889460
889460
العرب والعالم

سيول عازمة على نشر الدرع الأمريكي «ثاد» المضاد للصواريخ العام الجاري

04 يناير 2017
04 يناير 2017

ترامب يضع «خطا أحمر» لكوريا الشمالية -

سيول - واشنطن - (أ ف ب): أبدى وزير كوري جنوبي أمس عزم سيول على نشر الدرع الأمريكي المضاد للصواريخ (ثاد) هذه السنة، رغم معارضة الصين، فيما سينقل نواب من المعارضة إلى بكين رسالة مختلفة.

وقد أعلنت سيول وواشنطن المرتبطتان بمعاهدة دفاع متبادلة، العام الماضي عن نشر الدرع الذي يعد واحدا من أقوى الدروع المضادة للصواريخ في العالم، رغم معارضة بكين.

وزادت بيونج يانج في 2016 تجاربها الصاروخية وأجرت تجربتين نوويتين.

وعلى غرار روسيا، تعتبر الصين ان نشر هذا الدرع ليس ضروريا، وانه سيؤثر على التوازن الإقليمي لصالح الولايات المتحدة.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان كين-كو ان «نشر الدرع جزء من جهودنا الرامية إلى تعزيز دفاعنا حيال التهديدات الكورية الشمالية».

وأضاف في تقرير رفعه إلى رئيس الوزراء هوانغ كيو-اهن الذي يتولى الرئاسة بالوكالة منذ إقالة الرئيسة بارك غوين-هيي، ان «هذا الموضوع لا يخضع لاعتبارات سياسية».

لكن الحزب الديمقراطي، أبرز أحزاب المعارضة، اعلن انه سيعيد تقييم إمكانية نشر الدرع المضاد للصواريخ، اذا فاز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتوجه نواب من هذا الحزب إلى بكين، للقاء مسؤولين منهم وزير الخارجية وانغ يي.

وقال رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي وو سانغ-هو «يذهبون إلى الصين ليقولوا لها اننا نعتقد بضرورة ترك مسألة الدرع ثاد لعناية الرئيس المقبل».

ويمكن ان تجرى الانتخابات الرئاسية المقررة في الاصل في ديسمبر 2017، قبل هذا الموعد، إذا أكدت المحكمة الدستورية عزل الرئيسة بارك.

ويعتبر مرشح الحزب الديموقراطي مون جاي-اين الاوفر حظا حتى الان.

وأمرت الصين التي تعتبر ان الدرع سيهدد امنها ويزيد من مخاطر اندلاع نزاع في المنطقة، باتخاذ مجموعة من التدابير التي تعتبر في كوريا الجنوبية عقوبات.

فقد فرضت قيود على مشاركة نجوم كاي-بوب الكوري الجنوبي ومشاهير آخرين في برامج التلفزيون الصيني او في عروض تقام في القارة الصينية.

ورفضت بكين ايضا الموافقة على رحلات تشارتر آتية من كوريا الجنوبية بمناسبة السنة الصينية الجديدة، فأساءت بذلك إلى صناعة السياحة المربحة.

وتؤكد واشنطن ان درعها الصاروخي لا يشكل اي تهديد للصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك أمس الأول «لا يحق للصين أن تحتج على هذه المنظومة».

وأضاف «انها منظومة دفاعية. يجب ألا يقلق احد في المنطقة من هذه المنظومة، باستثناء كوريا الشمالية على الأرجح».

من جهته تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في تغريدة هذا الأسبوع بألا تختبر كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات أبدا.

وكتب ترامب «هذا لن يحدث « بعد أن قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون إن بلاده التي تملك قدرات نووية اقتربت من اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات من نوع يمكن في يوم ما أن يصيب الولايات المتحدة.

والحديث عن منع مثل هذا الاختبار أسهل بكثير من تنفيذه على أرض الواقع.

