902480
902480
العرب والعالم

«تصعيد عنيف للمعارك قبل أستانة» والتحالف يدمر جسرا بريف الرقة

18 يناير 2017
18 يناير 2017

مورير: القتال والعنف تحد للمهمة الإنسانية -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

902479

قبل انطلاق المفاوضات السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة يوم 23 الحالي، تصعد التنظيمات المسلحة وتنظيما «داعش» والنصرة من حدة المواجهة مع الجيش السوري وحلفائه، كما اعتادوا قبل أي مؤتمر أو مفاوضات سابقة، وهذا ما يفسر الهجمة المسعورة التي حشد لها «داعش» كل قوته على مدينة دير الزور شرق سوريا منذ خمسة أيام ويتصدى لها الجيش السوري ببسالة هناك، كما تشهد بقية الجبهات تصعيدا مماثلا في شرق وريف حلب، وفي ريف دمشق، وريفي حمص وحماة، دون أن تتغير خارطة السيطرة مطلقا.

وأفاد مصدر عسكري لـ«عمان» أن المعارك العنيفة مستمرة في دير الزور، وأن الجيش السوري تصدى منذ فجر أمس لهجوم شنّه مسلحو «داعش»على منطقة المقابر جنوب مدينة دير الزور وسط اشتباكات استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بينما يقوم سلاحا الجو السوري والروسي بتوجيه ضربات مركزة على تجمعاتهم في منطقة المعامل وتلة التأمين والصالة والمقابر وتلة بروك ما أدى لمقتل عدد كبير من الإرهابيين وتدمير عشرات الآليات والعربات، وأوقف محاولتهم في السيطرة على الأحياء الآمنة هناك والواقعة تحت سيطرة الجيش السوري. وتؤكد مصادر أهلية أن تنظيم «داعش» يخلي المدنيين من الأحياء الواقعة تحت سيطرته وتسببت القذائف التي يطلقها «داعش» على المدنيين بقتل اثنين وإصابة 4 آخرين من حي الموظفين بدير الزور، ونفى المصدر العسكري أي تقدم لـ«داعش» في محيط المطار أو أحياء الجورة وهرابش والقصور، ولم يحدث أي خرق على أي من الجبهات.

وفي وادي بردى كثف الطيران الحربي والمروحي من استهدافاته لمواقع المسلحين في بلدة عين الفيجة، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في عين الفيجة يترافق بصليات صاروخية تستهدف مواقعهم كما تدور مواجهات عنيفة بين الجيش السوري وتنظيم جبهة النصرة في محيط نبع عين الفيجة وأكد مصدر أهلي من هناك أن المجموعات المسلحة تقوم بإحراق المنازل في بلدة عين الفيجة.

وفي محيط دمشق استهدف الجيش تحركات لمسلحي «جبهة النصرة» في محور الكراش بحي جوبر بالرشاشات المتوسطة.

وقتل عميد في الجيش السوري وثمانية جنود على الاقل في تفجير نفق في منطقة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق الليلة قبل الماضية، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان «المعارض».

وقال المرصد إن مقاتلين من تنظيم «اللواء الإسلامي » المعارض اكتشفوا وجود هذا النفق الذي كانت قوات الجيش حفرته في وقت سابق بالقرب من حرستا، فعمدوا إلى تفخيخه ثم فجروه ليل الثلاثاء مما أدى لانفجار عنيف هز المنطقة و«أسفر عن مقتل ضابط في قوات النظام برتبة عميد مع 8 عناصر آخرين وسقوط عدد من الجرحى ».

وأفادت وسائل إعلام سورية محلية بمقتل العميد بلال بلال جراء استهداف المسلحين لأحد المباني في حرستا في ريف دمشق الشرقي.

وفي حلب أكد مصدر عسكري أن تقدما كبيرا للجيش على المحور الشرقي لريف حلب وتدور هناك أعنف المعارك مع تنظيم داعش، وأن الجيش السوري سيطر على قريتي «صفة» و«اعبد» بريف حلب الشرقي اثر اشتباكات مع مسلحي داعش وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي الغوطة الشرقية سيطر الجيش السوري على كامل المساحة الممتدة بين بلدتي البحارية والقاسمية من مزارع وخنادق وكتل ابنية، إثر اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «جبهة النصرة».

وحسب مواقع إخبارية فإن طائرات حربية تابعة للتحالف الأمريكي نفذت غارة على جسر في محيط قرية اليمامة في ريف الرقة الغربي ما أدى لتدميره بالكامل، وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق انه شن مؤخرا، للمرة الأولى، اربع غارات في شمال سوريا دعما للعملية العسكرية التي تشنها تركيا لاستعادة مدينة الباب من أيدي تنظيم «داعش». وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث العسكري باسم التحالف في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد «لقد رصدنا أهدافا» قرب مدينة الباب «بالتعاون مع تركيا ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات». وأوضح أن التحالف شن حتى الآن ما مجموعه اربع غارات في منطقة الباب.

من جانب آخر وصل ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا أمس إلى دافوس حيث يُعقد المنتدى الاقتصادي العالمي ومن المتوقع أن يجري محادثات بشأن سوريا.

