عمان اليوم

المسح الصحي الوطني يدرس خطورة انتشار الأمراض غير المعدية

18 يناير 2017
18 يناير 2017

30% من كل أنواع السرطانات تعزى للتدخين -

• نسبة الذكور العمانيين المدخنين 8.7% عام 2000 و 14.7% في 2008 -

• 70% من المواطنين يتناولون أقل من خمس حصص من الخضروات والفاكهة يوميا -

• السلطنة تتمكن من التخلص من التراكوما المسببة للعمى -

قامت وزارة الصحة ممثلة في مركز الدراسات والبحوث بدراسة مدى انتشار الأمراض غير المعدية في السلطنة والعوامل والأسباب التي تؤدي للإصابة بها فكان التخطيط لإجراء المسح الصحي الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها. ونظراً للتطور السريع في أنماط الحياة والعولمة والعمران وكذلك الأمراض غير المعدية المرتبطة بها في عمان والتغيرات الديموغرافية ظهرت الحاجة لدراسة اتجاه وتطور عوامل الخطورة لأنماط الحياة عند البالغين والكبار وكذلك العوامل البيئية الخطرة. ومن أهم اسباب الوفيات على مستوى العالم الأمراض غير المعدية التي تتطور ببطء وتدوم لفترات طويلة، وتنقسم الى اربعة أنماط رئيسية حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية وهي: أمراض القلب الوعائية، السرطانات، الأمراض التنفسية المزمنة، والسكري..

من أهم عوامل الخطورة على صحة الإنسان التي يتناولها المسح:

أولا: عوامل سلوكية قابلة للتغيير - العادات غير الصحية وهذه أنماط غير صحية للحياة وللأسف فقد زادت مع المدنية والرفاهية لذا تسمى احيانا بأمراض العصر. وتلك العادات الحياتية ارتبطت وأدت إلى زيادة السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري و زيادة دهنيات الدم وأمراض القلب وأمراض الرئة المزمنة والأورام السرطانية.

1- الغذاء غير الصحي :

إن الفواكه والخضروات من المكونات الضرورية للغذاء الصحي والمتوازن خاصة أنها تزود الجسم بالفيتامينات والأملاح وأيضا تحتوي على الألياف. وزادت الأدلة من البحوث على مساهمتها في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية. والخضروات والفاكهة مصادر جيدة لمضادات الأكسدة التي تحمي من العديد من الأورام خاصة أورام الجهاز الهضمي ولذلك فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتناول 5 حصص من الفواكه والخضروات يوميا. (والحصة تساوي تقريبا 80 جراما وتصل إجمالا إلى 400 جرام يوميا). وأوضحت نتائج المسح الصحي العالمي سنة 2008 أن حوالي 70% من العمانيين يتناولون أقل من خمس حصص من الخضروات والفاكهة يوميا وهي نسبة مرتفعة جداً حيث تعتبر العادات الغذائية غير الصحية في سلطنة عمان من أكثر عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض غير المعدية بالسلطنة، وسوف تساعد النتائج المتوقعة للمسح الوطني للأمراض غير المعدية تحديد حجم هذه المشكلة من أجل وضع برامج تدخلية لتصحيح العادات الغذائية غير الصحية.

2- الخمول البدني :

إن ممارسة النشاط البدني والرياضة لها تأثير وقائي وإيجابي لمرضى القلب الإقفاري والسكتات الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وبعض السرطانات وآلام المفاصل والحالات النفسية. وعالميا فإن قلة النشاط البدني يساهم ويؤدي إلى 1.9 مليون حالة وفاة ( منظمة الصحة العالمية 2010م ). وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بممارسة النشاط البدني حوالي 30 دقيقة على الأقل من النشاط المنتظم متوسط الشدة لمدة 5 أيام على الأقل في الأسبوع والتي تصل في المجموع لمدة 150 دقيقة أسبوعيا أو ممارسة النشاط العنيف /‏‏ الشديد لمدة ساعة على الأقل أسبوعيا.

ومن أجل زيادة ممارسة الرياضة والنشاط البدني لابد من تضافر جهود وزارات وجهات عدة مثل وزارات الرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالي والبلديات وتمهيد الطرق وعمل ممرات آمنة للمشاة والدراجات، ونأمل أن تظهر نتائج هذا المسح معلومات دقيقة لممارسة النشاط البدني.

