tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار - السياحة وسوق مطرح

09 يناير 2017
09 يناير 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

مع تحسن الجو في مسقط ، بدأت وفود السياح عبر البواخر وغيرها ، وامتلأ الشارع البحري بمجاميع السياح التي تتمشى على شاطئ البحر إلى كلبوه ومسقط بينما تتمتع بالنسمات الطيبة والهواء العليل.

ولا تنسى أن تدخل سوق مطرح حيث الباعة ينتظرونهم بأحر من الجمر، وكذلك أصحاب سيارات الأجرة.

وكم كنا نتضايق عندما كان سائح ما يقع ضحية بائع جشع، او سائق تاكسي يأخذ أضعاف سعر التوصيلة.

لكن يبدو أن هناك توعية للسياح حول النقطتين عند وصولهم للبلد، فلم يعد السياح يدفعون ما يريده البائع المغالي بل يدخلون في جدال معه حول السعر.

وكذلك اصبحنا نلاحظ إعراضهم عن أصحاب التاكسيات المغالين في أسعارهم.

أن يعرف السائح المعلومات المناسبة حتى لا يقع عرضة للغش، فذلك جزء من حقوقه كسائح نكرمه ونحترمه في بلدنا ، ولا نرضى له إلا ما نرضاه لأنفسنا.

وكما للسائح حقوق فللبلد الذي يستضيفه حقوق أيضا ، وذلك حتى تستقيم الأمور ويعتدل الميزان ، لكننا نلاحظ أن أغلب السياح يتصرفون بدون أخذ حقوق البلد في الحسبان ، فنلاحظ استخدامهم للكاميرات لتصوير العوائل والنساء في سوق مطرح او غيره من الأماكن دون الاستئذان ممن يصورنهم، وغالبا يصورونهن على غفلة منهن ، فلا تكاد المرأة تلتفت إلا وقد تم تصويرها، وأحيانا توجه كاميراتهم بطريقة لا تلحظ معها المرأة انه يتم تصويرها ألا بعد فوات الأوان، فتشعر بالحرج ، هل تذهب إليه وتتشاجر معه كي يمسح الصور أو تسكت على مضض. ما يجب أن يعرفه السائح إن هذا منافٍ للآداب العامة، فعليه الاستئذان قبل التصوير وخاصة النساء والعوائل و علي الشركات السياحية أن يكون لديها دليل استرشادي للسائح يقدم له عند زيارته للسلطنة.

وكذلك بالنسبة للحركات العاطفية التي لا تتفق مع عاداتنا و تقاليدنا فالأسواق العمانية هي عامة له آدابه وقواعد محافظة لا تتفق مع العادات الأوروبية.

ان تعريف السائح بحقوق البلد والمجتمع الذي يزوره يزيده احتراما للمكان والبلد والمجتمع وأهله، والسياح الغربيون يعون جيدا انه بمقابل حقوقهم هناك حقوق للآخرين يجب أن يحترموها ويحافظوا عليها.

ولا اعتقد أن توعيتهم بذلك ستقلل من عددهم في بلدنا ، فهناك سياح غربيون هم أنفسهم يسألون المعنيين عن وجود قواعد معينة يجب أن يحترموها لدى نزولهم إلى الميناء او المطار.

لكن لا ندري ماهي فكرة البعض في تعريف السائح بحقوقه دون أن يتم تعريفه بحقوق البلد الذي نزل ضيفا عليها، وهل الهدف إظهار البلد بمظهر عصري !! وهل العصرية تتحقق بهذه المظاهر؟ ام أن الكرم يتحقق بأن يفعل السائح ما يشاء.

عن نفسي لا استطيع الفهم، لأننا عندما نسافر إلى بلدان العالم شرقه وعلى الأخص غربه للسياحة، فإن هناك قواعد يطالبوننا باحترامها وعدم تجاوزها رغم عدم قناعتنا في كثير من الأحيان بها، لكننا نحترمها كحق من حقوق ذلك البلد علينا.