893853
893853
عمان اليوم

الصحة: الأمراض غير المعدية عبء كبير على كاهل الدولة

10 يناير 2017
10 يناير 2017

المسح الصحي يشمل 9045 أسرة على مستوى السلطنة -

أكدت وزارة الصحة أن الأمراض غير المعدية تمثل عبئًا كبيرًا على الدولة باعتبارها من أكثر المشاكل الصحية في السلطنة.

وأشارت نتائج المسح الصحي العالمي الذي تم إجراؤه عام 2008 أن 40% من العمانيين يعانون من ارتفاع ضغط الدم و12.3 ٪ يعانون من السكري، و29.5٪ من الوزن الزائد 24.1 ٪ من السمنة و33.6٪ ارتفاع الكوليسترول.

كما أن 37% من العمانيين يعانون من الخمول البدني أو لا يمارسون أي نشاط بدني و14.7 ٪ يدخنون نوعا من أنواع التبغ. وتم تسجيل 1300 حالة جديدة للسرطان سنويًا حسب السجل الوطني للسرطان.

وعلى الصعيد العالمي، تعود 44 % من حالات السكري و23 % من حالات أمراض القلب و7-41 % من بعض حالات السرطان إلى السمنة المفرطة والوزن الزائد. وفي السلطنة يعاني أكثر من نصف المجتمع من زيادة في الوزن أو سمنة مفرطة.

وإذا تم التخلص من عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بالأمراض غير السارية، فيمكن الوقاية من نحو ثلاثة أرباع حالات الأمراض القلبية والسكتة الدماغية والسكري والوقاية من حوالي 40 % من حالات السرطان.

أربعة أنماط رئيسية

وتعتبر الأمراض غير السارية، المعروفة أيضًا باسم الأمراض المزمنة أو الأمراض غير المعدية، التي لا تنتقل بين البشر، من أهم أسباب الوفيات على مستوى العالم. وهي أمراض تدوم فترات طويلة وتتطوّر ببطء عمومًا. وتنقسم هذه الأمراض إلى أنماط رئيسية أربعة هي أمراض القلب الوعائية (مثل: النوبات القلبية والسكتة الدماغية) والسرطانات، والأمراض التنفسية المزمنة (مثل: مرض السدة الرئوية المزمنة والربو) والسكري.

وتعد أهم عوامل الخطورة التي تسبب الأمراض غير المعدية هي أنماط الحياة الخاطئة مثل: تعاطي التبغ والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار والنظم الغذائية غير الصحية، كل هذه العوامل تزيد من خطورة الوفاة.

وتتسبب الأمراض غير السارية في وقوع 63 % من مجموع الوفيات، حيث تودي بحياة 38 مليون نسمة كل عام حول العالم. وتشير البيانات إلى أنّ 16 مليونا من الأشخاص يقضون نحبهم دون سن الـ70 من جراءّ الأمراض غير السارية تحدث وتأتي أمراض القلب الوعائية وراء حدوث معظم الوفيات أذ تتسبب في وفاة نحو 17.5 مليون حالة وفاة، وتليها السرطانات 8.2 مليون حالة وفاة ثم الأمراض التنفسية 4 ملايين حالة وفاة، وأخيرًا السكري 1.5 مليون حالة وفاة سنويا.

كما أن هناك التزامات سياسية دولية للسلطنة للحد من الأمراض غير المعدية والتحكم في عوامل الخطورة المصاحبة لها، بما في ذلك الإعلان السياسي الصادر من الأمم المتحدة عام 2011م الذي تعهدت فيه السلطنة والدول الأعضاء بالتصدي لخطر الأمراض غير المعدية.

سياسة وطنية للوقاية

وبناءً على زيارة فريق العمل التنسيقي للأمم المتحدة إلى السلطنة خلال الفترة 10 – 12 أبريل 2016م من أجل متابعة تنفيذ الإعلان السياسي للأمم المتحدة الصادر في عام 2011 وتقديم الدعم الفـني للدول الأعضاء من أجل رفع مستوى الاستجابة للأمراض غير المعدية والاستعداد للتقييم، تبنت السلطنة ممثلة في وزارة الصحة السياسة الوطنية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية للحد من انتشار هذه الأمراض ومن أجل تحسين، وتغيير أنماط الحياة للعمل من أجل حياة صحية أفضل للجميع.

