كلمة عمان

الإرهاب الأسود يفرض التضامن لمواجهته

13 يناير 2017
13 يناير 2017

على امتداد العقود الماضية، عرف العالم العديد من التنظيمات والجماعات الإرهابية، من آسيا إلى الشرق الأوسط، إلى أوروبا والولايات المتحدة وصولا إلى أمريكا اللاتينية، وقد اكتوت الكثير من الشعوب بجرائم الإرهاب، ودفع عشرات الآلاف حياتهم ثمنا لتلك الأعمال الإجرامية. وبالرغم من أن التنظيمات الإرهابية، على اختلاف ألوانها ومنطلقاتها ومزاعمها، لم تفلح في تحقيق أي هدف ذي قيمة على أي مستوى، وإن نجاحها كان فقط، ولا يزال، في مجال ترويع الآمنين، واغتيال الأبرياء، وتخريب جهود التنمية، وعرقلة محاولات التقدم والبناء التي يقوم بها هذا الشعب أو ذاك، إلا إنه من المؤسف أن تتكاثر وتتعدد وتتنوع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعلى نحو غير مسبوق في السنوات الأخيرة، وهو ما أغرق العديد من الدول في المنطقة وخارجها في مواجهات وحروب تستنزف طاقاتها، وتحرمها من حشد مواردها من أجل بناء حياة أفضل لأبنائها، وهو ما يؤثر بالضرورة على حاضرها ومستقبلها.

ومن الحادث الإرهابي الإجرامي الشنيع، المتمثل في الاعتداء على دار الضيافة لوالي مدينة قندهار الأفغانية، الذي راح ضحيته عدد من الدبلوماسيين الممثلين لدولة الإمارات العربية الشقيقة، والذين كانوا في مهمة إنسانية لصالح الشعب الأفغاني، وهو ما يتعارض مع كل الأعراف والأخلاق الإنسانية، إلى الاعتداءات الإجرامية وأعمال التفجير التي تحدث في شمال سيناء بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وفي بغداد وإسطنبول وغيرها من المدن العربية والإسلامية والأجنبية، فإنه بات من الواضح أن الجماعات الإرهابية الضالعة في مثل تلك الجرائم اللاإنسانية، لا يهمها سوى القتل والقيام بعمليات إجرامية، لتأكيد وجودها واستمرارها برغم كل ما تتلقاه من ضربات متوالية.

وفي حين أدانت السلطنة بشدة الأعمال الإرهابية التي جرت في قندهار وسيناء وغيرها، وأكدت تضامنها ووقوفها إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وجمهورية أفغانستان الإسلامية في مواجهة مثل تلك الجرائم، بالنسبة للحادثين الأخيرين، فإن تكرار واتساع نطاق العمليات الإرهابية، وتجاوزها كل القوانين والأعراف باستهدافها المدنيين والدبلوماسيين بات يتطلب ضرورة العمل والتعاون والتنسيق بشكل أفضل وأكثر عمقا بين مختلف دول المنطقة، والدول الراغبة في مكافحة الإرهاب، من أجل العمل على وضع حد لتلك الظاهرة، التي سببت وتسبب الكثير من الأضرار للعديد من الدول والشعوب العربية والإسلامية وغيرها، والمؤسف أنها ترفع أحيانا شعارات تتمسح بالدين الإسلامي الحنيف، وهو منها براء. ومع إدراك أن هناك أطرا وجهودا ومحاولات كثيرة تبذل، سواء في مواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق، أو في مواجهة تنظيم القاعدة، أو غيره من التنظيمات الإرهابية، إلا أن استفحال ظاهرة الإرهاب، وبشكل غير مسبوق، يحتاج لمزيد من العزم والإرادة والجدية والتعاون ومن ثم التضامن لوضع حد له، لأن كل يوم يمر، يدفع مزيد من الأبرياء حياتهم، وتسفك دماؤهم، بسبب تلك الممارسات التي تتعارض تماما مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والإسلامية بالتأكيد.