889333
889333
المنوعات

«الكيا» أذكى طيور العالم مهدد بالانقراض

04 يناير 2017
04 يناير 2017

ويلنجتون «د.ب.أ»: - سواء تعلق الأمر بالركوب فوق سطح سيارة أو التجول في منتجعات التزلج بل وحتى مهاجمة الطائرات المروحية، من الواضح أن ببغاوات الكيا تحب الحركة. وتتميز هذه الطيور المنتشرة بشدة في جبال الألب النيوزلندية بذكاء رهيب وانعدام الخوف تجاه البشر. على الرغم من هذا ومن شعبيتها فإن هذه الببغاوات التي تستمد اسمها من الصوت الذي تصدره ربما تواجه خطر الانقراض، وهي المشكلة التي يصعب على الخبراء مواجهتها بسبب الجرأة الكبيرة التي تتسم بها.

وانخفض عدد ببغاوات الكيا في محمية بحيرات نيلسون الوطنية في جزر الجنوب بنيوزيلندا بنسبة 80% في غضون 10 سنوات فقط وفقا لأمانة الحفاظ على ببغاء الكيا (كيا كونسيرفيشن تراست). وتعيش خمسة آلاف من هذه الطيور التي يبلغ طولها 45 سم ويميل لون ريشها إلى الأخضر الزيتوني في مساحة تقترب من ثلاثة ملايين و500 ألف هكتار. ويظهر اسم ببغاء الكيا في قائمة الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (أي يو سي إن) بوصفها فصيلة مهددة.

وشرع البشر في ملاحقة ببغاوات الكيا منذ بدء الأوروبيين في استعمار نيوزيلندا. وقتل حوالي 150 ألفا من هذه الببغاوات حتى سبعينيات القرن الماضي. يقول تاسمين أور ووكر من لأمانة الحفاظ على ببغاء الكيا: «لا يزال الكثير من الأشخاص يعتبرونها طيورا غير مريحة، لهذا يقتلونها أو يسممونها».

بخلاف هذا فإن فضول وغريزة ببغاوات الكيا تعد «كعب أخيل» بالنسبة لها، أو بمعنى آخر نقطة الضعف التي تتسبب في فقدانها لحياتها. وتموت الكثير من هذه الطيور مسممة بالرصاص؛ لأن هذه الببغاوات تحب إزالة المسامير وأغطية الأسقف. وتمثل المعادن بالنسبة لها أحد أهم عوامل الجذب وإثارة الفضول.

كما تموت ببغاوات الكيا أيضا دهسا لاقترابها بصورة كبيرة من سيارات السائحين، ووفقا لأور ووكر فإن طائرا واحدا على الأقل فقد حياته بسبب «تزلجه» فوق سقف سيارة.

يقول الخبير: إن «الطيور التي تجيد هذا الأمر تستمع كثيرا، ولكن الطيور الأصغر عمرا التي لا تتمتع بالقوة تسقط فوق رؤوسها على الطريق وتموت دهسا». ولهذا يطالب الخبراء السائقين دائما بضرورة تنبيه هذه الببغاوات بشكل ملفت يصل لحد استخدام فزاعات حينما يرونها فوق أسقف سيارتهم قبل القيادة. تعتبر ببغاوات الكيا من الطيور المسلية، ولكنها قد تكون مثيرة للأعصاب بصورة كبيرة في نفس الوقت، حيث يفسر أور ووكر الأمر بقوله: «إذا كنت تحاول النوم ورفضت هذه الطيور التوقف عن الدق على نافذتك بمناقيرها الحادة المقوسة تصبح حينها مثيرة للأعصاب وبالمثل حينما تلقي الأحجار على نافذتك أو تنتزع بعض الأجزاء البلاستيكية من هيكل السيارة. كل هذه الأمور قد تصبح مثيرة للاستفزاز حقا». هناك حادث معروف حول ببغاء كيا ترك اثنين من محبي النزهات محبوسين في الكابينة التي كانوا يقيمون بها بعدما أغلق عليهما قفل الباب أثناء نومهما، كواحد من ضمن الأمثلة على عشق هذه الطيور للمعادن والـ«مقالب» التي قد تنفذها في البشر. من ناحيته يقول ريتشارد ميلز «إن هذه الطيور ما هي إلا عفاريت مدمرة صغيرة، ولكنها في موطنها الأصلي في النهاية». وتقدم شركته «كوينز تاون» رحلات بالطائرات المروحية في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وتضطر خلالها لاستخدام أدوات تقنية لإبعاد هذه الببغاوات عن مسار رحلاتها، لأنها لو لم تفعل هذا فإنها قد تهاجم الطائرات مما قد يتسبب في حدوث أضرار خطيرة، ربما قد تؤدي في بعض الأحيان إلى سقوط إحداها وإزهاق أرواح بعض الركاب أو أفراد الطاقم.

ولم تحقق مبادرات الجمعيات البيئية لكبح الطموح المدمر لببغاوات الكيا وقصره على مناطق محدودة تحت السيطرة سوى نجاح محدود، فهذه الطيور الشقية أفسدت حتى الكاميرات التي وضعها خبراء أمانة الحفاظ على ببغاء الكيا لمراقبتها، الأمر الذي زاد كثيرا من صعوبة مساعي الأمانة.

يقول أور ووكر: «دائما ما تكون أكثر الأمور التي تثير اهتمامهم هي تلك التي يجب أن يبتعدوا عنها. يبدو أن هذه الطيور تتسم بروح انتحارية». يذكر أنه من ضمن أسباب شهرة ببغاء الكيا بجانب شقاوته وفضوله هو أنه يعتبر واحد من أنواع الببغاوات القليلة التي تتغذى على اللحوم.