893439
893439
العرب والعالم

الاحتلال يهدم خيمة عزاء الشهيد «قنبر» ويعلن سلسلة إجراءات عقابية

09 يناير 2017
09 يناير 2017

مخاوف أمنية إسرائيلية من تقليد عملية القدس -

رام الله - عمان - نظير فالح - أ ف ب -

فككت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الاثنين خيمة العزاء التي أقيمت في بلدة «جبل المكبر» جنوبي شرق القدس للشهيد فادي قنبر منفذ عملية القدس الفدائية الأخيرة.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت خيمة العزاء التي كانت العائلة قد أقامتها لاستقبال المعزين، وعملت على تفكيكها وتدميرها بالكامل.

وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب بركات قنبر وهو أحد أقرباء الشهيد، واقتادته لأحد مراكز التحقيق.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن سلسلة من الإجراءات العقابية ضد عائلة القنبر منها عدم إعادة جثمانه إلى عائلته لدفنه وهو إجراء عقابي شائع، ورفض أي طلبات لم شمل قدمها أي من أفراد عائلته لأقارب في الضفة الغربية أو قطاع غزة، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام. وبدأت العائلة التحضير لمغادرة منزلها قبل هدمه.

وأشارت المصادر إلى أن البلدة منذ يوم أمس الأول شهدت إغلاقات عن طريق المكعبات الإسمنتية لأحد أهم الشوارع الحيوية الأقرب إلى مستوطنة «أرمون هنتسيف» المقامة على أراضي البلدة إلى جانب تشديدات أمنية مكثفة من عناصر حرس حدود والقوات الخاصة، بالإضافة إلى عناصر من الشرطة الإسرائيلية.

وكان الشهيد قنبر قد نفذ أمس الأول عملية دهس قرب مستوطنة «أرمون هنتسيف»، حيث استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين كانوا في جولة استكشافية تعريفية للمدينة.

وأسفرت العملية التي نفذها من خلال شاحنته التي كان يستقلها عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وجرح 15 آخرين، بينهم 3 في حالة الخطر، في حين استشهد منفذ العملية بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر. من جهة أخرى أعربت أوساط أمنية إسرائيلية عن مخاوفها من قيام شبان فلسطينيين بتقليد عملية القدس الفدائية الأخيرة التي نفذها فلسطيني بشاحنة في الوقت الذي أكدت فيه أن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن منفذ العملية مرتبط بـ«تنظيم الدولة» ليست حقيقية، بحسب موقع «واللا» العبري.

وأضاف الموقع العبري المقرب من جيش الاحتلال: إن «العملية كسرت الهدوء الذي اعتقدنا أنه ساد، لكنه تبين أنه هدوء وهمي وأن شيئا لم يتغير»، وذلك بعد مرور أكثر من عام على انتفاضة القدس التي انطلقت في أكتوبر 2015.

وتطرق الموقع إلى شخصية منفذ عملية الدهس، وهو فادي القنبر (28 عاما)، وقال إنه يختلف عن منفذي العمليات الآخرين الذين كانوا من الشباب الصغار، وكانوا وحيدين، بينما فادي من القلة الذين يختلفون عن غالبية منفذي العمليات، فهو متزوج ولديه أربعة أطفال.

ونوه الموقع إلى أن منفذ العملية لم يكن عاطلا عن العمل، كما أنه رزق بمولود قبل سبعة أشهر، وكان يعمل على كسب الرزق ولديه بطاقة هوية زرقاء (إسرائيلية)، ولم يعتقل سابقا من قبل الجيش بخلاف التقارير التي نشرت على أنه أسير محرر.

ونقل الموقع عن شقيقته أنه لم ينتم أبدا إلى أي منظمة فلسطينية ولم يكن له أي نشاط سياسي، كما أنه اتصل بزوجته قبل وقت قصير من الهجوم، وطلب منها إعداد وجبة الغداء.

وأشار الموقع إلى أنه لم يتضح بعد الدافع وراء تنفيذ عملية الدهس، ومن حرض منفذ العملية، مؤكدا أن مزاعم نتانياهو أن منفذ العملية مرتبط بتنظيم (داعش) ليست حقيقية، وأن فحص حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي لم يؤكد هذه المزاعم.

وأضاف أن منفذ العملية قد يكون تأثر بتنظيم (داعش) أو بالحركة الإسلامية التي ترفع شعار «فلسطين محتلة».

في الوقت الذي لم يستبعد فيه الموقع حدوث عمليات جديدة كون أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع موجة المواجهات والعمليات منذ أكتوبر 2015 لم تختف في ظل عدم وجود أفق سياسي، والإحباط الفلسطيني المستمر، والغضب تجاه إسرائيل والتحريض على الشبكات الاجتماعية.

وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة، وفي ظل دعوات «حماس» للشباب الفلسطيني بمحاكاة طرق «المهندس» يحيى عياش، في الذكرى الـ21 عاما لتصفيته، فكل هذه المكونات تؤدي إلى شحن وتوتر الأجواء، وفي أي لحظة قد يترجم ذلك إلى مزيد من الهجمات.

وشيعت إسرائيل أمس جنود ها القتلى وهم يائيل يكوتيل (20 عاما) وشير حجاج (22 عاما) وشيرا تزور (20 عاما) وايريز اورباخ (20 عاما).

ومن جانبه أكد مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه أن إسرائيل قررت اعتقال أي شخص يعرب عن تعاطفه أو تأييده لتنظيم (داعش).

وأكد نتانياهو أمس الذي زار بعض الجنود الجرحى في مستشفى في القدس في تصريحات نشرها مكتبه، «أهم شيء يجب فهمه هو أننا نتعرض لنوع جديد من الهجمات يستوحي فيها فرد واحد ويقرر على الفور القيام بشيء. وفي هذه الحالة، عملية صدم».