كلمة عمان

جوانب حضارية ثرية في مسيرة التنمية العمانية

08 يناير 2017
08 يناير 2017

في الوقت الذي ترتكز فيه مسيرة التنمية العمانية الحديثة، التي يقودها بحكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- على قاعدة حضارية عميقة وممتدة في عمق الزمن، وذلك عبر الإسهام الحضاري القوي والمتواصل لعمان في الحقب المتتابعة للحضارة الإنسانية، فإنه ليس مصادفة أن تطرح جوانب حضارية ثرية وبالغة المعنى والدلالة نفسها، بين وقت وآخر، تعبيرا عن هذا البعد الحضاري لمسيرة التنمية العمانية الحديثة.

وفي هذا الإطار فإنه يمكن الإشارة على سبيل المثال الى ثلاثة جوانب، طرحت نفسها، وفي ثلاثة مجالات مختلفة، ولكنها تلتقي جميعها معا في تعبيرها عن البعد الحضاري لهذه المسيرة المباركة، التي تواصل طريقها بقوة وعزيمة ورؤية واضحة، تضع المواطن العماني في مقدمة اهتماماتها في كل المجالات.

تمثل الجانب الأول في ما قدمته دار الأوبرا السلطانية- مسقط على مدى ثلاثة أيام، ضمن «احتفالات عمان.. الرحلة العظيمة»، حيث تم تقديم ثماني لوحات فنية استعراضية، وبأسلوب مبهر، جمع بين الموسيقى العمانية والعالمية، وقد جسدت اللوحات جوانب عدة للحياة العمانية، ومسيرة السلطنة حتى العصر الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ولعل من ابرز جوانب النجاح لما قدمته دار الأوبرا السلطانية العمانية- مسقط أنها اعتمدت، بدرجة ملموسة على الإمكانات البشرية العمانية، فإلى جانب نحو مائة فنان مشارك، شارك أيضا 40 طفلا عمانيا، واكثر من 30 عازفا وموسيقيا عمانيا، وفرق شعبية عمانية تقليدية وأعضاء من جمعية «هواة العود»، في تفاعل ومزج فني رائع للمخرج الإيطالي «باولو دالا سيجا»، ويعني ذلك ببساطة ان دار الأوبرا السلطانية- مسقط، نجحت بشكل واضح وملموس في بناء جسر قوي مع الفنون والموسيقى التقليدية العمانية والتفاعل معها في التعبير عن جوانب مختلفة لمسيرة التنمية العمانية.

أما الجانب الثاني، فإنه تمثل في الاحتفال امس بيوم البيئة العماني، الذي يوافق الثامن من يناير من كل عام. و إذا كان الاهتمام والعناية بالبيئة، يعبر عن رقي التفكير التنموي وتكامل جوانبه، خاصة في ظل الاهتمام العالمي القوي بالبيئة، فإنه تجدر الإشارة الى ان الاحتفال بيوم البيئة العماني بدأ قبل عشرين عاما، أي في الثامن من يناير عام 1997، وقبل ذلك بثماني سنوات- أي في عام 1989- تم الإعلان عن جائزة السلطان قابوس العالمية لصون البيئة، التي يتم منحها كل عامين من جانب منظمة اليونسكو. وبدأ منحها فعليا اعتبارا من عام 1991 وحتى الآن لأفضل المشروعات والجهود للحفاظ على البيئة في العالم.

اما الجانب الثالث، فإنه يتمثل في مؤتمر طب وجراحة العيون 2017، الذي اختتم امس ونظمته الرابطة العمانية لطب العيون، بالتعاون مع وزارة الصحة، والخدمات الطبية بقوات السلطان المسلحة، والمجلس العماني للاختصاصات الطبية، وجامعة السلطان قابوس.

ويشكل هذا المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 350 مشاركا من الأطباء والمتخصصين والخبراء في مجال طب وجراحة العيون، من السلطنة والدول العربية والأجنبية، واحدا من المؤتمرات العلمية العديدة التي تستضيفها السلطنة، في مجالات الطب والجراحة والاقتصاد والثقافة والاتصالات والمياه وغيرها لصالح الوطن والمواطن والإنسانية جمعاء أيضا.