العرب والعالم

الحسيني: مخاطر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس جدية

11 يناير 2017
11 يناير 2017

القدس- الأناضول - : حذر عدنان الحسيني، وزير «شؤون القدس»، في السلطة الفلسطينية، من أن مخاطر إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على اتخاذ قرار قريب بنقل سفارة بلاده من مدينة تل أبيب إلى القدس، جدية جدا.

وقال الحسيني، ردا على سؤال لوكالة الأناضول، خلال لقائه مع عدد محدود من الصحفيين ، في مكتبه شمالي القدس امس: «الموضوع خطير جدا، فالقضية ليست كما في المرات السابقة»، وأضاف: «صحيح أن الرؤساء السابقين وعدوا في حملاتهم الانتخابية بنقل السفارة ثم لم ينفذوا، ولكن الوضع مع ترامب مختلف»، وأضاف: «الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب وعد بنقل السفارة في حملته الانتخابية، ولكن بعد مرور أكثر من شهر على إعلان فوزه في الانتخابات ما زال المقربون منه ينقلون عنه بأنه جاد في تنفيذ هذا الوعد». وكان ترامب الذي انتخب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، قد وعد خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، ومن المقرر أن يجري تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة في الـ20 من الشهر الجاري. وفي أعقاب فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية ، عولت إسرائيل الكثير على تصريحاته المؤيدة لها خلال حملته الانتخابية ، وطالبته مرارًا بتنفيذ وعوده بنقل سفارة بلاده.

ويؤكد الوزير الفلسطيني، أن المؤشرات التي تتلقاها السلطة الفلسطينية، بهذا الشأن «خطيرة للغاية». ويضيف: «لذلك فقد تحركنا على أكثر من صعيد، بما في ذلك توجيه الرئيس محمود عباس رسالة إلى ترامب قبل يومين يشرح فيها مخاطر هكذا خطوة». وحذر الحسيني من أنه إذا ما نفذ ترامب وعده ، فإن الأمور ستعود إلى المربع الأول، وأضاف: «يبدو أن الأمور جدية هذه المرة»، ورأى أن تنفيذ الخطوة ، «سوف يعيد الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المربع الأول»، وقال: «كل ما تم من ترتيبات بيننا وبين الإسرائيليين سيكون من الماضي، ولن يتم احترام أي ترتيبات ، لأن القدس قضية محورية في حقوق الشعب الفلسطيني ولن نتنازل عنها». وأضاف: «أعتقد أننا مقدمون على أوضاع صعبة ونأمل أن تتغير الأمور، وألا ينفذ ترامب وعده وإلا فإننا على مفترق طرق قريب جدا». واستهجن الحسيني الصمت العربي والإسلامي، على الإعلانات المتكررة من جانب المقربين من ترامب عن نقل السفارة ، وقال: «يبدو أننا نعيش في جو عربي وإسلامي متآكل، فلا يعقل أن تصدر هكذا تصريحات أمريكية ، دون أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي.. حتى الإدانة لم تصدر عنهم فماذا ينتظرون؟». وأضاف: «نحن أمام مرحلة خطيرة للغاية، نحن أمام أوضاع صعبة للغاية»، ولفت الحسيني إلى أن «نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل»، وقال: «طبقا للاتفاقيات التي رعتها الولايات المتحدة، فإن قضية القدس مؤجلة ضمن قضايا الحل النهائي، وبالتالي لا يجوز لأي طرف أن يحدد مستقبل المدينة من طرف واحد».

وأضاف: «بالتالي فإنه إذا ما اعترفت أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ، تكون قد أجهزت على كل شيء، وما بعد نقل السفارة لن يكون إطلاقا ما قبله». وأعرب الحسيني عن أمله بأن يتسم الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب بالحكمة، وألا يقدم على هذه الخطوة. وقال: «نأمل أن يعي مستشاروه خطورة الموقف، وأن ينصحوه بألا يقدم على هذه الخطوة». وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد وقّع في الأول من الشهر الماضي قرارا بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لمدة 6 أشهر ، ومنذ تبني الكونجرس الأمريكي قرارا في العام 1995 بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة «من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة»، حسبما تنص تلك القرارات، وتعد القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة، وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن المعتقلين القدامى في سجونها، والالتزام بحل الدولتين على أساس حدود 1967.