892294
892294
المنوعات

الكاتب والناقد سليم النجار لـ «عمان الثقافي»: الرواية العربية منفتحة على التعدد والاختلاف

08 يناير 2017
08 يناير 2017

عمان ـ مؤيد أبو صبيح -

يحفل المشهد الأدبي الأردني الحديث بالعديد من الأسماء التي تركت أثرا فيه ومن بين هذه الأسماء الكاتب والناقد سليم النجار الذي أصدر أكثر من خمسة كتب نقدية من بينها « قراءات في الرواية النسوية العربية» و «قراءة في الرواية الفلسطينية الحديثة» وغيرها.

والنجار عضو في رابطة الكتاب الأردنيين وكذلك الاتحاد العام للكتاب العرب .. « عُمان الثقافي» التقى النجار وكان هذا الحوار،،

• كيف ترى العلاقة بين المثقف والانترنت؟

ها قد غدا العالم قرية صغيرة، فيما المثقفون العرب أفراداً وجماعات يغدون جزءاً معزولا يستمطرون الرحمة على الإنترنت التليد الذي كان يعقد، مشياً أو على الجمل أو على جناح الحمام الزاجل واشرعة السفن، بين تونس ومعرة النعمان وغرناطة وبغداد والفسطاط، فيطوى الفيافي والأزمان، ولا يمايز بين قرية وعاصمة، ليختلف ويأتلف ابن خلدون والمعرى وابن سينا وزرياب والمتنبي .... وصولاً إلى أمس قريب كانت فيه دمشق وبغداد والقاهرة وبيروت أقرب إلى بعض وإلى سواها، كما تؤكد مجلة الرسالة أو الحديث أو مجمع لغوي أو مراسلات ومعارك ولقاءات وكتابات وعروض أبي خليل القباني وطه حسين واحمد شوقي وبدوي الجبل وبدر شاكر السياب ووصولاً إلى هذا اليوم – الغد الموعود والإنترنت الطريف والعالم- القرية الصغيرة والجزر المعزولة وجوازات السفر ودوائر الرقابة ومحطات المنافي ومؤتمرات النجوم الستة.

بفضل ما تقدم تتقدم ثقافة القطيعة وتتراجع ثقافة التواصل.. يتضاعف ذلك بفضل ما هو عليه أمر القطيعة والتواصل بين العرب عامة، حاكمين ومحكومين لأن المرء لا يرى المثقفين العرب شريحة موحدة، بل شرائح وفئات وأفراداً تتوزعهم وتجمعهم اختياراتهم الثقافية والسياسية والأيديولوجية ومواقعهم كمواطنين وكتاباتهم أيضاً، وأيضاً فليس التواصل المفقود والمنشود غير أقل القليل الذي كان يوّفره الإنترنت، وبات يربكه أو يعطّله الإنترنت الطريف.

• الرواية العربية بعد الاستعمار تبدو هذه الرؤية اللافتة أو غير مطروقة في ثقافتنا العربية، هل هناك رواية عربية بيد الاستعمار؟

لنقل إن ما تتقصد الرواية إلى التعبير عنه يتعدى إطار هذه الدلالة، فهي معينة بتفكيك التجربة الاستعمارية من خلال السرد.

ولعله أفق يأتي إليه الروائي مسنودا برصيده الثقافي والإنساني ليواجه السرديات الانغلاقية وينظم في متناقضاتها في ما تخفيه أو تريد قوله على التحديد. هذا ما يعطي الرواية هذا الموقع في الثقافة السردية العربية المعاصرة، باعتبارها نموذجا يشق فيه السرد هويته بوصفه خطايا يتحدى حدود الذات الثقافية فالسرد فيها حركة في الفضاء والذاكرة وانفتاح مستمر على التنوع والتعدد والاختلاف.

• الكتب المستعملة والنادرة في الوطن العربي،ظاهرة بدأت تنتشر، كيف ترى هذه الظاهرة؟

يعد الكتاب سلعة إذا تعاظم تداولها بين أكثر من يد فإن ذلك سيؤدي إلى تعاظم سوق الكتاب في الوطن العربي، إذ سيكون محفزا على شراء الكتب الجديدة وبالتالي سرعة دوران رأس المال العامل في هذا المجال وإلى الآن ما زالت هذه السوق يافعة على الرغم من بدئها مبكراً في مصر مع نهاية القرن الـ 19 الميلادي وفي بيروت ودمشق ونبدأ مع بدايات القرن العشرين.

