العرب والعالم

الرئيس المنتخب يواجه الصحافة بعد نشر وثائق «قد تكون محرجة» حول علاقاته بموسكو

11 يناير 2017
11 يناير 2017

أوباما يحث على الالتزام بالقيم ويلمح لرفضه مواقف ترامب في خطابه الأخير -

عواصم - وكالات: غداة خطاب باراك أوباما الوداعي، تم تسليط الأضواء على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي أجاب على أسئلة الصحفيين بعد نشر وثائق قد تكون محرجة حول علاقاته مع موسكو.

وقبل عشرة أيام من توليه منصبه رئيسا للقوة العالمية الأولى، عقد رجل الأعمال (70 عامًا) مؤتمره الصحفي الأول منذ انتخابه قبل شهرين.

وعقد المؤتمر الصحفي تمام الساعة 11,00 (16:00 ت غ) في برج ترامب، في قلب مانهاتن. وفي هذا المبنى الزجاجي نفسه كان ترامب اعلن في 16 يونيو 2015 ترشيحه بينما كان ينزل على الدرج الكهربائي في لقطات نالت شهرة واسعة.

وكانت وسائل إعلام عدة كشفت عن وجود وثيقة في 35 صفحة عبارة عن معلومات جمعها ودونها عميل سابق من جهاز الاستخبارات البريطانية تعتبره الاستخبارات الأمريكية ذا مصداقية، بين يونيو وديسمبر 2016 لصالح معارضين سياسيين لترامب.

وأبلغ مسؤولو الاستخبارات الأمريكية ترامب الأسبوع الماضي بان روسيا جمعت لسنوات معلومات محرجة عن حياته الشخصية والمالية، حسبما أوردت وسائل الإعلام الأمريكية عشية المؤتمر الصحفي الأول لترامب.

ونفى الكرملين هذه الاتهامات بشكل قاطع مؤكدًا انه لا يملك «اي معلومات محرجة» حول ترامب او منافسته في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري ببسكوف ان «فبركة مثل هذه الأكاذيب هو محاولة واضحة للإساءة لعلاقاتنا الثنائية» قبل تنصيب ترامب المؤيد لتقارب مع موسكو، في منصبه الأسبوع المقبل.

قبلها بساعات، علق ترامب في تغريدة «معلومات كاذبة وحملة سياسية مغرضة».

وتابعت وسائل الإعلام ان مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قدموا للرئيس المنتخب ملخصا من صفحتين للملف، وعرضوا عليه تقريرهم الذي رفعت عنه السرية جزئيا الجمعة واستعاد مجمل عمليات القرصنة المعلوماتية والتضليل الإعلامي الروسي في الولايات المتحدة.

وهذه المعلومات، على الرغم من العديد من المناطق الرمادية التي تشوبها، أدت إلى اضطراب الكونغرس.

ويعتبر عرض هذا الملخص على ترامب وأوباما والعديد من المسؤولين في الكونغرس دليلا على الأهمية التي توليها الاستخبارات الأمريكية لهذه المعلومات.

ابتزاز

نشر موقع «بازفيد» الملف المكون من 35 صفحة أمس الأول لكنه أوضح انه غير قادر على التحقق من مصداقيته. كما ان مصادر رسمية لم تؤكد صحته أيضا. ويتضمن الملف الذي بدا بالانتشار في الأوساط السياسية والإعلامية في واشنطن منذ أسابيع خصوصا:

- معلومات يبدو أنها محرجة لترامب بينها وجود تسجيل فيديو له مضمون محرج صوره عناصر من الاستخبارات الروسية سرا خلال زيارة قام بها ترامب إلى موسكو عام 2013 بهدف استخدامه لاحقًا لابتزازه.

- معلومات حول تبادل مفترض لمعلومات استخباراتية طيلة سنوات عدة بين ترامب ومقربيه والكرملين.

إلا أن مستشارة ترامب كيليان كونواي صرحت لشبكة «ان بي سي» «انها مجرد مصادر لم تكشف هويتها».