ولم يقدم ترامب أي إشارة إلى الطريقة التي قد تجعله قادرا على الحد من برامج الأسلحة الكورية الشمالية بعد تسلمه السلطة في 20 يناير الجاري وهو أمر أخفقت فيه الإدارات الأمريكية الديمقراطية والجمهورية المتعاقبة.

وقال مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء آخرون: إن الولايات المتحدة أمامها خياران بالأساس عندما يتعلق الأمر بمحاولة كبح جماح البرامج النووية والصاروخية الكورية الشمالية: إما التفاوض أو القيام بعمل عسكري.

ولا يضمن الطريقان نجاحا مؤكدا وتخيم على الخيار العسكري مخاطر هائلة خاصة على اليابان وكوريا الجنوبية وهما حليفتان للولايات المتحدة على مقربة جغرافية شديدة من كوريا الشمالية.

واشتكى ترامب في تغريدة أخرى من أن الصين جارة كوريا الشمالية وحليفتها الوحيدة لا تساهم في احتواء جارتها رغم دعم بكين لجولات متعاقبة من عقوبات الأمم المتحدة على بيونج يانج.

ويرى الكثير من المنتقدين وبينهم من هم داخل إدارة الرئيس باراك أوباما أن الصين يمكنها ممارسة ضغط أقوى على كوريا الشمالية لكن وزارة الخارجية الأمريكية لا تتفق مع قول ترامب إن الصين لا تساعد.

وقال جيمس-أكتون المدير المساعد لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن ترامب وضع بتغريدته عن كوريا الشمالية خطا أحمر قد يستخدم لاحقا في الحكم عليه مثل تحذير أوباما لسوريا عام 2012 من استخدام الأسلحة الكيماوية.

وأضاف «كانت تغريدة مندفعة لترامب في ضوء التحديات الهائلة لاحتواء البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. أعتقد أن الأمر قد يعود ليؤرقه».

ثلاثة خيارات

قال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم: إن ثلاثة خيارات ستكون أمام الجيش الأمريكي إذا تلقى أوامر بالرد على اختبار صاروخي كوري شمالي وهي إما ضربة استباقية قبل إطلاق الصاروخ أو اعتراضه في الجو أو ترك الأمر يمر دون تدخل.

وذكر مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن هناك مخاطر تكتنف العمل الاستباقي من بينها إمكانية ضرب هدف خاطئ أو إقدام كوريا الشمالية على الانتقام من حلفاء إقليميين.

وتساءل جيفري لويس خبير الحد من الأسلحة عن قدرة الدفاعات الصاروخية الأمريكية على إسقاط صاروخ تجريبي واحتمال إصابة هدف خاطئ وقال إن تدمير البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية سيكون مهمة ضخمة ومحفوفة بالمخاطر.

وقال لويس الخبير بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري بولاية كاليفورنيا إن الأمر سيتطلب «حملة عسكرية كبيرة...على مدى فترة طويلة بعض الشيء.»

وأشار إلى أن مواقع الاختبارات النووية والصاروخية الرئيسية في كوريا الشمالية تقع في أنحاء متفرقة من البلاد كما تقع المصانع التي توفر لها الإمدادات في أقاليم مختلفة.

وعلى الرغم من أن ترامب لم يحدد تفاصيل سياسته تجاه كوريا الشمالية فإن مستشارا لفريقه الانتقالي قال لرويترز إنه يعتقد أن «فترة من العقوبات الشديدة» يجب أن تكون «جزءا رئيسيا من أي مناقشة للخيارات المتاحة في هذا المجل.»

وقال فرانك جانوزي وهو مسؤول سابق بالخارجية يرأس منتدى (مانزفيلد فاونديشين آسيا) للحوار إن كوريا الشمالية دأبت منذ وقت طويل على تحدي العقوبات الأمريكية وعقوبات الأمم المتحدة والمضي في برامجها النووية والصاروخية.

وأضاف «مئة وأربعون حرفا من دونالد ترامب (التغريدة) لن يغيروا ذلك.»