899783
899783
الاقتصادية

معدلات نمو متسارعة لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية والنباتية

16 يناير 2017
16 يناير 2017

899785

الإنتاج الحيواني ينمو بنسبة 14% في 2016 -

كتب - زكريا فكري -

يحظى قطاع الزراعة والثروة الحيوانية بقدر كبير من اهتمام الدولة لأهميته في توفير الغذاء مما يجعله ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية لما يتمتع به من موارد متجددة خاصة في ظل إدارة واعية وعلمية لهذه الموارد. الزراعة والثروة الحيوانية تساهم في زيادة الناتج المحلي وتوفير فرص العمل والعيش لقطاع مهم من السكان الريفيين وتمثل الزراعة بالنسبة للعمانيين الحياة الاجتماعية والاقتصادية الخاصة، وذلك لأنها لم تتأثر أو تختفي باكتشاف النفط أو التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي تحقق على أرض السلطنة ولكنها تطورت مع بعضها لتسهم بنصيب متزايد في توفير الغذاء للجميع. وشهد قطاع الزراعة عملية نهوض شاملة خلال فترة الخطة الخمسية الثامنة، ويعود ذلك إلى الدعم الكبير الذي يوليه المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لتطوير ودعم هذا القطاع.

عملت وزارة الزراعة والثروة السمكية على تحديث عناصر التنمية الأساسية في القطاعات النباتية والحيوانية بتأهيل الأنشطة التقليدية وباستحداث أنشطة تقنية جديدة وتطويرها لتتلاءم وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في السلطنة، وتسعى الوزارة إلى إدارة القطاع بطريقة تضمن استغلال الموارد الطبيعية المتاحة استغلالاً أمثل ومستدام. فمن الناحية الاقتصادية أوضحت مؤشرات الأداء الاقتصادي لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية أن هناك تطورا إيجابيا في معدلات النمو للأنشطة الزراعية و واصلت معدلات النمو لحجم الإنتاج النباتي صعودها حيث سجلت في عام 2014م نحو 2 %، وسجل نمو الإنتاج الحيواني 12 %، ليقفز في 2016 إلى 3% و14% على التوالي.

و شهدت الفترة الماضية تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى النهوض بالقطاع الزراعي، فتم استكمال إنشاء العديد من البنى الأساسية مثل المحاجر الزراعية والبيطرية والعيادات، كما استمرت الوزارة في تقديم خدماتها الإرشادية والدعم للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، وإنجاز العديد من البحوث الزراعية، بالإضافة إلى الاهتمام بالوقاية والصحة النباتية والحيوانية والسمكية وسلامة وجودة الغذاء.

حجم الإنتاج النباتى

بلغ إجمالي الإنتاج النباتي (1515) طنا عام 2014م مقارنة بـ (1484) طنا عام 2013م، بزيادة مقدارها 2 % ليقفز في 2016 بمعدلات متسارعة تقارب 3%، وتعزى هذه الزيادة في الإنتاج إلى زيادة الإنتاجية في وحدة المساحة خاصة محاصيل الخضر التي زاد حجم الإنتاج بها من (313) ألف طن عام 2013م إلى (335) ألف طن عام 2014م بمعدل نمو سنوي بلغ 7 % والناجمة عن التطبيقات الزراعية الحديثة التي زاد اهتمام المزارع العماني بها خلال السنوات الأخيرة والتي من أهمها إدخال أساليب التكثيف الزراعي باستغلال المساحات الرأسية واستخدام أساليب الري الحديثة. ويلاحظ أن الأعلاف احتلت المرتبة الأولى من حيث الأهمية النسبية للإنتاج النباتي بنسبة 50%، تليها الفاكهة في المرتبة الثانية بنسبة 27%، ثم الخضروات في المرتبة الثالثة بنسبة 22%، وأخيراً المحاصيل الحقلية في المرتبة الرابعة بنسبة 1 %.

قيمة الإنتاج الزراعي

ارتفعت قيمة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من (323) مليون ريال عماني في عام 2013م إلى (336) مليون ريال عماني عام 2014م بمعدل نمو بلغ 4 %، ليقترب من 400 مليون ريال في 2016. تشكل مساهمة قيمة الإنتاج الزراعي نحو 64% من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي والسمكي. وكانت المساحة الكلية للحيازات الزراعية وفقا لتعداد 2013/‏‏‏2014م قد سجلت (355010) أفدنة مقارنة بـ (324389) فدانا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 9%. كما بلغ عدد العاملين من المزارعين العمانيين من أسرة الحائز (237251) في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (154387) في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 54%.