والتقى دي ميستورا على هامش المنتدى مع بيتر مورير رئيس جمعية الصليب الأحمر الدولية.

وقال مورير «القتال والعنف مستمران في سوريا وهذا يمثل تحديا لتنظيم مهمة إنسانية مستمرة في ظل غياب الأمن والمعارك التي لا تزال جارية. نأمل بالطبع أن تؤتي العمليات السياسية المختلفة ثمارها كي يتسنى لنا أن نفعل المزيد».

سياسيا: أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أن بلاده ستنظر في إمكانية مشاركة السعودية وقطر في المفاوضات الخاصة بسوريا والمقرر إجراؤها بأستانا، في حال توقفهما عن مساندة الإرهاب.

وقال نائب الوزير مقداد إن «سوريا ستناقش مشاركة السعودية وقطر في أستانا عندما توقفان دعمهما للإرهاب».

وكشف مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أنه سيترأس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات أستانا بين أطراف الأزمة السورية، وقال «نعم، سأترأس وفد الحكومة لاجتماع أستانا». وامتنع الجعفري عن تقديم أي معلومات أخرى حول تشكيلة الوفد الحكومي، موضحا «حاليا، لا نريد الخوض في التفاصيل» ونشرت تقارير إعلامية، أسماء أعضاء الوفد الحكومي الذي يضم (بالإضافة إلى الجعفري كرئيس للوفد) مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، والسفير في موسكو رياض حداد، وعضو مجلس الشعب المحامي أحمد الكزبري.

فيما قالت تسريبات أخرى، أن الوفد سيضم أيضا الدبلوماسيين حيدر علي أحمد، وأسامة علي، من مكتب وزير الخارجية والمغتربين، وأمجد عيسى، إضافة إلى ضابط أمن وضابطين يمثلان المؤسسة العسكرية للجيش السوري.

ومن جانبها قالت إذاعة «رووداو» أن 3 قياديين أكراد تلقوا دعوات رسمية من تركيا لحضور المفاوضات في الأستانة، وهم رئيس «المجلس الوطني الكردي» ابراهيم بيرو، ونائبه عبد الحكيم بشار والمحامي درويش ميركان بصفة مستشار.

وكانت غالبية فصائل المعارضة السورية المسلحة قد قررت إرسال وفد يمثلها إلى استانا برئاسة محمد علوش، رئيس الجناح السياسي لفصيل «جيش الإسلام». وكانت مصادر معارضة قالت سابقاً إن الممثلين عن الفصائل المسلحة الذين سيحضرون بالتأكيد المفاوضات، هم منذر سراس ونزيه الحكيم عن «فيلق الشام»، وأيمن تلجو ومحمد علوش عن «جيش الإسلام»، والعقيد أحمد عثمان عن «فرقة السلطان مراد»، والنقيب أبو جمال عن «لواء شهداء الإسلام/‏‏داريا»، وأبو قتيبة عن «تجمع فاستقم»، وأبو ياسين عن «الجبهة الشامية»، والرائد ياسر عبد الرحيم عن «غرفة عمليات حلب»، إضافة إلى أسامة أبو زيد ونصر حريري «بصفة تقنيين».

كما من المتوقع أن يحضر المفاوضات ممثلون عن «الهيئة العليا» للمفاوضات بصفة مستشارين لوفد المعارضة المسلحة، لكن لم يتم الإعلان عن اسمائهم حتى ساعة إعداد التقرير.

وذكر ما يسمى «المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية» في موقعه الإلكتروني، أن جماعات المسلحين التي وافقت على المشاركة في محادثات «الأستانة» هي : «فيلق الشام»، «فرقة السلطان مراد»، «الجبهة الشامية»، «جيش العزة»، «جيش النصر»، «الفرقة الأولى الساحلية»، «لواء شهداء الإسلام»، «تجمع فاستقم»، «جيش الإسلام»، في حين رفضت جماعات«أحرار الشام»، و«صقور الشام»، و«فيلق الرحمن»، و«ثوار الشام»، و«جيش إدلب»، و«جيش المجاهدين»، و«حركة نور الدين الزنكي».

وقال أمين عام حزب التضامن محمد أبو القاسم عن المؤتمر انه سيكون عبارة عن «تبادل أوراق واتهامات لا أكثر» واعتبر أبو القاسم، أن تسمية «الفصائل لمحمد علوش رئيساً لوفدها سينعكس على إخفاق المحادثات لأن علوش لديه شروط مسبقة قد تعقد الحل ولكن بالتأكيد عندما تجتمع مصالح الدول لن تسمح بالفشل، وأعتقد أنه لن ينتج عن الأستانة شيء فجنيف على الأبواب». وأضاف: «هو اجتماع لتثبيت خطوط وقف إطلاق النار العريضة والبحث في إدخال المساعدات ومصير المعتقلين والمخطوفين، ولن يسمح لأي طرف بتجاوز جدول الأعمال هذا الذي سيكون عبارة عن تبادل أوراق واتهامات لا أكثر».