2017
19 يناير 2017

إسطنبول «الأناضول»: رغم أنها لم تستخدمه سوى مرتين، لكن «حُرّم سلطان» زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، كان لها فضل إنشاء «حمّام آيا صوفيا حُرّم سلطان»، الذي يقصده لليوم المشاهير والسائحون في العالم، نظرا لمكانته التاريخية والخدمات التي يقدمها.

ويعود تاريخ إنشائه عندما طلبت «حُرّم سلطان (Hürrem Sultan)» الحمّام، فأصدر السلطان القانوني الأمر في العام 1556، ليتصدى لبنائه «سنان» أشهر معماري في الدولة العثمانية، فبني الحمّام بطول 75 مترا من قسمين متساويين للنساء والرجال، يكون هو الأكبر الذي يصممه في حياته.

ومع انتهاء بناء الحمّام، ونظرا لتراجع الحالة الصحية لحرم سلطان، لم تتمكن من الاستحمام فيه سوى مرتين قبيل وفاتها، ولكنه استمر بتقديم خدماته للسلاطين لاحقا، بدءًا من السلطان سليمان القانوني.

ولعل مكانه، الذي يقع في قلب إسطنبول النابض حاليا، جعله قبلة للمشاهير والسياح في الوقت الحالي، فنحو 70% منهم أجانب، بينهم مشاهير وأثرياء، الذين يفضلون عدم الكشف عن أنفسهم خلال الزيارة، من بينهم زوجة الراحل ستيف جوبز، رئيس شركة أبل الأمريكية الشهيرة في صناعة التكنولوجيا.

وخضع الحمّام لعملية ترميم كبيرة في السنوات السابقة، ليفتح أبوابه مجددا في العام 2011، ويستقبل السائحين والزوار بخدمات عديدة، تظهر حقيقة الحمّام التركي المشهور عالميا.

«الأناضول» رصدت، في جولة، أقسام الحمّام والتقطت عدستها آلية العمل في والخدمات المقدمة.

المعالج الطبيعي سنان، قال للأناضول إنه يعمل في الحمام منذ 6 سنوات، بتقديم الخدمات للزبائن، الذين أطلق عليهم «الضيوف».

وأفاد أنه بعد «التأكد من الحالة الصحية للضيف، يتم مرافقته إلى غرفة تغيير الملابس، ومنها لقسم الانتظار الذي يتمتع بحرارة عالية من أجل التعرق لمدة عشر دقائق».

وتابع: «بعدها يتم نقل الضيف إلى قسم التفريك والرغوة، وعمل المساج المطلوب، قبيل استكمال حمامه، بالانتقال إلى المكان المسمى (غوبَك تاشي)، حيث تتم عملية التفريك ومن خلالها يمكن للضيف الاستمتاع بمشاهدة قبة الحمام المثقوبة».

وعن الفوائد الصحية لهذا الحمّام، قال سنان إن «الاستحمام هنا هو هدف كل ضيف، من أجل إزالة الجلد الميت من الجسم، وإزالة السموم منه عبر التعرق، إضافة إلى إزالة كل أنواع التوتر والضغط عليهم».

ولفت إلى أن «ردود الأفعال دائما جيدة، بعد الحصول على الفائدة والصحة».

أما فيما يتعلق بالتفريك، فأشار إلى أنه يكون «عبر كيس قماشي مخصص لذلك، بعد أن يتعرق الزائر لمدة 10-15 دقيقة، وهي مفيدة من أجل طراوة الجسم إذ يزول الجلد الميت».

وداخل الحمّام يتخذ ركن «السلطان سليمان القانوني» مكانه، ليقدم خدمات أكثر تميزا تشمل تطبيق القناع الطيني للحريصين على بشرة نضرة خالية من العيوب.

