العرب والعالم

جاسوس بريطاني عمل في روسيا صاحب «التقارير المشبوهة» عن ترامب

12 يناير 2017
12 يناير 2017

الكرملين: نأمل أن يتوافق بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب -

عواصم - (وكالات): قالت مصادر مطلعة إن كريستوفر ستيل الذي كتب تقارير تزعم أن عملاء روسا جمعوا معلومات مثيرة للشبهات عن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو ضابط سابق بجهاز المخابرات البريطانية.

وقال مسؤولون سابقون في جهاز المخابرات البريطانية المعروف باسم إم آي-6: إن ستيل قضى سنوات يعمل لحساب الجهاز متخفيا في عباءة السلك الدبلوماسي في روسيا وباريس وفي وزارة الخارجية في لندن.

وبعد ترك العمل في جهاز المخابرات زود ستيل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بمعلومات عن وقائع فساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء: إن ما قدمه من معلومات عن الفساد في كرة القدم العالمية هو الذي منح المصداقية لتقريره عن جمع معلومات عن ترامب في روسيا.

ففي البداية تعاقدت شركة للأبحاث السياسية في واشنطن اسمها فيوجن جي.بي.إس مع ستيل لإجراء تحريات عن ترامب لحساب مجموعة غير معروفة من الجمهوريين تريد منع ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن جيب بوش أحد منافسي ترامب الستة عشر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016 هو الذي تعاقد في البداية مع ستيل. ولم يتسن على الفور التحقق من صدق رواية هيئة بي.بي.سي.

وأبقت شركة فيوجن جي.بي.إس على تعاقدها مع ستيل بعد فوز ترامب بترشيح الجمهوريين ووصلت معلوماته إلى شخصيات في الحزب الديمقراطي وبعض العاملين في حقل الإعلام.

وفي يوليو بدأت تعاملات ستيل مع مكتب التحقيقات الاتحادي فيما يتعلق بترامب. في البداية كانت الاتصالات مع الضابط الكبير الذي بدأ التحقيق في قضية الفيفا ثم انتقلت بعد ذلك إلى موقع في أوروبا.

لكن ستيل قطع اتصالاته مع مكتب التحقيقات الاتحادي قبل حوالي شهر من انتخابات الرئاسة في الثامن من نوفمبر؛ لأنه شعر بخيبة أمل من بطء ما يحرزه مكتب التحقيقات من تقدم.

وقال مسؤولون مطلعون على سير التحقيقات: إن مكتب التحقيقات الاتحادي فتح تحقيقات أولية في تعاملات ترامب وفريق العاملين معه مع الروس بناء على عدة عوامل من بينها تقارير ستيل.

غير أن المسؤولين قالوا: إن مكتب التحقيقات أبطأ سير التحريات في الأسابيع التي سبقت الانتخابات لتجنب التشويش على عملية الإدلاء بالأصوات. وقالوا: إن ستيل تزايد شعوره بالإحباط وتوقف عن التعامل مع مكتب التحقيقات الاتحادي بعد أن استخلص أن المكتب ليس جادا في التحقيق فيما زوده به من معلومات.

ولعدة أشهر ظلت تقارير ستيل تتداول فيما بين وسائل إعلامية كبرى من بينها رويترز لكن لم تتمكن المؤسسات الإعلامية ولا أجهزة إنفاذ القانون أو الاستخبارات الأمريكية من دعمها بالأدلة.

ونشر موقع باز فيد الالكتروني بعض تقارير ستيل عن ترامب يوم الثلاثاء لكن الرئيس المنتخب ومساعديه قالوا فيما بعد إن هذه التقارير زائفة. كما أكدت السلطات الروسية زيفها. وقال زملاء لستيل يوم الأربعاء إنه لا يمكن الاتصال به للتعقيب.

وقال كريستوفر باروز المدير بشركة أوربيس والشريك في تأسيسها مع ستيل لصحيفة وول ستريت جورنال التي كانت أول من نشر اسم ستيل إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي قيام الشركة بإعداد التقارير المنشورة عن ترامب.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس: إن موسكو تتوقع أن يتوافق الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

ونقلت وكالة اتار تاس الروسية للأنباء عن بيسكوف القول تعليقا على أحدث تصريحات ترامب إن موسكو تأمل أن يتوافق الرئيسان.

وقال بيسكوف بشأن تصريحات ترامب عن استعداده للحوار مع موسكو«هذا لا يعني أن هناك استعداد للتوافق على كل شيء بيننا، هذا أمر يكاد أن يكون مستحيلا»، وأضاف: «موسكو لا تتوقع ذلك. ولكن إجراء حوار، نأمل أن يحدث ذلك».

وأوضح «الرئيس بوتين أظهر بوضوح من خلال أفعاله وبياناته استعداده لاحترام شركائنا» مضيفًا: «مع ذلك يجب أن يكون الاحترام متبادلاً وليس أحاديًا».

وأجاب بيسكوف على سؤال بشأن اتهام أمريكا لروسيا بشن هجمات إلكترونية ضدها، قائلا «الوضع أصبح هستيريا». وبسؤاله بشأن ما قاله المرشح لتولي وزارة الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون أنه على روسيا تقديم رد مناسب حول الهجمات الإلكترونية «هذه القضية أصبحت هستيرية، ونحن نعلم أن في هذه الأجواء لا يمكن التوصل لحل عقلاني، علينا أن ننتظر حتى تنتهى حالة الهستيريا».

من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس أن القيام بمحاولات للتأثير على انتخابات وطنية من الخارج، أمر: غير مقبول»، وذلك بعد أيام على نشر تقرير حول تدخل روسيا في الحملة الرئاسية في الولايات المتحدة.

وقال ستولتنبرج في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل «نحن بالطبع نشعر بالقلق حول الأمن الالكتروني»، مشيرا إلى الهجمات المعلوماتية التي تعرض لها «عدد كبير من الحلفاء في الحلف الأطلسي»، وأضاف: إن «كل محاولة للتدخل والتأثير على انتخابات وطنية من الخارج مسألة غير مقبولة».