897381
897381
العرب والعالم

المجتمع الدولي يجتمع لتأكيد تأييده حل الدولتين غدا

13 يناير 2017
13 يناير 2017

روسيا تجدد استعدادها للقاء بين عباس ونتانياهو -

باريس-موسكو-(أ ف ب) -(د ب ا):تجتمع اكثر من 70 دولة في باريس غدا لتأكيد ان حل الدولتين يشكل الحل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس دونالد ترامب الذي تثير مواقفه من القضية قلقا لدى عدد من الأطراف المعنيين بالملف.

ويندرج المؤتمر الذي هاجمته إسرائيل ووصفته بانه «خدعة» في إطار مبادرة فرنسية انطلقت قبل سنة لتعبئة المجتمع الدولي حول احد اقدم النزاعات في العالم وحض الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وحذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت مجددا في مقال نشر في صحيفتي «لو موند» الفرنسية و«هآرتس» الإسرائيلية من «المخاطر» التي تهدد حل الدولتين القائم على دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل والذي تعتبره الأسرة الدولية بمعظمها أساسا للتسوية.

وكتب ايرولت «في كل يوم يمر تزداد بعدا فرص التوصل إلى حل للنزاع»، مع استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والهجمات الفلسطينية في إسرائيل وحالة الإحباط بين الفلسطينيين وتجذر الخطابات السياسية وجمود المفاوضات منذ عامين.

ولن يصدر اي اعلان ملموس عن مؤتمر غدا الذي يجمع قرابة 75 بلدا ومنظمة دولية وانما بيان يذكر بالقرارات الدولية ذات الصلة والمبادئ التي أقرتها الأسرة الدولية على مدى سبعين عاما. وجمع مؤتمر سابق عقد في 3 يونيو نحو ثلاثين بلدا.

وقال دبلوماسي فرنسي «يبدو لنا مهما ان يؤكد 70 بلدا في الظروف الحالية ان حل الدولتين هو الوحيد الممكن .الأمر بهذه البساطة، وليس اكثر.

ينبغي التاكيد على هذا الموقف وان يعلم به الجميع في هذه الفترة المضطربة».- اشارات سلبية - فمؤتمر باريس يكتسي قبل شيء أهمية رمزية لانعقاده قبل خمسة أيام من تنصيب دونالد ترامب الذي تثير مواقفه الارتجالية قلق الدبلوماسيين العاملين على هذا الملف الحساس.

وقال رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو ان المؤتمر «من مخلفات الماضي، انه اللحظات الأخيرة من الماضي قبل حلول المستقبل»، في ما يؤشر إلى اي مدى يعول اليمين الإسرائيلي على رئاسة ترامب.

واذا كانت واشنطن برهنت على الدوام حرصها على مصالح إسرائيل فان ترامب خطا خطوة اضافية عندما وعد خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب اليها.

وشكل وعده هذا خروجا على السياسة التي اتبعتها واشنطن والأسرة الدولية بمعظمها والتي تعتبر ان مسألة القدس يجب ان تحل في اطار المفاوضات.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة.

وسيكون الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قرارا احادي الجانب قد «يؤجج التوتر على الارض» وفق الدبلوماسي الفرنسي الذي اشار مع ذلك إلى الغموض الذي يحيط بالعلاقة ما بين وعود ترامب المرشح ومواقف ترامب الرئيس.

وقال باسما «نترقب جميعنا بقلق التغريدة التي سيعلن فيها قراره نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس».ويثير الامر مخاوف لدى الفلسطينيين الساعين الى تدويل النزاع.

وقال المسؤول في السلطة الفلسطينية محمد اشتية قبل فترة قصيرة ان «كل المؤشرات سلبية» بالنسبة للمواقف التي سيتخذها ترامب حول النزاع.

ويعتبر مؤتمر باريس الحدث الاخير في سلسلة من الالتزامات المؤيدة لعملية السلام القائمة على حل الدولتين قبل القفز في المجهول مع الانتقال الى الادارة الاميركية الجديدة.

وقبل شهر من مغادرته البيت الأبيض سجلت إدارة اوباما موقفا ازاء الملف عبر امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي.

والقرار وهو الاول منذ 1979 اثار غضب ترامب الذي دعا واشنطن الى استخدام حق النقض.

بعدها بأيام، دان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي سيشارك غدا في مؤتمر باريس في خطاب الاستيطان الإسرائيلي وكرر التأكيد على الثوابت المرجعية لحل النزاع.

من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن استعداد بلاده لاستضافة اجتماع يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مشيرا إلى «أننا أبدينا الاستعداد لاستقبال الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي في موسكو في سبتمبر الماضي.

ونظل مستعدين». جاء ذلك خلال لقاء لافروف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في موسكو أمس بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.

وأكد لافروف، خلال اللقاء، قلق بلاده لتعثر مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، موضحا أن الأمر الأكثر قلقا هو «أن فراغ المناقشات ذات المضمون يملأه المتطرفون». وقال لافروف: سنبذل قصارى جهدنا للمساعدة على إطلاق المفاوضات المباشرة ذات المضمون بين إسرائيل وفلسطين». وأشار إلى ان موسكو تنتظر أن «يؤكد الطرفان (الفلسطيني والإسرائيلي) استعدادهما» لعقد اللقاء في العاصمة الروسية.

واضاف لافروف ان موسكو سوف تحتضن الأسبوع المقبل اجتماعا جديدا يضم «كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والذين يتعاونون معها». ونوه لافروف بأن اجتماعات «أصدقاءنا الفلسطينيين» التي تحتضنها موسكو تمثل فرصة هامة لمناقشة ما يختلفون عليه والتوصل إلى اتفاقات تضمن الوحدة الفلسطينية.

ومن جانبه، أكد عريقات استعداد الطرف الفلسطيني للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في موسكو. وسلّم عريقات لافروف رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

يذكر أن مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة منذ عام 2014.