892567
892567
العرب والعالم

فشل التوصل لاتفاق في وادي بردى وأزمة المياه إلى تفاقم

08 يناير 2017
08 يناير 2017

إيران: لولا الأسد لسيطر «داعش» على دمشق -

دمشق - عمان  - بسام جميدة - وكالات:-

أفاد مصدر ميداني لـ(عمان) أن الهدنة في قرى وادي بردى  توقفت بسبب منع المسلحين دخول الورشات لإصلاح النبع وإعادة ضخ المياه، وعادت ورشات الصيانة أدراجها «حتى إشعار آخر» وأكد المصدر أن سلاح الجو استكمل استهداف مواقع «جبهة النصرة» بعدة غارات جوية وأن قصفا صاروخيا طال مواقع المسلحين في بسيمة بالتزامن مع عدة طلعات لسلاح الجو الحربي استهدفت مواقع للمسلحين في عين الفيجة «الدوار التحتاني والمحطة وبسيمة وحارة السيل، والحقول، وحارة حورتا بسيمة الزينية، والحمرة، البساتين عين الخضرة دوار النمل ، محيط مطعم نبع الخضراء، وأهداف بدير مقرن وحقق إصابة مباشرة وأسفرت الضربات عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين في بسيمة، وأن اشتباكات جرت بين الجيش الحكومي والمجموعات المسلحة عند محور بلدتي كفر زيت وبرهليا في منطقة وادي بردى بريف دمشق، ويأتي استئناف العملية العسكرية عقب فشل التسوية التي كانت مقررة أمس الأول.

وفي هذا الصدد، نفى وزير المصالحة الوطنية علي حيدر في تصريح صحفي توصل القوات الحكومية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في وادي بردى شمال دمشق أو دخول ورشات الصيانة، مؤكدا أن العمل يجري في أطار التفاوض ويبقى الأمر مرهونا بانتظار إجابة وفد أهالي المنطقة المكلفة بالتواصل مع الفصائل المسلحة للحصول على صيغة نهائية توافق عليها الدولة.

وأوضح حيدر ان مندوباً عن الوزارة التقى وفداً من الأهالي لإبلاغهم عن شروط الحكومة والتي تنضوي تحت بنود أساسية أهمها استلام النبع ومصدر المياه لصيانته وإعادة تأهيله إضافة لتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالخروج أو البقاء ودخول الجيش السوري وقوات حفظ النظام، حيث أكد حيدر أن التسلسل الزمني لأي مصالحة يبدأ بهذه الخطوات.

وفيما يخص تعطيل المصالحة في وادي بردى شدد وزير المصالحة على ان جبهة النصرة تقف وراء تعطيل أي اتفاق وهذا ليس بجديد عليها، لافتا الى أن الحكومة السورية لا تتعاطى مع هذا الفصيل بشكل مباشر إنما يتم الأمر عن طريق مبادرة أهالي المنطقة .

وبين علي حيدر سعي الحكومة للوصول لقرار نهائي يشمل جميع الخطوات آنفه الذكر لإتمام عملية المصالحة، مؤكداً أن الأمر يبقى بانتظار الساعات القادمة المتبقية التي تحمل من خلالها إجابة الوفد النهائية من الداخل، «فأما أن تأتي بإطار التهدئة لإجراء المصالحة والتسويات أو أن تسير بالعودة الى خيار العمل العسكري الذي لا بد منه في هكذا حال» ، مشيرا الى انه من غير المنطقي أو المقبول أن يبقى مصدر الحياة حبيسا عن 6 ملايين شخص لذلك يبقى الحل بانتظار ساعات ليس إلا.

وفي سياق آخر، أعلنت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن تفجير سيارة مفخخة عند مفرق بلدة بيت جن قرب بلدة سعسع في ريف دمشق الغربي أدت لمقتل 5 أشخاص وجرح 15 آخرين وذكر مصدر طبي  أن إصابات بعض الجرحى خطرة جدا، وأنه تم إسعاف 10 جرحى أصيبوا جراء التفجير بينهم طفلان و7 نساء.

