المنوعات

وحيد القرن يستغل المراحيض الجماعية في التواصل مع أقرانه

12 يناير 2017
12 يناير 2017

بريتوريا «د.ب.أ»:- قال باحثون من جنوب إفريقيا: إن حيوان وحيد القرن الأبيض يستغل أماكن التبرز الجماعي في معرفة معلومات اجتماعية عن أقرانه، حيث يستطيع ذكر وحيد القرن على سبيل المثال الاعتماد على رائحة البراز في هذا المكان لمعرفة ما إذا كان هناك منافس له داخل منطقته، وما إذا كانت هناك أنثى بالقرب منه مستعدة للتزاوج. وحيث إن المراحيض الجماعية معتادة لدى العديد من الحيوانات الثديية فإن العلماء يرجحون أنه يوجد هذا النوع من التواصل بين أنواع أخرى من هذه الحيوانات، وذلك حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف كورتني مارنيويك من جامعة كوازولو-ناتال في مدينة بيترماريتزبرج بجنوب إفريقيا في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس الأول في مجلة «بروسيدنجس ب» التابعة للأكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا.

وحسب الدراسة فإن هناك مراحيض جماعية أيضا لدى أنواع من الغزلان والظبي والذئاب البرية.

ولفحص فضلات الحيوانات من ناحية روائحها قام الباحثون بشفط 150 عينة من روائح براز الخرتيت الأبيض في حديقة هلو هلوي الوطنية في جنوب إفريقيا، وحللوا هذه الروائح فيما يتعلق بالتركيبات الجينية العضوية الموجودة بها، ووجدوا أنه من الممكن التعرف بشكل مؤكد على جنس أحد حيوانات وحيد القرن الأبيض وسنه اعتمادا على هذه الأبخرة.

كما يعطي براز هذه الحيوانات معلومات بشأن ما إذا كان أحد عجولها من سكان المنطقة، وما إذا كانت هناك أنثى في منطقة المرحاض مستعدة للتزاوج. وبعد أن حلل فريق الباحثين المركبات العضوية في هذه الأبخرة قاموا بتقليد أبخرة مميزة للبراز بشكل صناعي، كما صنعوا في المختبر أكواما من البراز زودوها بالروائح التي صنعوها،وحرصوا في ذلك على أن تبخر هذه الأكوام الصناعية روائحها على مدى 72 ساعة على الأقل.

وكان من بين هذه الأبخرة رائحة العجل القائد للقطيع و رائحة أنثى مستعدة للتزاوج. ثم راقب الباحثون الموقع ورأوا كيف تصرفت عجول الخرتيت عند التعامل مع البراز الصناعي ووجدوا أنه عندما عثر أحد أفراد القطيع في البراز على رائحة مزعومة لأحد المنافسين فإنه كان يحرص على التردد على هذا البراز بشكل متكرر وكان أكثر يقظة.

وأوضح الباحثون أن وجود خرتيت منافس داخل المنطقة يمثل تهديدا محتملا للخرتيت صاحب المنطقة.

ولكن عندما كانت المركبات العضوية لأنثى جاهزة للتزاوج تفوح من براز ما فإن ذكر الخرتيت كان يقف عند هذا البراز فترة أطول عن المعتاد، وكان أشد يقظة أيضا، كما كان يتردد مرات أكثر على هذا البراز، وذلك لمقابلة الأنثى والتناسل معها على الأرجح.

ولا يعرف العلماء على وجه الدقة كيفية نشأة الروائح المميزة لكل حالة، ولكنهم يرجحون أن الهرمونات تلعب دورا رئيسيا في ذلك، وأنه عندما يصبح أحد ذكور القطيع قائدا للقطيع فإن نسبة هورمون التستوستيرون لديه ترتفع مما يغير تركيبة البكتريا داخل أمعائه، وبذلك يغير رائحة فضلاته حسبما استنتج الباحثون.

وكان من المعروف حتى الآن أن بعض أنواع الحيوانات الثديية توصل معلومات عن نفسه عبر بولها.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تؤكد أن البراز يلعب هو الآخر دورا هاما في التواصل. وأكد الباحثون أن التعرف على المعلومات التي يوصلها براز الحيوانات ضروري لفهم كيفية تواصل الحيوانات الثديية التي تتبرز في أماكن جماعية.