عمان اليوم

د.فاطمة الحجرية: سوق العمل العماني «ديناميكي» ويتطلب أرقاما واقعية

03 يناير 2017
03 يناير 2017

التعليم العالي تستهدف 55 ألفا في مسح الخريجين للعام الحالي -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

تستعد وزارة التعليم العالي لتنفيذ المسح السنوي للخريجين على جميع خريجي السلطنة والبعثات الخارجية. وتعقد الوزارة مؤتمرا صحفيا في العاشر من يناير الجاري حول نتائج المسح إيذانا لانطلاق مسح الخريجين للعام الجاري.

ومن المتوقع أن يستهدف المسح 55 ألف خريج للعام الجاري، وذلك لتقييم جودة ومسار التعليم، وتقديم بيانات جوهرية عن الحالة الوظيفية للخريجين في كافة المؤهلات مما يساند في عملية التخطيط لوزارة التعليم العالي.

ويهدف المسح إلى تقييم مستوى مخرجات نظام التعليم العالي من حيث المعارف والمهارات والكفايات التي تؤهلهم للانتقال إلى عالم العمل، ومعرفة مدى مواءمة برامج وتخصصات التعليم العالي عامة لمتطلبات سوق العمل، وتوفير تغذية راجعة لمؤسسات التعليم العالي عن الكفايات والتخصصات المطلوبة في سوق العمل مما يسهم في إثراء البرامج الأكاديمية وتطويرها، وتوفير معلومات وبيانات عن البرامج المطلوبة في سوق العمل، والتخصصات الأكثر توظيفا، والمهارات التي يحتاجها الخريج في مجال العمل.

وأوضحت الدكتورة فاطمة بنت سعيد الحجرية مديرة دائرة مسح الخريجين بوزارة التعليم العالي أن مسح الخريجين يشمل جميع الخريجين بجميع المؤسسات داخل وخارج السلطنة، ويقام سنويا نظرا لحاجة أصحاب العمل لبيانات وإحصائيات حول أعداد الخريجين في كل تخصص ومؤهلاتهم العلمية.

وأكدت أن سوق العمل العماني ديناميكي في احتياجاته من الخريجين المؤهلين وقدراتهم، ويمر حاليا بفترة تحد تنعكس تأثيراتها بشكل مباشر على مشهد التوظيف للخريجين مما يسترعي انتباها وتحركا مماثلا من جهات عدة أولها وزارة التعليم العالي ولا يتأتى ذلك إلا بتوافر البيانات والدراسات التي تحلل الوضع الحالي وتضع التوصيات والتصورات المستقبلية حتى يتمكن صناع القرار من اتخاذ قرارات مبنية على أرقام واقعية.

بيانات شاملة

ويسعى مسح الخريجين إلى الحصول على بيانات شاملة، ويتسم بكونه متعدد المحاور، حيث يعمل على تقييم مرحلة الدراسة الجامعية التي تشمل البيئة التعليمية التي توفرها مؤسسات التعليم العالي في تهيئة الخريج وتزويده بالمعارف والمهارات التي يحتاجها للانخراط في سوق العمل، كما يعمل على تقييم مرحلة الانتقال من التعليم العالي إلى سوق العمل، وتشمل الفترة ما بين انتقال الخريج من مقاعد الدراسة حتى حصوله على وظيفة دائمة لمعرفة الأساليب التي يتبعها الخريج للبحث عن عمل بعد التخرج، وطول الفترة الزمنية وأثرها على معارف ومهارات الخريج، وتنقل الخريج من وظيفة إلى أخرى بصفة مؤقتة، ومواءمة الوظيفة التي يلتحق بها مع تخصصه.

ويعمل المسح أيضا على تقييم مرحلة العمل التي تشمل استقرار الخريج في وظيفة دائمة وبدء مساره الوظيفي وتقييم العلاقة بين ما يحصله الخريج من مهارات في مرحلة الدراسة الجامعية وبين المهارات المطلوبة في العمل.

احتياجات أرباب العمل

وقالت مديرة دائرة مسح الخريجين: ركزنا العام الماضي على دراسة أصحاب العمل التي شاركت فيها 618 شركة، واستفدنا من 445 شركة منها في صياغة النتائج لاستيفائها للشروط التي وضعت لدراسة مسح أصحاب العمل، حيث ركز المسح على حاجتهم من الخريجين، وتوصياتهم وملاحظاتهم حول المهارات التي يفتقدها الخريج، والتخصصات التي يحتاجون إليها.