و بلغ عدد العاملين من المزارعين الدائمين العمانيين من خارج أسرة الحائز (18522) في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (15213) في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 22%.

وارتفع عدد خلايا نحل العسل الحديثة إلى (21469) خلية في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (12867) خلية في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 129%. كذلك ارتفاع اجمالي أعداد البيوت المحمية (3751) بيتاً في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (2569) بيتا في تعداد 2004/‏‏‏ 2005م بزيادة قدرها 46% وبلغت المساحة المزروعة بالخضروات (27574) فدانا مقارنة بـ (12267) فدانا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 125%. كما بلغت المساحة المزروعة بالمحاصيل الحقلية (13402) فدان في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (13317) فدانا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 1%

وبلغت المساحة المزروعة بالمحاصيل العلفية (48750) فدانا في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (37976) فدانا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 28%.

و بلغ إجمالي عدد أشجار نخيل التمر (7563279) نخلة في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (7859443) نخلة في تعداد 2004/‏‏‏2005م بانخفاض قدره 3,8%.

و بلغ إجمالي عدد أشجار الليمون (390218) شجرة في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (351367) شجرة في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 11%.

و بلغ إجمالي عدد أشجار الأمبا (المانجو) (434788) شجرة في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (400568) شجرة في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 8,5%.

وبلغ إجمالي عدد أشجار النارجيل (جوز الهند) (159527) شجرة في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (143141) شجرة في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 11,5%.

تعظيم العائد الاقتصادي

يتطلب زيادة الإنتاج الزراعي بهدف تعظيم العائد الاقتصادي لقطاع الزراعة وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني، أن يكون هذا الإنتاج قادراً على المنافسة داخلياً وخارجياً، وتحقيق القدرة التنافسية يحتاج إلى المزيد من تحديث قطاع الزراعة باستخدام التقنيات الحديثة سواء في مجالات الإنتاج أو التسويق. وعلى هذا الأساس تم اعتماد العديد من البرامج والمشاريع الزراعية في الخطة الخمسية الثامنة للقطاع الزراعي (2011-2015) تهدف بالأساس إلى زيادة الإنتاج الزراعي سواء كان في المجال النباتي أو الحيواني، ومن أهم هذه البرامج: دعم أنظمة الري الحديثة في مزارع المواطنين وتنفيذ المشاريع التنموية لتطوير النظم المز رعية التقليدية لرفع كفاءة استخدام المياه. رفع الإنتاجية من خلال التوسع الرأسي ودعم المزارعين لاستخدام التقنيات الحديثة. تطبيق منظومة متكاملة من وسائل المكافحة للقضاء على الآفات والأمراض والتقليل من استخدام المبيدات الكيماوية. تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع الإنتاج النباتي. دعم برامج نحل العسل وإقامة حوائط حماية التربة وتنمية المراعي الطبيعية.

دعم البرامج البحثية والتنموية لحل المشاكل والمعوقات وتطوير تقنيات وأساليب الإنتاج الزراعي. تنفيذ البرامج والمشاريع الإرشادية والتنموية لرفع مهارات العاملين في القطاع الزراعي وتشجيعهم على تبني الأساليب الحديثة وتطوير وتربية وإنتاج نحل العسل.

الــثروة الحـيوانـــية

جاء الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية كونه ذا أهمية كبيرة في الاقتصاد الزراعي العماني وذلك حتى يقوم بدوره في للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية ورفع مستوى الأمن الغذائي، ويتم تفعيل ذلك من خلال زيادة مساهمة صغار المنتجين بالقطاع الحيواني وذلك بإقامة عدد من المشاريع التي تخدم المربي مثل مشروع خدمات برامج الإرشاد الحيواني الذي يهدف إلى توعية مربي الثروة الحيوانية بأهمية استخدام التقنيات الحديثة في الإنتاج وتصنيع المنتجات والتسويق والإدارة والرعاية الصحية للقطيع الحيواني كما إن مشروع تربية الدواجن المحلية يهدف إلى تطوير السلالات المحلية المناسبة لرفع إنتاج البيض المحلي لزيادة دخل الأسرة ويأتي مشروع تطوير نظم الإيواء والتربية والرعاية التقليدية لقطعان الأمهات (ماعز – ضأن) في القرى الجبلية وتجمعات البدو والشوان بالمنطقة الداخلية لكي يؤهل المربين وأسرهم لإدارة القطعان والمراعي بكفاءة عالية وتجنب الرعي الجائر أثناء وقت الجفاف لتحسين إنتاجيتها والحفاظ على السلالات المتأقلمة في تلك المناطق ورفع المستوى الصحي لهذه القطعان وتشجيع المربين على إدخال التقنيات الحديثة والأساليب العلمية في عمليات التربية والرعاية والتغذية. وقد ارتفع عدد الأبقار إلى (359507) رؤوس في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (301558) رأسا في تعداد 2004/‏‏‏2005م، بزيادة مقدارها 12% .

