abdullah
abdullah
أعمدة

رماد : العقلانيون

18 يناير 2017
18 يناير 2017

عبدالله المعمري -

تسيطر علينا بين الحين والآخر المواد التي نحتاج إلى تحكيم العقل والمنطق فيها، ونبني عليها الحلول أو نواجه المشكلات وندفعها إلى بر الأمان، إن استخدام العقل في الكثير من المواقف الحياتية التي نواجهها أمر مطلوب، بل من الحكمة التحلي بالعقلانية في التعاطي مع تلك المواقف.

ولكن ومع هذه العقلانية التي ينادي بها الكثيرون ممن يمكن أن نطلق عليهم “العقلانيون” إلا أن ثمة مواقف في هذه الحياة يكون للقلب منها نصيب في التعامل، أو اتخاذ القرارات، بل حتى في العيش في هذه الحياة، فالقلب الذي هو مكمن الحب والعاطفة قوة مطلقة حتى على العقل في اتخاذ القرارات والتعامل مع المواقف الحياتية التي نعيشها، فجمالية التعامل القلبي في بعض الأحيان أجمل من استخدام العقل.

ومنذ الأزل والجدال قائم بين العقلانية والقلب في التعامل مع الحياة ومواقفها المتعددة خاصة تلك المرتبكة بالآخر من بني البشر، فقد يكون للقلب مسار يريح صاحبه إذا ما أخذ برأيه في موقف ما، بل ويمنحه السعادة والراحة النفسية والروحانية التي يستمدها من ذلك القلب، بعكس ما قد يجده من معاناة وألم تعيشه النفس والروح إذا ما حكم العقل.

وقد جاء من حديث سيد البشر “ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه”، فهذا الرفق ما هو إلى أحد جوانب العاطفة القلبية تجاه الأشياء من حولنا، تسعد بها ذواتنا وكل ما هو حولنا، فما يناله الرفق في معاملاتنا الحياتية منبعه القلب الذي هو مكمن الرفق ومنبعه.

إن الصراع بين القلب والعقل في التعامل والأخذ بالحلول مع الآخر هو صراع قائم لا أحد ينكره، ولن ينقطع هذا الصراع بين مؤيدي تحكيم العقل وبين محكمي القلب في المواقف الحياتية التي نعيشها، ولكن يبقى لكل منهما ما يسعده في كليهما، فقد ينجح معك تحكيم العقل في موقف، ولكن قد يؤذيك في موقف آخر، والقلب كذلك. فيا الله جمّل حياتنا بقلوبنا وما تمليه علينا من حب وعاطفة، واجعل من عقولنا جسر عبور لمواقف القلب التي تسعدنا ولا تشقينا.

[email protected]