المنوعات

كتاب عن العمارة والفنون الإسلامية بالجزائر

09 يناير 2017
09 يناير 2017

الجزائر- «العمانية»: صدر عن منشورات آرك كتاب جديد للدكتور محمد الطيب عقاب، تحت عنوان «لمحات حول العمارة والفنون الإسلامية بالجزائر». يضم الكتاب مجموعة من البحوث المتنوعة في موضوعات الآثار الإسلامية في الجزائر، وهو يبحث عن دور الجزائر في الحضارة العربية الإسلامية، ومدى تفاعلها في إثراء هذه الحضارة.

ويوضح المؤلف أنّ الغرض من تقديم هذه البحوث هو مساعدة الطلبة المتخصّصين في الآثار بوجه عام، والمتخصّصين في الآثار الإسلامية بوجه خاص، وتوسيع دائرة القارئ الثقافية ليُلمّ بأصالة حضارته، فضلا عن سدّ الفراغ الملحوظ في هذا الاختصاص.

ويُؤكد عقاب أنّ إعادة نشر هذه البحوث في كتاب، جاءت لتيسير وصول الباحثين التوّاقين إلى معرفة الجزائر إبان حقب من تاريخها المزدهر في القرون الممتدة بين الرابع والثالث عشر للهجرة، وهي القرون التي ميّزتها ابتكارات الجزائريين في المجالات شتى وفي جميع مظاهر الحضارة المتّصلة بالمجتمع من فنون وعمران، ومنها العمارة التي اتّسمت بطغيان الطابع المحلي في الإنجاز، وحتى في المواد المستخدمة، مع الاحتفاظ باللّمسات الإسلامية في هذا المجال.

وتَظهر جليًا من خلال هذا الكتاب شخصية الفنان الصانع الجزائري الذي لم يلجأ في تحقيق خصوصية العمارة الجزائرية إلى التقليد الأعمى، وإنّما راهن على عناصر الإتقان والإبداع فيما كان يُنجزه من أعمال معمارية، وهو الأمر الذي برز في الكثير من المنشآت والعمائر والمساجد التي ما زالت ماثلة إلى اليوم في الحواضر الجزائرية كتلمسان ووهران والجزائر العاصمة وبجاية والمسيلة، وغيرها من المدن التي تزخر بالشواهد العمرانية الفريدة هندسةً وتصميمًا وإنجازًا.

ويُلاحظُ المؤلف أنّ من الأسباب الحاسمة في دعم أصالة العمارة الجزائرية كون الجزائر ضمّت خلال فترات متلاحقة من التاريخ الإسلامي كثيرًا من الدول التي أدّت دورها الريادي في مجال العمارة والفنون الإسلامية على الوجه الأكمل، وقدّمت روائع أثرية اتّسمت بأنماط مبتكرة وأساليب مميّزة عن تلك المنتشرة في دول الإسلام المختلفة، وهو ما يدلُّ على أنّ هناك من أسهم في تكوين ذلك الإرث الحضاري وترقيته بأساليب متنوعة بدعمٍ من الولاة الذين استخدموا نفوذهم السياسي وتقديم الأموال للصنّاع المهرة والفنانين الذين استُقدم بعضهم من بلدان أخرى.