maryam
maryam
أعمدة

مزاجك رايق؟

11 يناير 2017
11 يناير 2017

مريم سرحان -

[email protected] -

كثيراً ما يتداول هذا السؤال بين الأغلب خلال يومهم، فأصبح المزاج هو من يتحكم في الإنسان ويومه ومن المفترض أن يكون العكس، كيف لمزاج أن يقرر كيف يكون يومك؟ عجيب! وازداد الأمر ليقرر كيف يكون تعاملك مع الغير، فبعضهم يرفض الحديث معك بسبب (أنا مالي مزاج اليوم!)

من الطبيعي جداً أن يتأثر بعض الأحيان المزاج ببعض العوامل المؤثرة، كأحداث لم تكن بالحسبان أو تعامل سيئ من قبل بعض الأشخاص فيؤثر ذلك على محتوى مزاج الإنسان. وتأثر مزاج الإنسان من الممكن أن يؤدي إلى ردات فعل أخرى، كرفض الحديث مع البعض، زيادة العصبية، أو حتى اتخاذ قرارات يندم عليها الإنسان فيما بعد.

انتبه مع ما سأكتبهُ الآن .. هل من حق حدث معين أن يقرر انهاء يومي من أوله؟ هل من حق تعكر مزاجي أن يغير من أسلوبي وطريقة تعاملي مع من حولي؟ أليس بإمكاني تغيير هذا المزاج مثل ما قام هو بتغيير نفسه؟ .. وأسئلة كثيرة لها إجابة واحدة، أنت قادر على اختيار مزاجك بنفسك.

«العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها» هذا ما قاله الروائي نجيب محفوظ، إذاً لنراجع انفسنا قليلاً في تقلب مزاجنا وتأثُرنا ببعض الأحيان لتجعل مزاجنا مختلف، نحن قادرين على احترام فكرة أن هناك أحداث أو أشخاص من الممكن أن يغيرون مزاجنا، إذاً نحنُ قادرين على التحكم بمزاجنا، ولا ننكر بأن هناك أشياء من لاشيء قد تغير مزاجنا، وإذاً إن مزاجنا كفيل بأن يحدث قلق وتوتر في علاقاتنا مع بعض الأشخاص، والسبب هو مزاجنا فقط !

هناك حلول كثيراً لنتغلب على المزاج، بسيطة جداً اجلس مع نفسك قليلاً، ما هو الشيء إذا فعلته ستكون سعيداً أو تشعر بالارتياح أو ينسيك عبء اليوم والمزاج المتقلب، فكر ولابد أن تحصل على إجابة مثالية كـ (أكل قطعة شوكولاتة، احتساء كوب من القهوة، محادثة شخص عزيز، الجري، الجلوس في عزلة) وغيرها الكثير من الإجابات، لابد أن تبحث كثيراً بداخلك عن إجابة لتتوصل لإجابة مثالية تكون دواءً لمزاجك.

أنت قادر على إنجاز العديد من الأهداف والطموحات خلال اليوم، وقادر على أن تنشر سعادة وترسم بسمة من الممكن أن تُؤثر على من حولك، كما أنه يجب أن تتذكر بأنك قدوة لأحدهم وأنت لا تعلم، كُن حريصاً كل الحرص على أن لا تجعل مزاجك يؤثر على يومك أو على من حولك من أصدقاء وأقارب، وفي اللحظة التي يتغير فيها مزاجك اغمض عينيك وخذ نفساً عميقاً واذهب للدواء الذي بحثت عنه وتوصلت إليه، احتسِ دواءك بحب وأكمل يومك بسعادة وتفاءل بأن كل سيئ يحدث هو يخبرنا أننا سنفرح في نهاية المطاف.