900297
900297
العرب والعالم

قادة أوروبا يدعون إلى «وحدة الصف» في مواجهة انتقادات الرئيس الأمريكي المنتخب

16 يناير 2017
16 يناير 2017

الكرملين: من السابق لأوانه الرد على عرض ترامب حول الأسلحة النووية -

عواصم - (أ ف ب - رويترز): رد العديد من قادة الاتحاد الأوروبي أمس على الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الى أوروبا والحلف الأطلسي، مؤكدين على وجوب ابداء «وحدة الصف» و»الثقة» في مواجهة هذه الهجمات.

وأدلى ترامب بتصريحات كان لها وقع الصدمة في الاتحاد الأوروبي، متناولا مجموعة واسعة من المواضيع الأوروبية قبل خمسة أيام من تولي مهامه رسميا الجمعة القادمة كالرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

واعتبر ترامب في مقابلتين مع صحيفتي «بيلد» الألمانية و»تايمز» البريطانية أن بريطانيا «كانت على حق» باتخاذها قرارا بالخروج من الاتحاد الاوروبي الذي تسيطر عليه ألمانيا برأيه، وتوقع أن يكون بريكست «أمرا عظيما» وأن يحض دولا أخرى على الخروج من التكتل الأوروبي.

وكان لهذه التصريحات أصداء مدوية في بروكسل حيث إجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي أمس.

وإن كان البريطاني بوريس جونسون تميز بوصف دعوة ترامب الى توقيع اتفاق تجاري سريعا بين واشنطن ولندن بأنه «نبأ جيد جدا»، إلا أن العديد من الوزراء الأوروبيين دعوا الى التصدي لمواقف الرئيس المقبل بالوقوف جبهة موحدة.

وقال الفرنسي جان مارك آيرولت إن «افضل رد على مقابلة الرئيس الامريكي هو وحدة الاوروبيين».

وفي ألمانيا، شدد نائب المستشارة سيغمار غابريال على ضرورة «عدم استسلام الأوروبيين للاحباط» مضيفا «على أوروبا في المرحلة الحالية حيث ضعفت قوتنا، أن تستدرك الأمر، علينا التصرف بثقة والدفاع عن مصالحها الخاصة».

من جهته جدد الحلف الأطلسي «ثقته المطلقة» في ابقاء الولايات المتحدة على «التزام قوي»، في وقت يثير ترامب مخاوف عدد من البلدان ولا سيما بلدان الخاصرة الشرقية للحلف التي تتخوف من وصوله الى البيت الأبيض وخصوصا من احتمال حصول تقارب بين واشنطن وموسكو.

وتطرق ترامب في المقابلتين الى الحلف الأطلسي فذكر بأنه «قلت من وقت طويل أن الحلف الأطلسي يواجه مشاكل» موضحا «أولا، تخطاه الزمن لأنه صمم قبل سنوات مديدة .. ولأنه لم يعالج الإرهاب.

وثانيا، الدول (الأعضاء) لا تدفع ما يتوجب عليها».

وتلتزم خمس دول فقط من أصل 28 في الحلف الأطلسي، هي الولايات المتحدة وبريطانيا واستونيا واليونان وبولندا، بمستوى النفقات العسكرية الذي حدده الحلف الاطلسي وقدره 2% على الاقل من إجمالي ناتجها الداخلي، بحسب بيانات نهاية عام 2016.

وسبق أن ادلى ترامب بتصريحات مماثلة خلال الحملة الانتخابية، ملمحا إلى احتمال أن يعيد النظر في مبدأ التضامن المفروض على الدول الحليفة في حال تعرض إحداها لاعتداء، إذا لم يرفع الحلفاء مساهماتهم.

وتتحمل الولايات المتحدة حوالي 70% من نفقات الحلف العسكرية.

وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عقب لقاء مع الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عن «قلق» الحلف الأطلسي.

ولفت إلى أن هذا الموقف «يتعارض مع ما قاله وزير الدفاع الاميركي (المعين) خلال جلسة تثبيته في واشنطن قبل ايام قليلة فقط». واعتبر وزير الدفاع الأميركي المقبل الجنرال السابق جيمس ماتيس الخميس خلال جلسة في مجلس الشيوخ لتثبيته في منصبه أن الحلف الاطلسي يعد «حيويا» للولايات المتحدة، محذرا من سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ»كسر» الحلف.

ومن شان مواقف ماتيس أن تطمئن الاوروبيين المصرين على ضرورة تبني موقف حازم حيال موسكو على خلفية النزاع في أوكرانيا.

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس أن الاتحاد «في ترقب» في مواجهة مواقف متناقضة أحيانا تصدر عن الإدارة الأمريكية المقبلة، فيما قال دبلوماسي آخر «الرئيس ليس وحيدا في عملية اتخاذ القرارات».

وتحدث ترامب في المقابلتين عن احتمال التوصل مع روسيا الى اتفاق لخفض الأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

وقال الرئيس المنتخب الذي غالبا ما أبدى إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين «العقوبات تؤلم روسيا كثيرا في الوقت الحاضر، لكن أعتقد أنه من الممكن أن يحصل أمر يكون مفيدا للعديد من الناس».

وكان ادلى بتصريحات قبيل عيد الميلاد حركت المخاوف من سباق تسلح جديد، إذ حذر بأن بلاده سترد على أي زيادة في الترسانة النووية لقوة أخرى، من غير أن يذكر أيا من روسيا والصين.

وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي يواجه مصيرا مجهولا مع انتقال السلطة من اوباما الى ترامب، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني على أن هذا الاتفاق «في غاية الأهمية وخصوصا لامننا»، مؤكدة أن «الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من اجل احترامه وتطبيقه».

وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن «سيكون من المؤسف أن تتصرف أمريكا بصفتها اكبر ديموقراطية في العالم .. بصورة مدمرة». وأضاف «لدينا الآن الإمكانية لنظهر لترامب أن أوروبا ليست كتلة متضامنة فحسب (بل إنها) تتعامل بجدية مع المسائل الخارجية وعلى يقين بأنا إذا قضينا على السياسة الخارجية، فستترتب عن ذلك عواقب بعيدة المدى».

في السياق قال الكرملين أمس إن من السابق لأوانه التعليق على اقتراح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإبرام اتفاق مع موسكو لخفض الأسلحة النووية مقابل إنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة تايمز البريطانية نشرت على موقع الصحيفة الإلكتروني أمس الأول إنه سيقترح إنهاء العقوبات المفروضة على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم مقابل إبرام اتفاق لخفض الأسلحة النووية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن موسكو ستنتظر حتى يبدأ ترامب ولايته قبل أن تعلق على أي اتفاقيات مقترحة.

وأضاف بيسكوف إنه لا توجد محادثات حاليا بشأن خفض الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة وأن روسيا لا تنوي إثارة مسالة العقوبات في المفاوضات مع الدول الأجنبية. كما نفى تقارير إعلامية عن اجتماع مزمع بين بوتين وترامب.

وتابع «كل هذه التصريحات عن اتفاق مبدئي على عقد اجتماع تجافي الحقيقة.

«حتى الآن ليس هناك اتفاقات أو مسودات أو أي تحضيرات تجري لعقد اجتماع لأن الرئيس والسيد ترامب لم يبحثا ذلك على الإطلاق.»

وردا على سؤال عما إذا كان الكرملين يتفق مع وجهة نظر ترامب بأن حلف شمال الأطلسي عفا عليه الزمن وهو شيء كرره الرئيس المنتخب في نفس المقابلة أشار بيسكوف إلى أن الكرملين أكد منذ فترة طويلة على نفس وجهة النظر.

من جهته قال جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي أمس في كييف إن على العالم أن يقف في وجه العدوان الروسي وحث إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على أن تكون داعما قويا وشريكا لأوكرانيا.

وهذه هي آخر زيارة رسمية يقوم بها بايدن كنائب للرئيس مما يعكس الاهتمام الخاص الذي حظيت به أوكرانيا من إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال بايدن للصحفيين وهو يقف بجانب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو «إنكم تحاربون كلا من سرطان الفساد ... وعدوان الكرملين المستمر.»

وأضاف «يتعين على المجتمع الدولي أن يقف صفا واحدا ضد العدوان الروسي.»

وتشير تعليقات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في حديث نشر أمس الأول إلى انه يتطلع لإبرام اتفاق مع روسيا على حساب أوكرانيا.

فهو يطرح إنهاء العقوبات المفروضة على موسكو مقابل اتفاق على خفض التسلح النووي. وفي عهد أوباما استثمرت الولايات المتحدة بكثافة في مساعدة أوكرانيا على إنجاح انتفاضة بين عامي 2013-2014 أجبرت زعيم مدعوم من الكرملين على الفرار وتولى السلطة زعيم معارض موالي للغرب. وأسهم دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا الذي شمل فرض عقوبات اقتصادية على روسيا - بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم ودعم انفصاليين- في تدهور العلاقات الأمريكية الروسية لتبلغ أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة.

وكان بايدن هو من تولى تنفيذ السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا فزار كييف خمس مرات منذ تغير السلطة وأبقى على اتصالات هاتفية دورية مع المسؤولين الأوكرانيين وقال مازحا إنه يتصل بهم أكثر مما يتصل بزوجته.