من جانبه أعلن الجيش التركي، مقتل 32 إرهابيا من تنظيم «داعش»، وقصف نحو 330 هدفا وموقعا للتنظيم شمال سوريا في إطار عملية «درع الفرات». وذكر بيان صادر عن القوات المسلحة التركية أن الاشتباكات التي اندلعت طوال السبت، أسفرت أيضا عن تفكيك 23 عبوة ناسفة زرعها التنظيم. وأوضح البيان أن عملية السيطرة على مدينة الباب التي أطلقتها المعارضة السورية بريف محافظة حلب، مستمرة تحت غطاء تركي مكثف. وأشار البيان إلى أن المدفعية والهاون وراجمات الصواريخ التركية قصفت 292 هدفا وموقعا للتنظيم في المنطقة، بينها مواقع دفاعية ومنشآت قيادية ومباني، ما أدى إلى إخراجها عن الخدمة. ولفت البيان إلى شن طائرات حربية تركية غارات جوية على أهداف التنظيم في مدينة الباب وقرى بزاغة والسفلانية وقبر المقري، ما أسفر عن تدمير 35 موقعا للتنظيم إلى جانب مدفعين اثنين ودبابة واحدة.

من ناحية أخرى، استقبل الرئيس الأسد وفداً فرنسياً يضم 3 أعضاء من الجمعية الوطنية الفرنسية، ومجموعة من المثقّفين، برئاسة تييري مارياني عضو الجمعية الوطنية الفرنسية. وأفاد مصدر برلماني فرنسي عن تعرض مطار حلب لعدد من القذائف أدى إلى تأخر سفر 3 نواب فرنسيين من هذه المدينة إلى دمشق. وأضاف المصدر، أن «النواب الفرنسيين اليمينيين، تييري مارياني، ونيكولا دويك، وجان لاسال، كانوا يتأهبون بعد ظهر السبت لمغادرة حلب جوا باتجاه دمشق، حين سقطت 8 قذائف في محيط المطار، ما حال دون إقلاع الطائرة». وبعد ذلك بأربع ساعات تمكن النواب من المغادرة ووصلوا بسلام إلى العاصمة السورية دمشق. وقال مارياني: «لقد كان إقلاع الطائرة صعبا بأضواء مطفأة.. والقذائف كانت تستهدفنا بالذات، لأن المطار لم يكن هدفا للقذائف منذ أسابيع، وكانت فرق الصيانة بصدد إعادة الحركة إليه». وأضاف النائب، في اتصال هاتفي بعد وصوله إلى دمشق: «قمنا بزيارة إلى مخيم للنازحين، وتعتقد السلطات السورية بأن أشخاصا في المخيم هم من أبلغوا مطلقي القذائف بوجودنا هناك، لأنها بدأت تسقط بعد 5 دقائق من وصولنا إلى المطار في حلب».

وزار النواب الثلاثة الجمعة الماضية مدينة حلب، تعبيرا عن «تضامنهم مع مسيحيي الشرق»، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد لدى الطائفة الأرمنية الارثوذكسية، بحسب ما أعلن النواب ، وأضافوا أنها «مبادرة شخصية بحتة»، فيما تدعم فرنسا رسميا المعارضة السورية المعتدلة في نزاعها مع الرئيس بشار الأسد.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إنه لولا وجود الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لكان من المحتمل أن تسيطر جماعات إرهابية مثل (داعش) على دمشق.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عنه القول :«لا شك أنه لو لم يكن الأسد في السلطة لكان بالإمكان التصور بسهولة ما كان سيحدث، ولشهدنا ربما سيطرة الجماعات الإرهابية مثل داعش وآخرين على دمشق، ولوقعت كارثة عالمية أخرى».

وقال إن طهران «تدافع بقوة عن السيادة الوطنية لسورية ووحدة أراضيها وحكومتها القانونية»، مشددا على أن «إيران كانت وستظل حاضرة في القضية السورية بصورة فاعلة». وشدد على أنه «لا حل عسكريا للأزمة السورية، وأن الحل الوحيد هو الحل السياسي». وتعليقا على التفاهم الإيراني الروسي التركي، قال: «من المحتمل ومن الطبيعي جدا أيضا أن لا تكون وجهات نظر الدول الثلاث متفقة تماما حول القضية السورية، إلا أن المهم هو أن نتمكن في إطار مبادئ عامة من الوصول إلى تفاهم لفتح الطريق من أجل التقدم إلى الأمام». وفيما إذا كانت تركيا قد تراجعت عن مواقفها السابقة بشأن الأسد، قال :«يبدو أن القسم الأكبر من دول العالم التي سعت بقوة خلال الأعوام الماضية لتنحية الأسد، قد أخذت تدرك شيئا فشيئا أنه لا بديل عن الأسد في الظروف الراهنة».