ومن هذا المنطلق تعتزم المديرية العامة للتخطيط والدراسات بوزارة الصحة ممثلة في مركز الدراسات والبحوث إجراء المسوح الوطنية للأمراض غير المعدية، وعوامل خطورتها على المستوى الوطني على عينة حجمها 9045 من الأسر العمانية وغير العمانية موزعة على جميع محافظات السلطنة، وذلك بالتعاون مع الدوائر المختصة في وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

وتم اختيار العينة لتكون طبقية متعددة المراحل وفقا للتوزيع الجغرافي لتعداد 2010 لمربعات التجمعات السكانية، وتم اختيار عدد متساوٍ من الأسر في كل محافظة، وسيتم اختيار أحد الأفراد البالغين عشوائيا للمشاركة في المسح.

وتهدف هذه المسوح إلى:

• إنشاء قاعدة أساسية لبيانات وطنية عن الأمراض غير المعدية.

• توفير منصة لإنشاء نظام ترصد الأمراض غير المعدية الرئيسية، وعوامل الخطر المصاحبة لها في السلطنة.

• تقدير تعاطي واستخدام التبغ عند البالغين بالسلطنة واستنتاج المؤشرات الرئيسية لمكافحة التبغ بمنهجية علمية.

• وضع قاعدة بيانات وطنية عن الأنماط الغذائية واستخراج مؤشرات وطنية.

• اتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على الأدلة والبراهين.

• وضع إطار قوي للرصد والمتابعة والتقييم لمعرفة مدى تنفيذ السياسات والتدخلات، وبما يتناسق مع إطار منظمة الصحة العالمية.

• تقديم التقارير بانتظام إلى الوزارات والجهات الصحية الوطنية والمنظمات الدولية بشأن التقدم المحرز في التدخلات التغذية، وفي مجال الأمراض غير السارية.

وتم التجهيز والإعداد للمسح الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها منذ أكثر من عامين بدءًا من إصدار معالي وزير الصحة القرار الوزاري رقم (176) لسنة 2015 بتشكيل فريق عمل وإدارة المسح برئاسة الدكتورة عذراء المعولية مديرة مركز الدراسات والبحوث بالمديرية العامة للتخطيط والدراسات والباحث الرئيسي للمسح الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها، حيث يقوم المركز بالإشراف الفني على تنفيذ المسح وفرق العمل الميدانية.

وأوضحت الدكتورة عذراء أنه تم عقد أكثر من 35 اجتماعًا لفريق العمل بمركز الدراسات والبحوث لدراسة منهجية وأدوات المسح واختيار المناسب لأهداف وأولويات وزارة الصحة وتحديد الاحتياجات اللازمة لتنفيذ المسح وسبل تمويلها ووضع خطة زمنية للمسح والتنظيم والإشراف على العمل الميداني وأيضا الإشراف على إدارة ومعالجة البيانات والتحليل الإحصائي وكتابة التقارير. وكذلك التنسيق مع الجهات والوزارات الأخرى لتنفيذ المسح.

وجرت في الفترة السابقة عقد أكثر من خمسة اجتماعات عن طريق المؤتمرات الهاتفية بالخبراء في منظمة الصحة العالمية بالمكتب الإقليمي بالقاهرة والمركزي بجنيف لمناقشة منهجية وأدوات المسح وكذلك عينة ـ مجتمع الدراسة.

وبينت الدكتورة عذراء أنه بالنسبة لعينة الدراسة فقد تم الحصول على خرائط التجمعات السكانية التي تم اختيارها عشوائيا من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وقد تم الانتهاء من تحديث الخرائط في الفترة من ديسمبر 2015 إلى فبراير 2016 وتم عمل قوائم بالأسر في كل تجمع سكاني بجميع محافظات السلطنة وتم اختيار 823 أسرة في كل محافظة عشوائيا ليكون إجمالي حجم عينة المسح 9045 أسرة على مستوى السلطنة.