يبلغ عدد العناوين المتداولة في عالم الكتاب المستعمل ما يزيد على نصف المليون كتاب على أقل تقدير ففي مرض الكتاب المستعمل الذي أقيم في الفترة من 4 إلى 20 ابريل 2015م في الدار البيضاء في ساحة البراغنة، بلغ عدد الكتب المتداولة 200 ألف كتاب هذا المرض تنظمه أفضل التجارب العربية في هذا المجال.

جذبت ظاهرة تداول الكتاب المستعمل مكتبة فوزكان في الشارقة إلى إقامة معرض الكتاب المستعمل خلال الفترة من 1/‏‏1/‏‏2014 إلى 4/‏‏1/‏‏2014 كما جذبت هذه الظاهرة بيتا السنّاري الأثري التابع لمكتبه الإسكندرية إلى تبني هذه الظاهرة خلال الأعوام2012 و2013 و2014 أما الظاهرة اللافتة والتي تستحق التقدير ظاهرة أزبكية عمان، التي تأسست في العام 2011 وأقامت حتى الآن250 معرض وباعت مليون كتاب، خاصة أن أسعارها رخيصة جداً قد تصل سعر بعض الكتاب إلى(10) قروش أردنية.

إن الخطورة تكمن في عدم إدراك العرب هذه الثروة وإهدارها.

لذا يجب على دور الكتب الوطنية والمكتبات الجامعية بشدة على رصيدها من الكتب.

• ماذا عن حقوق الكاتب الفكرية؟ من يملك أن يطالب بها؟

أفهم من هذين السؤالين، ليس القصد هنا طبعاً حريته، في التصبر، أو حقه في أن يعيش حياة تتيح له التفرغ لكتابة، فهذا قد لا يزال من قبيل التعرف.

لكني فقط حقه في الملكية الفكرية؟ حقه في الابتكار والإبداع.

من يملك مثلاً أن يطالب الناشرين بزيارة حقوقه من نسبة هي الأقل بين كل نسب العاملين في إنتاج الكتب الذي يعتقد بالكامل على أفكار المؤلف؟ ومن يملك أن يطالب دور النشر بمكاشفة المؤلفين بحقيقة نسب توزيع كتبهم بشفافية؟ وكيف يضمن الكاتب أن يستمر ناشر في طباعة وإعادة طباعة نسخ من كتاب المؤلف دون إبلاغ المؤلف لغمان الهروب من الضرائب أو من دفع مستحقات طبعة جديدة للمؤلف؟

• ككاتب فلسطيني كيف ترى ظاهرة زيارة الفلسطينيين القادمين من أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية إلى قراهم خاصة أن عمان دائماً تكون أول الطريق؟

زيارات العودة التي يقوم بها فلسطينيون إلى قراهم الزائلة من الوجود، المفرغة من سكانها في العام 1948م، والتي استولت عليها إسرائيل، تجارب مكثفة تمحو لوهلة من الوقت ما مضى من زمن، وتتوسط بين حيواتهم الراهنة وحيواتهم قبل الشتات. تتسم زيارة العودة بجملة من الممارسات والأعمال التي يقومون بها لإعادة اكتشاف الأماكن والأشياء، واستشارة الحواس. ويولى «العائدون» خلال الزيارة اهتماما خاصا بالثمار والنباتات التي تنبت في المكان بينما تقوم هذه النباتات بدور المحفز للذاكرة ووعائها، لتمكينهم من إعادة خلق الماضي بصور مؤقتة، وتأمل حياة ما قبل العام 1948. وعلاوة على دورها لمقداح للذكريات ، تصبح نباتات القرية جزءاً من إعادة بناء مشتركة للماضي، إذا تستهدف رمزيتها الخارج خاصة أفراد العائلة وأبناء القرية والفلسطينيين بشكل عام فمن خلال تلك النباتات، وطريقة تصنيفها والكلام عنها يستكمل الفلسطينيون بين أنفسهم صورة فلسطين.