ونفى مايكل كوهين محامي ترامب ونائب رئيس المؤسسة التي تملكها أسرة الرئيس المنتخب المعلومات التي تتضمن مرات عدة وبالتفصيل رحلة قام بها كوهين نفسه إلى براج أواخر اغسطس ومطلع سبتمبر للقاء مسؤولين روس. وكتب كوهين على تويتر «لم اتوجه الى براغ في حياتي».

«كارثي»

وعلق السناتور الديموقراطي كريس كونز لشبكة سي ان ان «اذا تاكدت هذه الادعاءات بحصول تنسيق بين حملة ترامب وعملاء روس فان ذلك يثير الصدمة فعلا وسيكون كارثيا».

من جهته، دعا براين فالون، المتحدث السابق باسم هيلاري كلينتون، زعيم الاكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الى السماح بتشكيل لجنة تحقيق خاصة في المسألة.

وكانت حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية شابتها شائعات بوجود علاقات بين مقربين من ترامب وروسيا خصوصا حول الدور المريب على ما يبدو الذي لعبه كارتر بيج المستشار في السياسة الخارجية والقريب من موسكو.

وكان الزعيم السابق للديموقراطيين في مجلس الشيوخ الامريكي هاري ريد الذي اطلع على معلومات مصنفة سرية، اعرب عن قلقه لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي «اف بي آي» جيمس كومي في أغسطس وفي أكتوبر الماضي.

وكتب ريد في 27 أغسطس «من الواضح الان ان لديكم معلومات خطيرة بوجود علاقات وثيقة وتنسيق بين دونالد ترامب ومستشاريه المقربين والحكومة الروسية»، وطالب «اف بي آي» بفتح تحقيق في القضية.

عداوة شخصية

ورفض كومي لدى سؤاله تأكيد أو نفي إطلاق مثل هذا التحقيق.

وتجمع أجهزة الاستخبارات الأمريكية على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر شخصيا بشن حملة قرصنة وتضليل إعلامي لتقويض حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي كان يشعر إزاءها بعداوة شخصية منذ كانت وزيرة للخارجية (2009-2013) ولدعم حظوظ ترامب بالفوز.

وكان خليفة أوباما الذي انتخب في نوفمبر الماضي، قد دعا خلال حملته إلى التقارب مع روسيا ورفض مرارا ما تؤكده الإدارة الأمريكية الحالية حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

من جهته حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين على التمسك بالقيم ونبذ التمييز في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لانتقال السلطة إلى خليفته الجمهوري دونالد ترامب.

وفي خطاب مفعم بالمشاعر شكر أوباما عائلته واعتبر الفترة التي قضاها رئيسا للولايات المتحدة أكبر شرف له في حياته حث أوباما الأمريكيين على تبني رؤيته للتقدم ورفض بعض السياسات التي روج لها ترامب خلال حملته الانتخابية لنيل المقعد الرئاسي.

وقال أوباما الليلة قبل الماضية في كلمته الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة أمام حشد ضم نحو 18 ألف شخص في مسقط رأسه في شيكاغو «مثلما ينبغي علينا كمواطنين أن نظل يقظين في مواجهة أي عدوان خارجي.. علينا أيضا أن نحذر من ضعف في القيم التي جعلتنا على ما نحن عليه.»

وكان ترامب الذي يتولى السلطة في 20 يناير قد اقترح حظرا مؤقتا على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة كما اقترح بناء جدار على الحدود مع المكسيك والتخلي عن اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ وعن قانون إصلاح الرعاية الصحية الذي أقره أوباما.

وأعلن أوباما رفضه الواضح لتلك المواقف خلال خطابات نارية في إطار الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لكنه تبنى خطابا أهدأ بعد أن فاز ترامب في الانتخابات.

وأوضح أوباما خلال كلمته الأخيرة أن مواقفه لم تتغير وقال إن جهوده لإنهاء اللجوء إلى التعذيب وإغلاق سجن جوانتانامو في كوبا كانت جزءا من تحرك أوسع لدعم القيم الأمريكية.

وقال أوباما: «لذا أرفض التمييز ضد الأمريكيين المسلمين» في إشارة واضحة إلى ترامب لقيت تصفيقا قويا بين الحضور.