898143
898143
عمان اليوم

في زيارة ميدانية .. مسؤولون بديوان البلاط السلطاني يتعرفون على مشروعات حقول النفط

14 يناير 2017
14 يناير 2017

898144

نفذ معهد تطوير الكفاءات بالتعاون مع شركة تنمية نفط عمان (PDO) زيارة ميدانية إلى حقول النفط في مرمول ونمر وأمل، بمشاركة كبار مسؤولي ديوان البلاط السلطاني من أصحاب السعادة ومديري العموم.

كانت نقطة الانطلاق من مطار مسقط الدولي، باتجاه مرمول، حيث يتمركز موقع شركة نفط عمان (PDO). وبعد استراحة قصيرة، كانت المغادرة إلى (نمر) أحد مواقع حقول النفط التابعة لشركة تنمية نفط عمان، وهناك كان مبتدأ برنامج الزيارة الميدانية لكبار مسؤولي ديوان البلاط السلطاني، ضمن قائمة البرنامج الذي أعدته الشركة كخطة برنامج زيارة خلال اليوم، حيث تمت زيارة موقع حقل نمر لمعالجة المياه، وهو عبارة عن مشروع استثماري لكمية المياه الوفيرة التي تخرج مع كل برميل نفط.

وتقدر كمية المياه الهائلة المستخرجة بتسعة (9) براميل مياه مقابل كل برميل نفط، حيث مثلت هذه الظاهرة تحديا للشركة، فجاءت فكرة المشروع الاستثماري الكبير «مشروع مستنقعات القصب الاصطناعية» الذي تقع مسؤولية تشغيله على شركة الخدمات البيئية «باور نمر» بالإنابة عن شركة تنمية نفط عمان من ضرورة إيجاد آلية لاستثمار هذه الكميات الوفيرة، وعدم إهدارها، وهي من الثروات والموارد المهمة، خاصة في استخراج النفط من الأعماق السحيقة لباطن الأرض، وذلك بواسطة زراعة مساحات خضراء هائلة، ظهرت على شكل مدرجات متناسقة - في مشهد مهيب وخلاب وسط الصحراء الممتدة - بالقصب الأخضر، المعروف بامتصاصه الشديد واحتياجه الدائم للماء. وخلاصة المياه المتوفرة في آخر مراحل الفصل، تم الانتفاع منها بتنفيذ تجارب لزراعة أصناف مختلفة من الأشجار الكثيفة التي تتناسب وطبيعة المياه الناتجة في تلك المرحلة، ما جلب أنواعا من الطيور المهاجرة تقدر بـ(120) نوعا، لأنها كانت غير صالحة للانتفاع الآدمي.

ومنذ تدشين هذا المشروع، استطاعت الشركة الاستغناء عن تشغيل خمس مضخات من أصل (12) مضخة عالية الضغط، والتي تستخدم في التخلص من المياه المصاحبة للإنتاج من الحقل، وبذلك وفرت طاقة تشغيلية لهذه المضخات بما يعادل (23) بليون قدم مكعب من الغاز خلال عشر سنوات إلى الآن. جدير بالذكر أن المشروع الفريد من نوعه، قد حصد الجائزة الدولية (جلوبل ووتر أوورد) المرموقة، التي تسلمتها الشركة من الأمم المتحدة عام 2011م.

بعد ذلك، توجه المشاركون إلى حقل أمل لزيارة مشروع الطاقة الشمسية، الذي تقوم فكرته على استخدام الطاقة الشمسية لتوليد البخار لتسهيل تدفق النفط اللزج من المكامن الصعبة إلى آبار الإنتاج، خلافا للمتبع في حقل قرن علم الذي يستخدم في تشغيله الحرارة المنبعثة من عمليات توليد الطاقة بإعادة تدويرها لإنتاج البخار.

وتكمن الفكرة الإبداعية لتقنية المشروع في طريقة بناء محطة البخار بوضع نظام الطاقة الشمسية المركزة داخل هيكل زجاجي لحماية المرايا من الظروف الصحراوية القاسية.

هذا المشروع وفر ما يقارب المليون متر مكعب من الغاز، مقارنة باستخدام الطريقة التقليدية في توليد البخار من خلال استخدام الهيدروكربونات. فضلا عن المساهمة الفاعلة في حفظ الجوانب البيئية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1800 طن.

وبالعودة إلى مرمول، نقطة البدء في برنامج الزيارة، كانت محصلة المعرفة الكاملة حول المشروعات الرائدة في السلطنة، التي رافقت رحلة البحث عن الثروة النفطية في الوسط الصحراوي ذي الظروف المناخية القاسية، والتي لا تزال تجدد تحدياتها في وجه شركة تنمية نفط عمان والمتعاقدة معها من الشركات التي تقف جنبا إلى جنب لاستخراج عصب الحياة الديناميكية في السلطنة، نجد أن هذه الشركات تقابل هذه التحديات باستثمارات رائدة لهذه المِحَن، التي تحولها إلى مِنَحٍ، وتمثل فرصا لتنويع الاقتصاد وفتح آفاق رحبة لتوفير فرص عمل متخصصة وتنفيذية للعمانيين.

ومثال ذلك، بالإضافة لما سبق، استفاد المشاركون في الرحلة العلمية الميدانية من خلال زيارتهم للبيئة التفاعلية والمحطة المركزية. وأهم أهداف هذين المركزين اشتمالهما على المرافق الفنية الخاصة المزودة بالأجهزة المتطورة، والعاملين على إدارتها وتوجيهها من المشرفين والخبراء، المعنيين بمتابعة سير جدول الأعمال والمهام لعملية التنقيب عن النفط باعتبارهم وسيلة وحلقة الوصل الرئيسية بين ميدان الحقول النفطية ومركز الشركة الرئيسي في مسقط. وهذان المركزان مهمتهما الأساسية هي عملية التواصل والتفاعل على مدار الساعة مع المقر الرئيسي للشركة في مسقط، لمعالجة أي طارئ ينتج أثناء عمليات التنقيب الميدانية، أو حتى في المعلومات المغذاة بها الأجهزة من الإحداثيات والمقاييس لسلامة عمليات التنقيب وضمانا لأهدافها.

كذلك من مهماتها الوقوف على مستجدات وتطورات خطط ومراحل التنقيب المختلفة، والإشراف المتواصل طوال اليوم على السير الآمن لعمليات التنقيب، ومعالجة جميع المشكلات الناجمة في أي موقع من مواقع الحقول النفطية، ويتحقق ذلك بعقد اجتماعات يومية لمناقشة جميع النتائج المتوصل إليها، والمتعلقة بسير العمل الدقيق مع المسؤولين في مقر الشركة الرئيس بمسقط، ليقوم المسؤولون فيها بموافاة البيئة التفاعلية والمحطة المركزية بالتوجيهات والإرشادات الفنية والمتخصصة بشكل فوري.