العرب والعالم

أنباء متضاربة عن دعوة أمريكا لأستانا والإعلان عن الوفود المشاركة

16 يناير 2017
16 يناير 2017

اشتباكات في دير الزور والجيش يسيطر على عين الخضراء -

دمشق - عمان- بسام جميدة - وكالات -

مع بدء العد التنازلي لمحادثات أستانا، مازالت الأنباء المتناقضة تتوارد حول دعوة الإدارة الأمريكية لحضورها، بين التأكيد النفي من الأطراف المنظمة لها، في حين بدأت الفصائل المسلحة بالإعلان تباعا عن وفودها المشاركة، وسط أنباء متضاربة حول تخليها عن بعض شروطها، في وقت أكدت فيه مصادر تخلي أغلب الفصائل عن شرط وقف إطلاق النار الشامل قبل الذهاب إلى المباحثات.

ولم يؤكد الكرملين صحة ما أعلنته أنقرة عن توجيه دعوة للإدارة الأمريكية الجديدة لحضور مفاوضات السلام السورية في أستانا.وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ردا على سؤال صحفي حول صحة هذه الدعوة: «لا تستعد أستانا لاستضافة اللقاء، وتجري التحضيرات له، إنها عملية صعبة جدا. وليست هذه العملية مطروحة كبديل عن الصيغ الأخرى للتفاوض، بما في ذلك عملية التفاوض في جنيف، بل يجري الحديث عن عمليات تفاوضية تكاملية». وكان وزير الخارجة التركي مولود جاوش أوغلو قد أعلن،قبله، أن أنقرة وموسكو متفقتان حول ضرورة دعوة واشنطن لمفاوضات أستانا بشأن السلام في سوريا، المزمع عقدها في العاصمة الكازاخستانية يوم 23 من الشهر الحالي، وقال إن البلدين يتابعان الأمر مع إيران ويتوقعان مشاركة أطراف أخرى.

وفي الوقت نفسه شدد جاويش أوغلو على أنه لا مكان لحزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا على طاولة المفاوضات في أستانا، معتبرا أن هذا الحزب الذي تتبعه «وحدات حماية الشعب» الكردية، يسعى لتقسيم سوريا لا لإيجاد حل للأزمة السورية.

وفي الوقت ذاته، بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مع نظيره الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، هاتفيا، التحضيرات للمفاوضات السورية في أستانا وأكدت الوزارة أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الروسي.

وقد أعلنت فصائل مسلحة موافقتها على المشاركة في مباحثات أستانا بعد اجتماع لها في أنقرة مشيرة إلى أنها تعمل الآن على تشكيل وفد مفاوض عنها، وقد قررت غالبية فصائل الجيش السوري الحر المشاركة في أستانا، وسيترأس محمد علوش، رئيس الجناح السياسي لجيش الإسلام، وفد المعارضة إلى المفاوضات، واتخذ هذا لقرار في ختام اجتماعات المعارضة السورية المسلحة بأنقرة.

بدوره أكد علوش « إنه سيرأس وفد المعارضة السورية في أستانا، مصرا على أن مشاركته تأتي لتحييد إيران في الصراع السوري»، وذكر «المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية» في موقعه الإلكتروني، أن الفصائل التالية وافقت على المشاركة في الاجتماع: «فيلق الشام»، «فرقة السلطان مراد»، «الجبهة الشامية»، «جيش العز»، «جيش النصر»، «الفرقة الأولى الساحلية»، «لواء شهداء الإسلام»، «تجمع فاستقم»، «جيش الإسلام»، في حين رفض كل من «أحرار الشام»، و«صقور الشام»، و«فيلق الرحمن»، و«ثوار الشام»، و«جيش إدلب»، و«جيش المجاهدين»، و«حركة نور الدين الزنكي». من جانب آخر نفى أسامة أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الفصائل المشاركة، وجود انقسامات في الفصائل، مشدداً على أن الوفد الذي تم تشكيله للمشاركة في المفاوضات هو وفد يمثل جميع الفصائل الموقعة على الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم 29 ديسمبر الماضي.

