891494
891494
العرب والعالم

ترامب يقر «أخيرا» بالقرصنة الروسية وينفي تأثيرها على نتائج الانتخابات الأمريكية

07 يناير 2017
07 يناير 2017

التقى قادة أجهزة الاستخبارات -

واشنطن - «عمان» - عماد الدين عبد الرازق -

أقر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عقب اجتماع عقده مع  قادة أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية وصفه بأنه كان بناء ومثمرا، اقر بأن روسيا كانت وراء عمليات القرصنة الإلكترونية لمؤسسات أمريكية بما فيها موقع قيادة الحزب الديمقراطي، ويعتبر هذا اول اقرار صريح من قبل ترامب بالهجمات الروسية الإلكترونية بعد ان ظل ينكرها ويستخف بمن يؤكدها من السياسيين او الإعلاميين، مصرا على انها ذات دوافع سياسية.

الا ان ترامب اكد في الوقت ذاته ان هذه الاختراقات لم يكن لها اي تأثير مطلقا على نتائج الانتخابات الرئاسية. وأضاف ترامب في تصريحات له عقب الاجتماع الذي استمر ساعة في ( ترمب تاور) في نيويورك ، انه في الوقت الذي تحاول فيه روسيا والصين ودول وجهات أخرى اختراق البنية التحتية لمواقعنا الإلكترونية الرسمية، الا ان هذه الهجمات لم يكن لها اي تأثير يذكر على نتائج الانتخابات، وخاصة انه لم تكن هناك اي اختراقات لمواقع وأجهزة الكومبيوتر في مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة.

كما اشاد ترامب برجال اجهزة الاستخبارات وعملهم الدؤوب في خدمة (امتنا العظيمة) على حد قوله.

وكان واضحا من كلمات ترامب تلك سعيه الحثيث لرأب الصدع الذي احدثته تصريحاته السابقة وحتى وقت قريب بشأن تقارب اجهزة الاستخبارات الأمريكية حول القرصنة الروسية.

ووعد الرئيس المنتخب انه سيشكل فريقا متخصصا في غضون 90 يوما من تنصيبه رئيسا لتبحث كيفية وقف وصد هجمات القرصنة الاكترونية وتحصين المواقع الامريكية ضدها.

وكان الرئيس المنتخب قد طالب الكونغرس بإجراء تحقيق حول تسريب معلومات للإعلام من تقرير الاستخبارات الامريكية بشأن اختراق روسيا لمقرات وهيئات سياسية أمريكية بهدف التأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية. وطلب ترامب جاء قبل اقل من نصف ساعة من لقائه مع رؤساء اجهزة الاستخبارات والأمن الامريكية مخصص لاطلاعه على التقرير مثار الجدل والذي كان الرئيس اوباما قد أمر بإجرائه وقدم له قبل يومين. وتساءل ترامب في تغريدة له على (تويتر) عمن عساه سرب اجزاء من التقرير لشبكة

(ان بي سي) التليفزيونية. وقد استشاط ترامب غضبا بشأن تسريب معلومات بعينها تضمنها التقرير حول احتفال واحتفاء مسؤولين روس بفوز ترامب بالرئاسة. ويصر ترامب وأنصاره وبالمثل بعض اجهزة الإعلام التي تدعمه ان الهدف من اصرار الكونغرس على المضي في استقصاء الحقائق بشأن القرصنةً الروسية يهدف اولا وأخيرا الى التشكيك في شرعية فوزه بالرئاسة، وذلك على الرغم من تأكيد السناتور الجمهوري جون ماكين الذي يقود الحملة ضد الاختراقات الروسية الالكترونية وبوصفه رئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، تأكيده في مستهل جلسة الاستماع التي عقدتها اللجنة أمس الاول ان هدف التحقيق ليس التشكيك في نتائج الانتخابات وإنما مناقشة ومعالجة القضية الأهم وهي حجم القرصنة الإلكترونية الروسية والتي اعتبرها ماكين ( من اعمال الحرب) .

وفي ضوء هذه التفاعلات من المستبعد ان يلقى طلب ترامب آذانا صاغية من الكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية، لأن مثل هذا التحقيق من  شأنه ان يحرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي تقرير الاستخبارات حول أعمال القرصنة الالكترونية الروسية ضد الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي استمر فيه ترامب في التشكيك في مدى مصداقية تقرير الاستخبارات الأمريكية، ارتفعت سخونة الأزمة التي تتفاعل بشأن القضية عقب جلسة الاستجواب التي عقدتها لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ لقادة أجهزة الاستخبارات والمباحث الفيدرالية حول أبعاد ومدى الاختراق الإلكتروني الروسي لمؤسسات أمريكية. حيث أكد جيمس كلابر مدير وكالة الاستخبارات الوطنية انه بات اليوم متأكدا اكثر من اي وقت مضى من ان روسيا كانت وراء اختراق موقع قيادة الحزب الديمقراطي وتسريب معلومات حساسة الى مدير موقع ويكيليكس (جوليان اسانغ)، الذي اتهمه كلابر بالتستر وراء مزاعم الشفافية لينشر معلومات تسببت في أضرار كبيرة للأمن القومي الامركي.

كما حرص ماكين وزميله الجمهوري السناتور لينزي غراهام ( وكلاهما من صقور الحزب الذين يتزعمون موقفا عدائيا صريحا من روسيا تحت زعامة فلادمير بوتين) على توجيه اسئلة محددة لكلابر حول ما يقصده بأن القرصنة تمت بعلم بل وتوجيه من اعلى المسؤولين في موسكو، حيث أقر كلابر بأن المقصود هو الرئيس بوتين.

وخلال الجلسة ذاتها عبر كلابر عن استيائه وإن بعبارات دبلوماسية من تشكيك الرئيس المنتخب في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، حيث قال (نحن لسنا ضد التشكيك ولكن هناك فرق بين التشكيك وبين الاستخفاف او الانتقاص من كفاءة اجهزة الاستخبارات ورجالها، وذلك ردا على اصرار ترامب بأن عملية الاستقصاء والتقرير الذي نتج عنها مدفوعة بعوامل سياسية من خصومه تحديدا.