897873
897873
المنوعات

الفنان والملحن بخيت الشحري بصمة أصيلة في سماء الأغنية العمانية

14 يناير 2017
14 يناير 2017

897868

ساهم في تطوير أكثر من 45 أغنية شعبية  -

منذ صغره وهو مهتم بالتراث الشعبي، كان يجوب الأسواق الشعبية ويسأل عن الأغاني العمانية القديمة، وما يزال حافظا لها إلى يومنا هذا.. يعد بأن يحفظ للجيل القادم الفنون الجميلة، كي لا تندثر وتختفي مهما اختلف شكل الأغنية وتنوعت لغاتها وألحانها.. يرأس قسم الموسيقى والغناء بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون القطاع السمعي، ويشرف ويتابع كل الفنانين بتواصل دائم من أجل دعمهم وتوجيههم في أي عمل جديد يقدمونه للإذاعة..

والتراث الموسيقي الذي جمعه يحتوي على عدد من الفنون الشعبية المختلفة منها الفنون المغناة ومنها الحكايات التراثية الحرفية التي تحمل ذكريات الطفولة والمكان من عزف على آلة العود أو المزمار، كما أن الإيقاعات كلها تحاكي حضارات مرت بها قراهم وقد خلفها الأجداد للأحفاد على مدى الزمن. والكلام يطول....

الأغاني الخاصة

يقول الفنان بخيت الشحري إن الطابع الشعبي يبقى محافظا على أصالته رغم العوامل التي تؤثر عليه ورغم ذلك يستمر التراث الغنائي بالتناوب من جيل إلى جيل، ويشير إلى أن الأغاني الشعبية التي جمعتها كثيرة منها سرد من أشخاص ومنها جمع أشرطة متنوعة من مختلف الفنون من الأسواق الشعبية، ومنها من الإعلام بشكل عام، خاصة من مركز عمان للموسيقى التقليدية الذي يعتبر أرشيفا متكاملا يعنى بكل الفنون العمانية المغناة، إضافة إلى الإذاعة والتلفزيون اللذين يكملان بعضهما في حفظ التراث الشعبي العماني.

زيارات ميدانية

ويؤكد الشحري أن تجميع التراث الشعبي يتم من خلال زيارات ميدانية مختلفة إلى كل محافظات السلطنة من قبل أساتذة مختصين من مذيعين وفنيين ومخرجين بتوجيهات من المسؤولين المعنيين في وزارة الإعلام ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومركز عمان للموسيقى فضلا عن المعنيين والقائمين على المهرجانات والمناسبات الوطنية الذين يضعون ضمن اختيارهم وتنسيق حفلاتهم بعضا من الفنون الجميلة التقليدية.

مصادر وافرة

ويرى بخيت أن مصادر التراث الموسيقى متعدد الألوان فـ «الجود بالموجود» -على حد تعبيره- وبحسب الاجتهاد سوى من الفرد أو الحكومة وهو الحفاظ ومتابعة كل ما يتعلق بفنون عمان في أي موقع، مبينا أن البحث يبقى مستمرا دون توقف، حيث إن أغلب هذه الفنون مرتبطة بحرف اجتماعية وما زالت لدى كبار السن، وإن لم نحاول التوصل إليهم مبكرا قد تختفي معهم الكثير من المعلومات التراثية الغنائية سواء كانت حكايات شعبية أوما يتعلق بالفنون.

التراث الفني

ويضيف الشحري أن التراث والتاريخ رمزان من رموز الدولة والموسيقى وهما عنصران أساسيان ومعرفيان لكل حضارة مر بها التاريخ، فهما تعبير وترسيخ وتعريف بالماضي والحاضر لكل دولة، فإذا ما أردت أن تتعرف إلى بلد معين، ابحث عن فنونه قبل، فالفنون لها عدة أوجه، لتشكل حجر الأساس للتاريخ والتراث الشعبي لكل بلد بين غناء ورسم ونقش وحرف أخرى اجتماعية يمارسها الإنسان في حياته اليومية، كل ذلك يعد إبداعا يظهر في كل زمن ومكان يتوارث عبر حقب الأجيال.

ويضيف الشحري أن الإرث الغنائي يستخدم في حياة الإنسان في أفراحه وأتراحه ولولا هذه الفنون الشعبية الموسيقية لما قامت مهرجانات وأعياد. فالموسيقى لها معان كثيرة، واستخدامات فاعلة في حياة الشعوب، بمقامات علمية وتقنية مفيدة بما فيها الأصوات والمخارج اللغوية.

هيئة متخصصة

وعن التحديات التي واجهت بخيت الشحري فيقول إن جمع المعلومات عن التراث الشعبي الموسيقي العماني هو أهم تحد لكل مهتم في جمع التراث الموسيقي، علاوة على أهمية المناداة بقيام هيئة رسمية متخصصة لها موارد مالية تعنى بجمع وبحث وتصنيف الفنون العمانية بكل أطيافها الغنائية منها أو السردية وبشكل يومي، مع استمرار البحث من ولاية إلى ولاية على مدى العام للحفاظ على التراث، ومتابعة كل جديد على الساحة. مع التشديد على ضرورة عدم التهاون مع أي شخص يخالف القانون مثل بيع تراثه لجهة أخرى أيا كان، ويعاقب على فعله ليتم حفظ البيانات وحقوق كل فنان عماني من السرقة والاقتباس. وفي هذه الحالة نكون قد نجحنا وأصبح لدينا موروث شعبي نفتخر به بين الشعوب على مدى الزمن.

اهتمام حكومي

ويوضح الشحري أن وزارة الإعلام ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون واللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني قامت في السنوات الأخيرة بتطوير أغان عمانية تراثية، حيث أصبح لدينا الكثير من هذه الفنون ليتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهذا دليل على الاهتمام السامي باستمرار المهرجانات والمناسبات الوطنية والعاطفية للحفاظ على كل موروث شعبي وتطويره بأرقى الآلات الموسيقية، وتوزيعها بشكل جميل يتماشى مع العصر الحديث، مضيفا: وكان لي الشرف أن طورت أكثر من 45 أغنية شعبية خلال السنوات الأخيرة ونالت هذه الأغاني الرضى والاستحسان.

تقديم الطابع الشعبي

ويختتم الشحري حديثه بتوجيه كلمة يطلب فيها ضرورة إلزام كل مشرفي المهرجانات التي تقام في المواسم أن يدرجوا كل الأغاني ذات الطابع الشعبي المقامة للاحتفالات، وأن تقام مهرجانات شبيهة في كل مكان بالسلطنة بنفس المستوى لنجمع قدرا أكبر من الفنون العمانية الأصيلة ونحافظ عليها لتشجيع الشعراء والفرق الشعبية وبقية الفنانين على العطاء وتقديم كل ما عندهم من مواهب مخزونة في أرشيف بيوتهم، مع التماس الدعم المادي والتشجيع من الحكومة الذي يعتبر الأساس لهذا المشروع وهذا ينطبق على الفن والفنانين العمانيين الذين هم بحاجة إلى الدعم الفني بحفظ الحقوق التراثية العمانية.