آلية الجمع

وقالت الدكتورة فاطمة الحجرية: اطلعنا على دراسة مسح الخريجين بجامعة السلطان قابوس قبل البدء بعملية مسح الخريجين لعام 2015م، وذلك للتعرف على نتائج الدراسة وطريقة عملها، وتعتمد آلية جمعنا للبيانات في المسح على النظام الإحصائي بالوزارة، حيث تتوفر لدينا جميع نتائج الطلبة والمؤسسات العلمية سنويا، وبالتالي نعمل على توفير الاستبانة الإلكترونية ونتواصل مع المؤسسات التعليمية وغير التعليمية للتعرف على الأسئلة التي يحتاجون إليها في الاستبانة التي تجب عليها الطلبة والخريجين، ويقوم الخريج أو الطالب بتعبئة الاستبانة بالدخول إلى موقع مسح الخريجين الإلكتروني باستخدام الرقم المدني، وذلك للتأكد من أن الفرد الذي يجيب على الأسئلة ضمن الفئة المستهدفة من المسح.

مسح وطني

وأشارت الحجرية إلى أن الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي إحدى الجهات المستفيدة من المسح الوطني للخريجين الذي تقدمه وزارة التعليم العالي من خلال تقييمها للبرامج الأكاديمية في المؤسسات ووضع الخريجين، وبالتالي مقارنة الوضع الوظيفي للخريجين في كافة التخصصات ومن مختلف المؤسسات.

الاستفادة من النتائج

وشاركت دائرة مسح الخريجين النتائج مع عمداء الجامعات والكليات وزودت كل مؤسسة بتقرير خاص بها عن الوضع العملي لخريجي هذه المؤسسات، وشاركت الدائرة بنتائج المسح للمجتمع وللأفراد، لتقييم الخدمات التعليمية في المؤسسات ووضع الخريجين في سوق العمل، ونتائج مسح أصحاب العمل الذي يوضح توجهاتهم نحو توظيف الخريجين مع مركز التوجيه الوظيفي بوزارة التربية والتعليم، وبالتالي تصل البيانات إلى أخصائي التوجيه المهني ومنها إلى الطلبة وأولياء الأمور.

ووفق تأكيد الحجرية فإن وزارة التعليم العالي تعتمد على بيانات ونتائج المسح كأحد مصادر البيانات التي تعتمدها الوزارة في تحديد المقاعد الموزعة على التخصصات المختلفة للبعثات الخارجية، كما أنها توفر تغذية راجعة عن وضع الخريجين الوظيفي، وحاجة سوق العمل من التخصصات والمؤهلات المختلفة.

رصد الاحتياجات

واستفاد مجلس التعليم من نتائج المسح وبــــدوره أوصى بتنفيذ سلسلة من الندوات تتناول وضع التعليم والتوجهات المستقبلية لسوق العمل، للتعرف على التوجهات المستقبلية للقطاعات التنموية الخدمية والقطاعات الاقتصادية الواعدة في الخطتين الخمسيتين (التاسعة والعاشرة)، ودور قطاع التعليم والتدريب في تلبية احتياجات هذه القطاعات من الكوادر البشرية، ورصد الاحتياجات من التخصصات الدراسية والتدريبية والأعداد المطلوبة من القوى العاملة الوطنية المؤهلة للقطاعين الحكومي والخاص وفقا للتوجهات التنموية الخدمية والاقتصادية حتى العام 2025م، والوقوف على التحديات التي تواجه مخرجات التعليم والتدريب في مجال التوظيف في القطاع الخاص وسبل معالجتها، للخروج بمرئيات واضحة ومحددة حول نوعية البرامج والتخصصات المطلوبة لسوق العمل في الفترة الحالية والمستقبلية.

احتياج السوق

ويستفيد الخريجون من عملية مسح أرباب العمــل في معرفة احتياجات سوق العمل من حملة المؤهلات والتخصصات المختلفة لتتماشى مع احتياجات السوق، وتوعيتهم بالسبل التي تنتهجها المؤسسات في التوظيف والقدرات التي يبحث عنها أرباب العمل بالإضافة إلى إيجاد حلول للصعوبات التي تواجه أرباب العمل في البحث عن خريجين، وتوفير برامـــــج تدريبية لموظفي مؤسسات القطاع الخاص.