3- تعاطي التبغ والتدخين: لقد زاد انتشار التدخين في الدول النامية خاصة بين الرجال وزحف على العمر الأصغر والإناث. وقد زادت الوفيات بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين مثل السرطانات (وجد أن 30% من كل أنواع السرطانات تعزى للتدخين في المملكة المتحدة) خاصة الرئة والجهاز التنفسي العلوي وأمراض القلب والسكتة الدماغية والأمراض الرئوية المزمنة والسل. وقد أصبح واضحا أن التدخين هو أكبر عامل خطورة بمفرده، وبالتحكم والوقاية منه لوحده يعطي مردودا كبيرا في الوقاية من السرطانات وأمراض القلب والجهاز التنفسي والأمراض المزمنة الأخرى. لهذا فإن مسح الامراض غير المعدية أسئلة موسعة عن التدخين تم اختيارها من نموذج منظمة الصحة العالمية عن التدخين ونموذج (مركز مكافحة الأمراض CDC) بأمريكا. وكانت نسبة العمانيين الذكور المدخنين حاليا 8.7% حسب بيانات المسح الصحي الوطني سنة 2000 وارتفعت إلى 14.7% سنة 2008م. ومن المفيد جدا معرفة هذه النسبة حاليا عام 2017 من خلال النتائج المتوقع الحصول عليها من المسح لاتخاذ إجراءات وسن قوانين جديدة للحد من التدخين بجميع أشكاله وأنواعه.

4- تعاطي الكحول: التأثيرات طويلة الأمد لتعاطي الكحول تؤدي الي التليف الكبدي والدماغي وإدمان الكحول يؤثِّر على عدم الإتقان والتلعثم في الكلام، كما يُحفِّز الكحول إنتاج الإنسولين، الّذي يُسرِّع من استهلاك الجلوكوز ويمكن أن يُسبِّب انخفاض مستوى السكر الدم، مُسبِّباً غيبوبة أو رُبّما الموت(عند مرضى السكري).

ثانيا: المشاكل الصحية (عوامل بيولوجية):

1- زيادة الوزن والسمنة: أثبتت العديد من الدراسات أن خطورة أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري النوع الثاني تزيد باضطراد مع زيادة معامل كتلة الجسم ( زيادة الوزن والسمنة ) وكذلك بعض الأورام خاصة سرطان الثدي والرحم في النساء والبروستاتا في الرجال والقولون والمستقيم في الجنسين. وزيادة الوزن والسمنة لها تأثير خطر أيضا على ضغط الدم، الكوليسترول والدهون الثلاثية ومقاومة عمل هرمون الأنسولين.

والسمنة المزمنة تساهم بطريقة ملحوظة في التهابات المفاصل المزمنة والتي تعتبر من أهم أسباب العجز في البالغين. ولذلك يفترض اتباع نظام غذائي صحي منذ الصغر مثل خفض نسبة الطاقة المستمدة من الدهون خاصة المشبعة والسكريات والإقلال من تناول ملح الطعام مع مزاولة الأنشطة البدنية والرياضية المنتظمة والتعود عليها منذ الصغر. وتجدر الإشارة هنا الى أن أكثر من نصف المجتمع العماني يعاني من زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي حسب ما أشارت اليه نتائج المسح الصحي العالمي 2008.

2- ارتفاع ضغط الدم :ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الخطورة التي تساعد على حدوث الأمراض المزمنة وتصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والوفيات، ولذلك يجب المحافظة على قياسات ضغط الدم بحيث يكون أقل من 140 ملم زئبقي ( ضغط انقباضي ) و 90 ملم زئبقي ( ضغط انبساطي ). وهناك مرحلة تسمى ما قبل ارتفاع ضغط الدم أو الحد الأعلى للضغط الطبيعي والتي بلغت 17.2% (130/‏‏85 ملم زئبقي) وهي تمثل جرس إنذار للشخص للمتابعة واتباع أنماط الحياة الصحية والحد الطبيعي بدلا من الدخول في قائمة مرض ارتفاع ضغط الدم. وفي فنلندا تبنوا استراتيجية اتباع أنماط الحياة الصحية وترقية الصحة على المستوى المجتمعي وسهولة الوصول والحصول على العلاج مما أدى إلى انخفاض الوفيات بنسبة 60% من أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى 25 سنة.

وهذا يتطلب الانتظام في التردد على المؤسسات الصحية والانتظام في تعاطي العلاج بالإضافة إلى الالتزام بالأنماط الصحية للحياة مثل ممارسة النشاط البدني والتغذية السليمة ( خاصة الإقلال من تناول ملح الطعام والدهون المشبعة ) والامتناع عن التدخين، وسوف تبين نتائج المسح الحالي هل زادت النسبة أم انخفضت عام 2017. وتجدر الإشارة الى أن الذكور في المجتمع العماني يعانون من ارتفاع ضغط الدم بنسبة أعلى من الإناث حسب المسوحات التي تمت سابقاً.من أهم النتائج التي ابرزها المسح الصحي العالمي سنة 2008 أن نسبة 30.4% من حالات أرتفاع ضغط الدم تم تشخيصها لأول مرة (حالات جديدة) . 3- ارتفاع السكر فى الدم: هو ارتفاع نسبة السكر في الدم بسبب نقص كفاءة غدة البنكرياس في إنتاج كميات كافية من هرمون الإنسولين أو مقاومة عمل الأنسولين داخل الخلايا والأنسجة. وهو مرض مزمن وخطير ويؤثر على صحة الإنسان والعمر المتوقع ونوعية الحياة، كما له تأثير اقتصادي واجتماعي على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع.