899872
899872
الاقتصادية

الزراعة تنجح في إيجاد نوع من الأشجار تساهم في زيادة إنتاج العسل

16 يناير 2017
16 يناير 2017

899871

بسبب تدهور المراعي وقلة الأمطار والرعي الجائر والتصحر -

نجحت وزارة الزراعة والثروة السمكية في إيجاد نوع من الأشجار الرعوية التي ساهمت بفاعلية في زيادة كمية عسل النحل حيث قامت باستيراد نوع من الأشجار الرعوية تعرف بالسمر الأسترالي أو سنط الملح وهو أحد فصائل الآكاسيا الرعوية وذلك نظرا لتدهور المراعي بسبب قلة الأمطار والرعي الجائر والتصحر والتطور العمراني وغيرها من الأسباب.. لذا ارتأت وزارة الزراعة والثروة السمكية متمثلة بمركز بحوث إنتاج النباتي بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية في البحث عن مصادر رعوية أخرى ذات قيمة غذائية واقتصادية لأصحاب المواشي والحيوانات الأخرى، حيث تمثل المراعي أحد المصادر الأساسية لتغذية الحيوانات بالإضافة إلى الأعلاف وغيرها من المصادر الأخرى.

مفهوم الآكاسيا

وحول مفهوم الآكاسيا الرعوية وفصائلها قالت: المهندسة صفاء بنت محمد بن ناصر الفارسية رئيسة قسم بحوث البذور والمصادر الوراثية النباتية بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية :إن أستراليا هي الموطن الأصلي لشجرة الآكاسيا وهى ما تعرف بالسنط من الفصيلة القرنية والتي يبلغ عدد أصنافها قرابة 1300 نوع حول العالم، وذكرت أيضا بأن هناك الكثير من أصناف الآكاسيا المقاومة للملوحة والجفاف وكثير منها تقوم بدور حيوي في تثبيت النيتروجين الجوي في التربة ، وأوضحت أيضا أن بذور الآكاسيا ذات قيمٍة غذائية عالية تفوق قيمة القمح والأرز فهي تحتوي على 20% بروتين و 35% دهون.

12 نوعا

وأشارت الى أنه يوجد في السلطنة ما يقارب 12 نوعا محليا مختلفا وأكثرها انتشارا هي السمر والقرط والطلح والسلم. وتعتبر شجرة السمر من الأشجار المهمة في شبه الجزيرة العربية ويكاد عدم تصور الصحراء بدون هذا النوع من الأشجار حيث توجد أعداد كبيرة من هذه الأشجار في مناطق لا تتجاوز كمية الأمطار فيها عن 50 مم سنويا. وينتشر في السلطنة السمر المحلي وقد أدخل إلى السلطنة عدة أنواع من الآكاسيا وكان آخرها سنط الملح أو السمر الأسترالي.

وعن مفهوم السمر الأسترالي قالت: السمر الأسترالي هي تابعة للفصيلة الطلحية التابعة لفصيلة القرنيات وتمتاز عادة بأنها غالبا ما تكون وحيدة الجذع تتفرع إلى سيقان فوق سطح الأرض ويصل ارتفاعها من 2 – 8 أمتار وقد تصل إلى 20 مترا في الأراضي الخصبة وتكون عديمة أو ضامرة الأشواك ذات أوراق متوسطة الحجم وتعتبر شديدة التحمل للملوحة. حيث أشارت الدراسات البحثية الى أنها تتحمل درجة ملوحة مياه الري إلى أكثر من 20 ديسيسمن/‏‏م وقد تعطي أزهارا في السنة الثانية من الزراعة.

وأضافت : أزهار هذه النباتات بيضاء بلون الكريم أو أصفر فاتح، لها رائحة عطرية، تتجمع في هامات مستديرة قطر الواحدة منها سنتيمتر واحد وهي غزيرة الأزهار إذ أن عدد الأزهار في الغصن الذي يصل طوله الى متر قد تصل إلى 400 زهرة يقبل عليها النحل بشكل كبير، وذكرت بأن موسم تزهير هذه الشجرة بالسلطنة يكون عادة في منتصف نوفمبر ويستمر لمدة شهر ونصف تقريبا لتدخل في دورة موسم الرحيق لنحل العسل بالسلطنة بين السدر وكل من الشوع والسرح. وتتحول هامات الأزهار في وقت لاحق إلى عناقيد تحمل قرونا حلزونية طول الواحد منها يصل من 7 الى 12 سم غير متفتحة وتتفتح بعد النضج والجفاف إلى أن تتناثر البذور.

استغلال السمر

وردا على سؤال حول استغلال السمر أجابت : يمكن استغلال السمر الأسترالي كمصدر علف جيد للجمال والماعز في المناطق شبه الجافة، حيث إن علفها يتوافر على امتداد الموسم الجاف في غياب المصادر العلفية الأخرى ، وتقدم القرون كغذاء للحيوانات لغرض الحليب لرفع نسبة إنتاجيتها من الحليب كما أن القرون والأوراق غنية بالبروتين المهضوم (12%) وهي غنية بالمعادن بينما البذور غنية بالبروتين الخام (38%) والفسفور. ويقدر إنتاجها بحوالي طن واحد من المادة العلفية الجافة لكل هكتار في العام. الجدير بالذكر أنه يمكن أيضا الاستفادة من الأجزاء الخضرية لتعمل كمصدات للرياح كما ان هذه الأشجار تتكاثر بالبذرة بعد معاملتها بمعاملات كيميائية أو ميكانيكية حيث إن نسبة الإنبات مثل هذه المعاملات يكون ضعيفا، وتتنوع هذه المعاملات بين استخدام حمض الكبريت المركز والمخفف، والتنضيد، والماء الساخن. أما فيما يتعلق بالمسافات الزراعية لهذه الأشجار فإنها تختلف تبعا للهدف من الزراعة وعادة ما تزرع على مسافة من 3 إلى 4 أمتار بين الشجرة والأخرى كما تعتمد المسافة على خصوبة الأرض فالمسافة الأكبر تكون للخصوبة الأعلى.

الدورة الرعوية للنحل :

وعن الدورة الرعوية السنوية للنحل قال الدكتور حسن اللواتي رئيس قسم بحوث النحل بمركز بحوث وقاية النبات بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية : إن سبب قلة سقوط الأمطار وندرتها وقساوة حرارة الصيف فقد أصبحت السلطنة تفتقر إلى المصادر الرعوية وحبوب اللقاح للنحل؛ ونظرا لذلك فقد قام قسم بحوث البذور والمصادر الوراثية بالتعاون مع قسم بحوث النحل بزراعة دورة رعوية بالمديرية بهدف تنشيط النحل على مدار السنة وسد النقص لمصدر حبوب اللقاح وكمصدر بروتيني للنحل. وأوضح د.حسن أيضا أن هذه البحوث استمرت لمدة ثلاث سنوات من عام 2009 ولغاية 2012، وقد اشتملت على زراعة ثلاث أنواع من الأشجار والمحاصيل الحقلية على اختلاف مواسم تزهيرها وهي(السمر الأسترالي والكانولا والدخن). حيث تمت زراعة 30 شجرة منها حول المنحل بالمديرية ، وبعد عام من الزراعة كانت زهورها مصدرا غنيا جدا لحبوب اللقاح ومازالت تزهر في كل عام.

وأشار الى أنه نتيجة لنجاح هذه التجربة، فقد قام المختصون بقسم بحوث البذور والمصادر الوراثية في عام 2012 بتوزيع شتلات السمر الأسترالي على جميع الوحدات ودوائر التنمية الزراعية والنحالين تجاوز عددها 2000 شتلة موضحا بأن موسم هذا المحصول يأتي على دورتين زراعيتين في السنة شهري نوفمبر/‏‏ ديسمبر ويستمر التزهير شهرا آخر لحين الحصول على البذور ، كما يمكن زراعته في شهر أبريل من كل عام.

دراسات بحثية

كما أشار الى أن الدراسات البحثية التي قام بها قسم بحوث نحل العسل من العام 2011م وحتى عام 2013م كانت حول تنفيذ دراسة تأثير المراعي التي تتواجد قرب المنحل على تنشيط النحل بواسطة جمع حبوب اللقاح من زهور النباتات. وأضاف: أن هذه الدراسة تمت بأخذ عينات من حبوب اللقاح التي يجمعها النحل في الأرجل الخلفية للتأكد من نوع حبوب اللقاح وبعد الفحص المختبري لحبوب اللقاح تبين أن النحل السارح يتجه وبكثافة لنبات الكانولا، والسمر الأسترالي، والدخن اللؤلؤي كلا حسب موسمه وأحيانا يصبح هناك تداخل في المواسم . وأضاف: أيضا أنه تم تحليل 20 عينة من عسل النحل لموسم الفرز في شهري يونيو ونوفمبر لثلاث سنوات متتالية للكشف عن وجود حبوب اللقاح وأثبتت الدراسة عن وجود نسبة 20 إلى 40 % من حبوب لقاح تلك المحاصيل في عينات العسل.

وفي ختام حديثه أوصى الدكتور حسن اللواتي بالتوسع في زراعة هذه الأنواع من المحاصيل الحقلية والأشجار في دوائر التنمية الزراعية وفي مناحل المواطنين لما لها من زيادة في نشاط وسروح النحل وزيادة كمية العسل بشكل ملحوظ، وإيجاد مصدر لحبوب اللقاح وخاصة في المواسم التي يندر فيها توفر حبوب اللقاح.

نحّالو السمر الأسترالي

وفي استطلاعات للرأي أجريت مع عدد من النحّالين خلال تواجدهم في سوق العسل العماني حول معرفتهم بشجرة السمر الأسترالي، فقد أفادوا بأن هذه الشجرة من النباتات المقاومة للملوحة وغير مستنزفة للمياه كما أنها مصدر واعد للنحل في حبوب اللقاح والرحيق وقد أشاروا أيضا إلى أن عسل السمر الأسترالي له مذاق متميز ولون ذهبي لامع . الجدير بالذكر بأن موسم تزهير هذه الشجرة يكون خلال فترة ندرة المراعي الأخرى بسبب تزاحم نوع المرعى مما يؤدي إلى صفاء نوع المنتج من عسل السمر الأسترالي.