903137
903137
الاقتصادية

النفط يصعد من أدنى مستوى خلال أسبوع بعد تقرير إيجابي لوكالة الطاقة الدولية

19 يناير 2017
19 يناير 2017

مزيج برنت في العقود الآجلة 54.19 دولار للبرميل -

سنغافورة - لندن (رويترز) : صعد النفط من أدنى مستوى له في أسبوع أمس بعدما قالت وكالة الطاقة الدولية: إن الفجوة تتقلص بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية حتى قبل أن تتبلور تخفيضات الإنتاج التي تعهدت بها أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجون المستقلون. وتذبذبت أسعار النفط في العام الحالي مع تحول تركيز السوق من آمال بتقلص تخمة المعروض بفعل تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها أوبك والمنتجون المستقلون إلى مخاوف من أن تطغى زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي على هذا الخفض. وبحلول الساعة 10:15 بتوقيت جرينتش صعد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 27 سنتا إلى 54.19 دولار للبرميل بعدما أنهى الجلسة السابقة على انخفاض 2.8 بالمائة. وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة بارتفاع 25 سنتا إلى 51.33 دولار للبرميل بعد انخفاضه لأدنى مستوى في أسبوع أمس الأول الأربعاء عند 50.91 دولار للبرميل. وأرسلت بيانات المخزونات الصادرة من الولايات المتحدة المزيد من المؤشرات المتباينة حيث أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام انخفضت بواقع 5.04 مليون برميل في الأسبوع المنتهي يوم 13 يناير وهو ما يتجاوز كثيرًا توقعات بانخفاضها 342 ألف برميل.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد قالت أمس: إن أسواق النفط العالمية تتحسن تدريجيا مع ارتفاع الطلب بينما يترقب المستثمرون ليروا ما إن كان أعضاء أوبك والمنتجون المستقلون سيلتزمون بتخفيضات الإنتاج التي اتفقوا عليها كما تعهدوا. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول و11 منتجا من خارج المنظمة في نوفمبر “دخلت فترة التدقيق”.

كانت أوبك اتفقت في نوفمبر على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا إلى 32.5 مليون برميل يوميا في الأشهر الستة الأولى من 2017 بالإضافة إلى تخفيضات قدرها 558 ألف برميل يوميا في إنتاج دول مثل روسيا وسلطنة عمان والمكسيك.

وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للاقتصادات الصناعية المتقدمة بخصوص سياسة الطاقة “من المبكر جدا رؤية مستوى الالتزام المحقق... السوق تترقب نتيجة اتفاق الإنتاج.”في الوقت نفسه يزيد الطلب على النفط. وقالت وكالة الطاقة إن ارتفاع معدل استهلاك النفط دفعها لرفع تقديراتها لنمو الطلب العالمي على الخام في العام الماضي بواقع 110 آلاف برميل يوميا إلى 1.5 مليون برميل يوميا وهو ما يفوق متوسط معدل النمو المتوقع لهذا القرن والبالغ 1.2 مليون برميل يوميًا. وبلغ نمو الطلب العالمي على النفط أعلى مستوياته في خمس سنوات عند 1.8 مليون برميل يوميا في 2015. وقالت وكالة الطاقة: إن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ودول أخرى خارج أوبك بدأ في الاستجابة لارتفاع الأسعار منذ إعلان تخفيضات إنتاج المنظمة.

وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج النفط الأمريكي يتعافى بقيادة النفط الصخري مع زيادة أنشطة الحفر وتحسن كفاءة الآبار. وأضافت “الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد منصات الحفر فحسب بل هناك تقارير صدرت في الآونة الأخيرة تبين لنا أن إنتاجية النشاط الصخري تحسنت بوتيرة سريعة.”وقالت الوكالة: إن فجوة العرض والطلب ستواصل الانكماش في سوق النفط لتتماسك الأسعار ويتقلص المخزون إذا ضخت أوبك وغيرها من المنتجين كميات قريبة من الحدود التي تعهدوا بها.

وفي دافوس قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد أن التعاون بين بلاده ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) على خفض الإنتاج قد يستمر لأعوام بدعم من الاستثمارات عبر الحدود بين السعودية وروسيا. وكان كيريل ديمترييف الذي يدير صندوق الاستثمار المباشر الحكومي الروسي البالغة قيمته عشرة مليارات دولار أول من توقع العام الماضي أن تخفض موسكو إنتاج النفط بالتعاون مع أوبك.

وتحدث ديمترييف العام الماضي عن إجراء مشترك محتمل بعد لقائه مع مسؤولين سعوديين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

واتفقت روسيا على خفض الإنتاج مع أوبك الشهر الماضي ويقول ديمترييف المصرفي السابق المعني بالخدمات المصرفية الاستثمارية لدى جولدمان ساكس إن الاتفاق مجرد بداية لتحالف طويل الأمد بين أكبر مصدرين للنفط في العالم. وقال ديمترييف لرويترز “هذا هو الاتجاه في المستقبل. لم يكن ذلك ممكنا لفترة طويلة بسبب العقبات السياسية. لكن اليوم هذا الاتجاه يتعزز لأسباب من بينها دور روسيا الفعال في الشرق الأوسط.”وتخوض روسيا فعليا حربا بالوكالة مع بعض كبار الأعضاء في أوبك مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في سوريا بعدما أرسلت موسكو طائرات وقوات لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد في صراع مستمر منذ عدة سنوات.

لكن رغم التوترات السياسية الكبيرة مع بعض كبار الأعضاء في أوبك تمكنت روسيا من التوصل إلى حل وسط مع المنظمة بخصوص خفض الإنتاج. وفي ديسمبر أيضا اتفقت قطر حليف السعودية على استثمار 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) في شراء أسهم بشركة النفط الروسية الحكومية العملاقة روسنفت. وقال ديمترييف “نبني صرحا للثقة حين نبرم اتفاقا واثنين وثلاثة ستؤدي إلى تحالفات كبيرة ومهمة في مجال الطاقة. ما نراه اليوم إلى حد كبير هو نسخة جديدة من أوبك لأنها لم تعد أوبك وحدها بل أوبك بجانب روسيا.”وأضاف “التحالف بين مثل هؤلاء اللاعبين في مجال الطاقة مثل السعودية وروسيا يشير إلى إمكانات استثمارية كبيرة في المستقبل.”

خطوة نادرة

قالت هيئة التجارة السنغافورية انترناشونال إنتربرايز إن الإمارات العربية المتحدة استوردت نحو 24 ألف طن من الديزل من سنغافورة في الأسبوع المنتهي 18 يناير .

يقول التجار: إن الإمارات مصدر توريد عادة ومن النادر أن تستورد الوقود. كانت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أوقفت نحو نصف طاقة مصفاة الرويس البالغة 800 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي بعد حريق لكنها أعادت بعد ذلك تشغيل وحدة خام حسبما ذكرت مصادر بالقطاع. وقالت الشركة إن تأثير ذلك يقتصر على إمدادات البروبيلين. لكن تاجرا قال: إن أدنوك أرجأت ما لا يقل عن شحنتي ديزل كان من المتوقع تحميلهما في يناير.