وبعد أن يكمل الضيف استحمامه، يتم لفه بالمناشف المخصصة بالشكل المميز، قبيل الانتقال إلى ركن الاستراحة، وهناك تقدم له المشروبات الساخنة وفي مقدمتها القهوة التركية والشاي إلى جانب المشروبات الباردة والفواكه. الشاب سعيد يوسف (24 عاما)، وهو أحد الزائرين للمركز قال: إن «الحمام التركي رائع، ويتمتع بخدمات متميزة، وخاصة بعد انقضاء يوم متعب في الحياة اليومية والعملية، آتي هنا من أجل الراحة والاسترخاء».

ووصف يوسف الحمّام بأنه «مشهور وتاريخي، ويقدم خدمات رائعة، ألحظها بشكل أسبوعي».

وعن أكثر ما يجذبه للحمّام أفاد: «الخدمات متميزة من خلال عمليات التدليك والاستحمام، وأنصح بزيارة المكان لما له من خدمات رائعة».

يالتشن كاراديش، مدير قسم التسويق والمبيعات في الحمّام، قال للأناضول: «بني الحمّام على أنقاض حمامات زوكسيبوس التاريخية، ومع طلب حُرَّم سلطان أمر السلطان سليمان القانوني ببنائه، وعمل المعماري سنان على إنشائه».

وتابع بالقول: «ومع اقتراب انتهاء الحمّام، لم تتمكن حُرَّم سلطان من استخدامه سوى مرتين، وبعد وفاتها استخدمه السلاطين العثمانيون، وفي الوقت الحالي، وبعد الترميمات يستخدم منذ العام 2011».

وعن طبيعة الخدمات المقدمة في الحمّام، قال كاراديش إنها تتضمن «الاستحمام على الطريقة العثمانية، والتدليك والمساج والأقنعة الطبيعية على الوجه، وهي طبيعية أصلية ومتنوعة، ومنها مساجات عديدة تستهدف العلاج».

ولفت إلى أنه «من مميزات الحمّام استقبال الضيوف، وأخذ معلومات صحية عنهم، فإن لم يكونوا يعانون من أي مشكلة، فيتم تقديم الخدمة لهم، وإن كان يعاني من أمراض القلب والسكري وغيرها، يمكن أن تؤثر عليه، فنتأكد من هذه الأمور عند استقبال الضيف».

وشرح كاراديش أن «هناك غرف مستقلة للتبديل، منها غرف للشخصيات المهمة، والمستلزمات كلها شخصية كاملة تستخدم لأول مرة بمواصفات خمس نجوم، وعبر المعالج المرافق له، يتم انتقاله إلى قسم الحمّام، وهناك تجري عمليات الاغتسال والتفريك والتدليك والمساج».

وعن طبيعة الزبائن القادمين وجنسياتهم، أجاب أن «الضيوف هم من كل أنحاء العالم، وخاصة في الصيف يكون معظمهم من منطقة الشرق الأوسط، ويعثرون على الحمّام عبر الإنترنت ووكالات السياحة، وهناك سياح من أمريكا وأوروبا والشرق الأدنى، فيما يشكل الأتراك 30% من الزوار».

وردا على سؤال حول تفضيل الزائرين للحمام التركي وردود أفعالهم، أكد أنه «عندما يأتي السياح يفضلون زيارة الأماكن الأثرية، ومنطقة السلطان أحمد تضم مجموعة من المراكز الهامة، ومسجدها الشهير المعروف ايضا بالجامع الأزرق، وقصر توب قابي ومتحفه التاريخي، وجامع آيا صوفيا، ونظرا لأن الحمام يتوسط هذه الأماكن، فإن السائحين يجدون فيه مكانا للراحة والاسترخاء».

وشدد على أن «الحمّام يعتبر محطة مهمة للسائح، ويرتاده حوالي 200 شخص يوميا، فلا يأتي أحد إلى تركيا دون العودة وزيارته، وهناك مشاهير يقصدون المكان، ولكن لسرية المعلومات لا يمكن الإفصاح عنهم»، بحسب كاراديش.

وبين مدير التسويق في الحمام أن الإدارة حرصت على استخدام أحدث التقنيات لتوفير أمان الزبائن وراحتهم، واستعاضت عن بعض الأجهزة التقليدية بأخرى أكثر تطورا لاسيما في عمليات التدفئة والتسخين.