fatma
fatma
أعمدة

رايها : خطوات النجاح

11 يناير 2017
11 يناير 2017

فاطمة الإسماعيلية -

هل بداخل كل منا قائد؟ كثيرة هي دورات التنمية البشرية التي تتحدث عن القيادة، وتتناول صفات القائد الناجح ومميزاته وما اذا كانت القيادة صفة وراثية أم أن للبيئة التي يعيش فيها الإنسان تأثيرا في تكوينها، بعض الآراء تتجه للقول: إن القادة ليسوا فقط هم القادة العسكريون والسياسون أو الاقتصاديون، واعتبروا كل من يستطيع أن يحدث تغييرا إيجابيا في حياته وحياة الآخرين قائدا ناجحا، كذلك من يحرص على مساعدة الآخرين ولا يستأثر لنفسه بأية معلومة مفيدة، ويعرف كيف يتعامل مع من حوله بمرونة ويتمتع بحس المسؤولية.

وإذا تتبعنا سيرة القادة العظماء نجد أنهم كانوا يستثمرون كل دقيقة بشكل إيجابي في القراءة طلبا للعلم، ويبتعدون عن إهدار الوقت بالحديث الفارغ، ويجالسون الأشخاص الإيجابيين الذين ينهلون منهم ما هو مفيد وليس العكس، ويتحكمون في الظروف التي حولهم ولا يجعلونها تؤثر عليهم بطريقة سلبية.

وإذا ما اعتبرنا كل إنسان قائدا في عمله أو حياته الاجتماعية المتعددة، فإنه - باعتقادي- الأم هي قائد بمنزلها لما تبذله من تضحيات مع أبنائها وتقضي معهم أطول فترة وتحرص على تربيتهم على أكمل وجه، وبلا شك فإن تعاون الوالدين مهم لغرس الصفات القيادية في أبنائهم منذ نعومة قلوبهم، كحثهم على الإتقان في أي عمل وتحمل المسؤولية وتشجيعهم على الحوار وطرح الأسئلة الإيجابية، والأهم الحث على القراءة والاطلاع والإنصات بشكل جيد.

وأيضا فإن المعلم قائد في فصله يبحث عن مواطن الإبداع والابتكار في داخل طلابه، محبوب ومخلص في عمله ويعرف كيف يعاملهم بود ليكسبهم، ليعطوا الطلاب كل ما لديهم. يقول أحد مدربي التنمية البشرية: هناك نوعان من القادة: احدهما الذي يحزن من يعملون معه عندما يحين رحيله والآخر يفرحون لرحيله- وهذا يعتمد بكل تأكيد على أسلوب التعامل– فمن الأهمية أن يتمتع القائد بالهدوء والاتزان في معالجة الأمور والرزانة والتعقل عند اتخاذ القرارات والمرونة وسعة الأفق والقدرة على ضبط النفس عن اللزوم.

وأنا أرى أن القائد الحقيقي هو من يختار كلماته بأناقة تامة كما يختار هندامه، وتغلب إنسانيته في التعامل مع من حوله ويكون مبادرا دائما، وينسب النجاح لجميع من حوله ويتحمل الخطأ بكل شجاعة، ويحرص على تطوير فريقه ويبتعد عن الإحباط ويركز على مواطن الإبداع لديهم، وليكن كل منا على يقين بأنه داخل كل منا قائد مسؤول عن تصرفاته وإذا أبحر بحياته نحو تلك الصفات سيصل لطريق النجاح في أي مجال كان.