وذكرت مصادر في المعارضة السورية أن كل فصيل سيرسل ممثلين عنه، وقد تم تحديد الأسماء وتسليمها للجانب التركي الذي سيتولى عملية التنسيق مع موسكو،وتصر مصادر في «الجيش السوري الحر» على كون هدف المفاوضات في أستانا يكمن في تثبيت وقف إطلاق النار، موضحة أن الوفد الذي سيشارك في أستانا وفد عسكري مدعوم بوفد تقني من الهيئة العليا للمفاوضات وسيبلغ عدد المشاركين بوفد المعارضة المسلحة حوالي 15 شخصا، ومن جانبه قال زكريا ملاحفجي من جماعة «فاستقم»، إن «أغلب الجماعات قررت الحضور وإن المناقشات ستتركز على وقف إطلاق النار وقضايا إنسانية مثل المساعدات والإفراج عن المعتقلين». وكان أمين سر «مبادرة حركة الدبلوماسية الشعبية السورية» محمود الأفندي، كشف بأن فصائل المعارضة المسلحة السورية تشترط نشر مراقبين دوليين على خطوط التماس خلال 10 أيام لإرسال وفودها إلى لقاء استانا في حين تحفظت حركة «أحرار الشام» على شروط حددتها عشرات من فصائل المعارضة المسلحة للذهاب إلى مفاوضات أستانا.

ودعا فيتالي نعومكين مستشار المبعوث الأممي حول سوريا ستيفان دي ميستورا إلى ضرورة إشراك السعودية في عملية تسوية الأزمة السورية في إطار مجموعة «روسيا وإيران وتركيا». وقال نعومكين «الكثير يتوقف على روسيا، وكذلك نقر بأن الكثير يتوقف على إيران وتركيا، لأنهما قوتان رئيسيتان.

إلا أنه يجب إشراك غيرهما من القوى الإقليمية، وقبل كل شيء السعودية». وبحسب رأيه، فإن اشراك الرياض في العملية سيتم في مرحلة قريبة، معربا عن أمله في أن ذلك سيحدث قبل عقد الجولة الجديدة من المفاوضات السورية، والتي من المتوقع أن تجري بجنيف في 8 فبراير المقبل.

ميدانيا: أفاد مصدر عسكري لـ«عمان» أن الجيش السوري يسيطر على دوار النمل الفاصل بين عين الخضرة وعين الفيجة، وأنه تمت السيطرة بالكامل على بلدة عين الخضرا ويستمر بتقدمه باتجاه عين الفيجة، في حين تندلع اشتباكات متوسطة بين الجيش السوري والتنظيمات المسلحة في منطقه الحقول في وادي بردى، وأعلن المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا، أن أكثر من ألف مسلح في منطقة وادي بردى بريف دمشق ألقوا أسلحتهم وتم إخراجهم مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب، الأمر الذي أكده محافظ ريف دمشق علاء منير ابراهيم.

وإن قريتي الحسينية وبرهليا من أصل القرى التسع التي كانت تخضع للمسلحين في وادي بردى، انضمتا إلى نظام وقف إطلاق النار، فيما القرى السبع المتبقية، وهي كفر العواميد وسوق وادي بردى ودير قانون ودير مقرن وكفير الزيت وبسيمة وعين الفيجة، أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى الهدنة في سوريا.

ونوه المركز في بيانه انه «تم إخراج 1268 مسلحا من القرى المذكورة، وألقى معظم هؤلاء المسلحين أسلحتهم وعادوا إلى الحياة السلمية، وأتيحت للباقين الفرصة للخروج الآمن من المنطقة مع أفراد عائلاتهم والمغادرة إلى محافظة إدلب». وقد نفت مصادر في المعارضة السورية ما أورده مركز المصالحة الروسية بشأن خروج المسلحين إلى محافظة ادلب وفق وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) إنه عار عن الصحة تماماً ولا مصداقية له.

وأكد المصدر العسكري أن الجبهة الشرقية من سوريا وفي دير الزور تحديدا لا تزال ساخنة وتدور فيها اشتباكات عنيفة وأن الجيش يواصل تصديه لهجوم مسلحي تنظيم «داعش» على المحور الجنوبي للمدينة في البانوراما والمهندسين حيث تدور اشتباكات تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والقذائف المدفعية الثقيلة، وتترافق مع شن سلاح الجو غارات على تحركات تجمعات مسلحي التنظيم في جبال الثردة جنوبي المدينة ومحيط المطار ومناطق الاشتباك ويوقع إصابات في صفوفهم، كما دمرت 3 نقاط لإرهابيي تنظيم داعش تحوي أسلحة وذخائر آلية. وأن الطيران الحربي نفذ عددا من الضربات بكل من الحميدية والعمال والرصافة والصناعة ومحيط البانوراما والمطار والحسينية والجنينة وقضي على عدد كبير من المسلحين، وأن وحدات من الجيش تدمر آليات لتنظيم داعش في محيط منطقة المقابر، وأنه تم الإيقاع بـ 18 إرهابيا من داعش جميعهم من جنسيات أجنبية من بينهم السعودي المدعو أبو عبدالله خلال عملية على أحد مقراتهم خلف معمل الكونسروة في مدينة الميادين جنوب شرق مدينة دير الزور بنحو 45 كم.