الاقتصادية

«تجار المياه» ينتشرون في شوارع زيمبابوي نتيجة موجة جفاف

13 يناير 2017
13 يناير 2017

بولاوايو - زيمبابوي - (أ ف ب) - المياه العذبة عملة نادرة في منطقة بولاوايو في زيمبابوي التي يستشري فيها الجفاف وهي موضع تجارة لا رادع فيها مع بيعها منذ أسابيع في دلاء في الشوارع في مقابل الدولار الأمريكي. برنارد فيري عاطل عن العمل رسميا شأنه في ذلك شأن غالبية سكان زيمبابوي الا انه نصب نفسه «بائع مياه» في شوارع ثاني مدن زيمبابوي لزيادة مدخوله الشهري . ويروي قائلا «ليس لدي سيارة الا اني استأجر شاحنة صغيرة بسعر معقول لتسليم المياه.

أرباحي هامشية الا انها تدر علي بعض المال في نهاية اليوم». فهو يطلب دولارا واحدا في مقابل دلو يتسع لعشرين لترا. وهو يأخذ نصف هذا المبلغ ان قال له الزبون انه يريد الماء لاستخدامه في نظافته الشخصية أو غسل الثياب. عمله هذا مزدهر وهو يؤكد انه يبيع اكثر من ألف لتر في الأيام التي تشهد نشاطا كبيرا.

ومنذ أشهر تعاني بولاوايو (جنوب) من نقص حاد في المياه. وتختنق زيمبابوي شأنها في ذلك شأن دول افريقيا الجنوبية الأخرى تحت وطأة شمس حارقة تقضي على المزروعات وتجفف المياه الجوفية والمجاري المائية.

فالجفاف يسيطر للسنة الثالثة على التوالي على المنطقة وقد تفاقم أيضا مع ظاهرة «إل نينيو» المناخية ما اضطر السلطات في المدينة وفي العاصمة هراري إلى تقنين المياه. رسميا، لا يتجاوز انقطاع المياه ثلاثة أيام متتالية. لكن من الشائع في بعض الأحياء ان تبقى المياه مقطوعة لأسابيع عدة. واعتمدت السلطات البلدية نظاما لتوزيع المياه بشكل طارئ بواسطة صهاريج أو حول الابار الا انه بات عاجزا أمام الطلب المرتفع. لذا فان الأوساط غير الرسمية تولت الوضع سريعا كما هي الحال دائما في زيمبابوي.

مبدعون

وانتشرت في الشوارع ألواح إعلانية كتبت عليها على عجل وعود جذابة من قبيل «نحفر ابارا» و«صهاريج مياه من عشرة آلاف ليتر و خمسة آلاف ليتر و2500 ليتر و500 ليتر».

وبسبب عدم توافر البديل، يلجأ الكثير من السكان الى باعة المياه هؤلاء. ماندلا دونغيني اصبح خبيرا في هذه التجارة. ويوضح «احدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مياه واتصل بهم وأجد حلولا لتوصيلها اليهم أما خلال الليل أو خلال النهار بطريقة متكتمة». ويضيف هذا الرجل العاطل عن العمل بفخر «سكان زيمبابوي عرفوا مآس كثيرة. ما جعلنا مبدعين في إيجاد الحلول سريعا». ويحكم الرئيس روبرت موجابي البلاد بقبضة حديد منذ العام 1980 وهي تمر بأزمة حادة منذ حوالي 15 عاما. وتعاني من نقص خانق في السيولة ومن بطء شديد في الاقتصاد فيما 90 % من يدها العاملة لا تنعم بعمل رسمي.

وسعت بلدية بولاوايو إلى منع نظام توزيع المياه الموازي هذا من دون ان تفلح في ذلك. وتقول المستشارة البلدية المكلفة شؤون البيئة سيلاس شيغورا «نوعية المياه غير مضمونة».

قلق على الصحة

ويثير احتمال وقوع كارثة صحية قلق جزء من السكان . فكثير من مواطني زيمبابوي لا يزالون يذكرون وباء الكوليرا الذي أودى بحياة ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص في العام 2008 والناجم خصوصا عن الوضع المتداعي لشبكة توزيع المياه .

وتؤكد ماندلا غوميدي المقيمة في حي ماغويغوي في ضاحية المدينة «انقطاع المياه لمدة 72 ساعة ليس بالأمر السهل. وحدها الإرادة الإلهية جنبتنا الأوبئة» حتى الآن.

وبانتظار عودة المياه إلى المنازل، عمد الكثير من سكان هذه الضاحية إلى تخزين عشرات قناني المياه في إجراء احترازي. وقد حولت سونيني نديويني (54 عاما) إحدى غرف منزلها إلى مستودع.

وهي ترفض حتى الآن شراء المياه من الباعة غير القانونيين. وتؤكد «انا قلقة على الصحة. فمن غير المضمون استخدام مياه لا نعرف مصدرها لذا احفظ ما يكفي من مياه الشرب.

واذا اضطررت يوما الى شراء المياه فاستخدمها فقط للاستحمام وغسل الملابس».

ورغم هذا التحفظ يبقى برنارد فيري على قناعة بان مستقبل تجارته زاهر. فوكالات الأمم المتحدة تفيد ان الجفاف لم يبلغ ذروته بعد.

ويؤكد بائع المياه «نحن نكتفي بتلبية الطلب.

والناس يقدرون الخدمة التي نقدمها لهم».