مرحلتان من العمل الميداني

وأشارت الدكتورة عذراء المعولية إلى أن هذه المسوح تتضمن مرحلتين من العمل الميداني: المرحلة الأولى: تم تحديث مربعات التجمعات السكانية، وتم عمل قائمة بالأسر المعيشية في كل مربع حسب الجنسية واللغة لاختيار عينة المسح بكل محافظة. المرحلة الثانية: سيتم جمع البيانات خلال شهري فبراير، ومارس 2017 وذلك بإجراء مقابلة فردية لأحد أفراد الأسرة من عمر 15 سنة فأكثر حسب الخطوات التالية: في الخطوة الأولى من تنفيذ المسح سيتم إجراء مقابلات مباشرة للأسر التي تم اختيارها بكل محافظة ثم يتم اختيار فرد واحد عشوائيًا من كل أسرة من عمر 15 سنة فأكثر حيث يتم سؤاله عن عدة محاور أهمها: أولاً: معلومات ديموغرافية عن الفرد الذي تم اختياره مثل: العمر – الجنس – الحالة الزواجية – التعليم – العمل.

ثانيا: استخدام التبغ ويشمل: التدخين الحالي والسابق لأنواع التبغ المختلفة (السجائر-الشيشة-السيجار-...) وأيضا التبغ غير المدخن والتدخين السلبي والإقلاع عن التدخين والإعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن منتجات التبغ وكذلك رأي المشاركون في المسح في بعض السياسات وفرض الضرائب ومنع التدخين في بعض الأماكن.

ثالثًا: تعاطي الكحول الحالي والسابق ومدة وكمية التعاطي.

رابعًا: بعض الممارسات والعادات الغذائية وتشمل: تناول الخضروات والفاكهة- استخدام ملح الطعام-الزيوت المستخدمة في الطهي والأغراض الأخرى بالمنزل.

خامسًا: ممارسة الرياضة، وتشمل عدة أسئلة منها: ممارسة أعمال عنيفة أو متوسطة الشدة أثناء العمل. ممارسة رياضات عنيفة أو متوسطة الشدة في وقت الفراغ. ممارسة المشي. الخمول البدني: الجلوس لفترات طويلة في العمل أو الجلوس لمشاهدة التلفزيون/‏‏ ‏‏‏‏الانترنت.

سادسًا: التاريخ المرضي للعائلة وتشمل أسئلة عن أصابه الأب- الأم- الأخوة/‏‏‏‏‏‏الأخوات- أقارب آخرون بأمراض ضغط الدم المرتفع والسكري وارتفاع الكوليسترول والسكتة الدماغية والربو الشعبي وأمراض القلب والكلى والسمنة المفرطة ونصائح عن أنماط الحياة.

سابعًا: التاريخ المرضي للفرد الذي تم اختياره من الأسرة عن بعض الأمراض وهي: الربو الشعبي، ارتفاع ضغط الدم، السكري، ارتفاع الكوليسترول، أمراض القلب، سرطان عنق الرحم للنساء.

وأوضحت الدكتورة عذراء المعولية أن الخطوة الثانية في المسح تشمل إجراء بعض القياسات التي تتمثل في اختبار حدة النظر البعيد، قياس ضغط الدم، وقياس الطول والوزن ومحيط الوسط والخصر. وأخيرًا الخطوة الثالثة التي يتم فيها إجراء المقاييس الحيوية عن طريق أجهزة محمولة للتحاليل (Cardio check) باستخدام شرائط وأخذ عينة دم من المشارك بواسطة وخز الأصبع لقياس: السكري في الدم، والدهنيات في الدم والدهون الثلاثية ذات الكثافة العالية.ثم أخذ عينة للبول لقياس مستوى الصوديوم والبوتاسيوم والكرياتينين.

واختتمت الدكتورة عذراء قائلة إنه سيتم جمع البيانات باستخدام الأجهزة الكفية بديلاً عن استخدام الأوراق للحصول على بيانات إلكترونية مباشرة ذات جودة عالية دون الحاجة لعملية إدخال البيانات في حالة استخدام الاستبيانات الورقية. وسيتم الحصول على التقرير الأولي للمسح بعد الانتهاء من جمع البيانات مباشرة.

كما سيتم التدريب على أدوات المسح المختلفة وجمع البيانات باستخدام هذه الأجهزة في الفترة من 22 إلى 26 من يناير الجاري بالقاعة الرئيسية بالجامع الأكبر، ويشارك في حلقة العمل مشارك من جميع المحافظات، وسيقوم بالتدريب خبراء من منظمة الصحة العالمية بمشاركة فريق العمل المركزي للمسح بمركز الدراسات والبحوث.