و بلغ إجمالي عدد الجمال (242832) رأسا في تعداد 2013/‏‏‏2014م مقارنة بـ (117299) رأسا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 107%.

و ارتفع إجمالي عدد الماعز إلى (2085206) رؤوس في تعداد 2013/‏‏‏2014 مقارنة بـ (1557148) رأسا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 34%.

و بلغ إجمالي عدد الضأن (548231) رأسا في تعداد 2013/‏‏‏2014 مقارنة بـ (351066) رأسا في تعداد 2004/‏‏‏2005م بزيادة قدرها 56%.

حجم الإنتاج الحيواني

تشير نتائج التعداد 2013 /‏‏‏ 2014م إلى تزايد أعداد الحيوانات مقارنة بنتائج التعداد الزراعي السابق 2004 /‏‏‏2005م وقد بلغت تلك الزيادات 19,2 % في الأبقار و107 % في الجمال و33,9% في الماعز و56,2% في الضأن. وقد ازداد إجمالي عدد الحيوانات من 2,3 مليون رأس في التعداد السابق إلى 3,2 مليون رأس في التعداد الحالي بما يشكل نسبة 39% الأمر الذي يؤشر إلى حصول زيادات معنوية إيجابية تستحق الدعم والتطوير في معالجة النقص الحاصل في الأعلاف.

و ارتفع إجمالي حجم الإنتاج الحيواني من (184,9) ألف طن عام 2013م إلى (207,2) ألف طن عام 2014م، بمعدل نمو سنوي بلغ 12,1%، ويعود هذا الارتفاع إلى الخدمات التي قدمت لتطوير القطاع وتنفيذ المشاريع الحديثة في مجال تسمين العجول والماعز وإنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة وإنتاج الحليب الطازج. ومن حيث الأهمية النسبية في الإنتاج الحيواني، احتل إنتاج الحليب الطازج المرتبة الأولى بنسبة 48 %، يليه إنتاج لحوم الدواجن في المرتبة الثانية بنسبة 22,6%، ثم إنتاج اللحوم الحمراء في المرتبة الثالثة بنسبة 22,3 %، وأخيراً إنتاج بيض المائدة في المرتبة الرابعة بنسبة 7,1%.

تحسين وتطوير السلالات

تقوم الوزارة بجهود عديدة في هذا المجال منها القيام بالتحسين الوراثي لسلالات الأبقار والماعز والضأن المحلية، وتطوير السلالات المحلية من خلال برامج محددة تهدف لرفع الإنتاجية وتحسين النوعية وذلك بتوزيع عدد من ذكور الحيوانات المحسنة على المربين . تساهم خدمات الصحة البيطرية في تنمية الثروة الحيوانية من خلال النهوض بالخدمات الصحية وإيجاد حيوان منتج بكفاءة عالية وحمايته من الإصابة بأي مرض سواء المستوطنة أو الوافدة والتي يمكن أن تؤدي إلى نفوقه أو انخفاض إنتاجيته عن طريق الرعاية الصحية المتكاملة المتوفرة بالعيادات البيطرية حيث يتم تقديم الخدمات العلاجية التشخيصية والوقائية للثروة الحيوانية التي تزخر بها السلطنة، وتعالج العيادات البيطرية الحكومية العديد من الأمراض الخطيرة سواء المعدية وغير المعدية المنتشرة في جميع محافظات السلطنة ويبلغ عدد العيادات البيطرية 65 عيادة بيطرية بالإضافة إلى مستشفى بيطري بمحافظة ظفار وتلعب العيادات البيطرية الخاصة دورا هاما في تنمية قطاع الثروة الحيوانية بالسلطنة؛ حيث يبلغ عددها 45 عيادة موزعة على مختلف المحافظات ويتم بشكل دوري تحصين نحو (2,448,983) رأس من الحيوانات (الأبقار – الماعز – الأغنام – الإبل) ضد الأمراض المختلفة وبلغ عدد المربين المستفيدين من خدمات التحصين البيطرية على مستوى السلطنة نحو 192,757 مربيا.