المنوعات

عام 2016 الأكثر دفئا منذ 136 عاما

19 يناير 2017
19 يناير 2017

واشنطن، «أ.ف.ب»: كان عام 2016 السنة الأكثر دفئا على الأرض منذ بدء تدوين بيانات الحرارة في عام 1880، مسجلاً مستوى قياسيًا للسنة الثالثة على التوالي وهو أمر غير مسبوق في السجلات.

وقالت الوكالة الأمريكية للغلاف الجوي والمحيطات (نوا) ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ان الحرارة على سطح اليابسة والمحيطات خلال عام 2016 كانت أعلى بـ0.94 درجة مئوية من معدل القرن العشرين الذي كان 13.9 درجة، متجاوزة المستوى القياسي السابق المسجل في 2015 بـ0.04 درجة.

وجاء في تحليل منفصل لبيانات الحرارة أجرته الناسا أن عام 2016 كان أكثر الأعوام حرا منذ 136 سنة. وزاد متوسط الحرارة على الأرض بـ1.1 درجة مئوية تقريبا منذ نهاية القرن التاسع عشر، وهو أمر ناجم بجزء كبير منه عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو على ما أوضح عالم المناخ غافن شميد مدير معهد غودار التابع للناسا. وهو قال «لا نتوقع مستويات قياسية للحرارة كل سنة، لكن من الجلي أن الاحترار متواصل على المدى الطويل».

وشكل سبتمبر 2016 نهاية لسلسلة من 16 شهرا تم خلال كل منها تسجيل أعلى معدل حرارة شهرية، نتيجة انتشار ظاهرة إل نينيو، وهو تيار استوائي ساخن في المحيط الهادئ بدأ ينحسر في الربيع.

ومنذ مطلع القرن سجلت خمس سنوات من الحرارة القياسية في 2005 و2010 و2014 و2015 و2016.

- عام شديد الوقع - وقال بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية خلال عرض التقرير السنوي للوكالة الأممية الذي يستند بجزء كبير منه إلى البيانات عينها أن «عام 2016 كان شديد الوقع على المناخ العالمي».

وأشارت المنظمة في تقريرها إلى تداعيات الأنشطة البشرية، مع مستويات قياسية من ثاني أكسيد الكربون والميثان، موضحة أن متوسط الحرارة في عام 2016 كان أعلى ب1.1 درجة مئوية من ذاك السائد في العصر ما قبل الصناعي.

وصرح بيرس فورستر الاستاذ المحاضر في علم المناخ في جامعة ليدز البريطانية «حتى لو لم نأخذ في الحسبان الاحترار الناجم عن تيار إل نينيو، يبقى عام 2016 الأكثر دفئا في التاريخ المعاصر».

وأفاد مارك ماسلين عالم المناخ في جامعة يونيفرسيتي كولدج لندن بأن «التغير المناخي يشكل احد اكبر التحديات في القرن الحادي والعشرين، وما من مؤشر إلى حصول تباطؤ».

وأوضح أن «التخلص من الكربون في الاقتصاد العالمي هو الهدف الأسمى لتفادي أسوأ تداعيات التغير المناخي»، من قبيل ارتفاع مستوى المحيطات وازدياد وتيرة الظواهر المناخية القصوى.

وفي مسعى إلى التخفيف من تداعيات الاحترار، وقع 195 بلدا في نهاية عام 2015 على اتفاق باريس المناخي الذي ينص على احتواء الاحترار دون درجتين مئويتين، بالمقارنة مع العصر ما قبل الصناعي. لكن وصول دونالد ترامب المشكك في مفهوم الاحترار المناخي إلى البيت الأبيض يثير قلق الأوساط العلمية والكثير من زعماء العالم.

- ذوبان لا مثيل له - وفي عام 2016، كانت حرارة سطح اليابسة أعلى بـ1.43 من المتوسط المسجل في القرن العشرين، أي أنها تخطت المعدل القياسي السابق المسجل سنة 2010 (0.10 درجة مئوية) وباتت الأعلى منذ العام 1880.

أما حرارة سطح المحيطات، فهي كانت أعلى بـ0.75 درجة مئوية من معدل القرن العشرين، وهي بالتالي الأعلى في الفترة الممتدة بين 1880 و2016. وتواصل ذوبان الصفيحة الجليدية في القطب الشمالي، وتراجعت المساحة المتوسطة للطوف الجليدي في المحيط إلى حوالي 10,1 مليون كيلومتر مربع، وهي باتت الأصغر منذ البدء بجمع بيانات في هذا الشأن بواسطة الأقمار الاصطناعية سنة 1979، بحسب المركز الوطني للثلوج والجليد.