عمان اليوم

الخريجون مطالبون باكتشاف سوق العمل ومتطلباته قبل تقديم طلب الوظيفة

02 يناير 2017
02 يناير 2017

المنافسة الشديدة تصعب المهمة -

«عمان» ينطلق خريجو الكليات والجامعات باحثين عن عمل مناسب في ظل شح الوظائف في سوق الوظائف، مما يضاعف من مشقة البحث حيث يسعى الخريجون بشتى الطرق إلى الحصول على وظائف وإن كانت بصورة مؤقتة لحين الحصول على الوظائف المناسبة للتخصص وهنا تظهر العديد من التحديات التي تبحث عن حلول لهذه المشكلة التي تواجه الخريجين.

وتشير هيفاء بنت نجيب الزبيدية رئيسة قسم التوعية والتوجيه بمركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس إلى أن «التحديات التي تواجه الخريج متعددة أولها وأهمها هي المنافسة الشديدة في سوق العمل من حيث التميز في المهارات والقدرة على إثبات الكفاءة والتميز بين العديد من المتقدمين ذوي الخبرات والمهارات المختلفة، بالإضافة الى زيادة أعداد الخريجين من مؤسسات تعليم متنوعة خارج وداخل السلطنة من جهة، ونسبة الوظائف المعروضة ذات المميزات الجاذبة من جهة أخرى».

وتضيف الزبيدية إن من أكبر التحديات التي تواجه الخريج عدم تحضيره مسبقاً لاكتشاف سوق العمل ومعرفة متطلباته قبل الشروع في عملية التقديم للوظائف المختلفة، والخيبة التي يقع بها بعض الطلبة نتيجة معرفته بعدم استيفائه أو تمكّنه من بعض المهارات والخبرات المطلوبة في سوق العمل والتي لم يتمكن أو «يكترث» بالتحضير لها وهو ما يزال على مقاعد الدراسة.

أفضل الطرق

وتشير إلى أن أفضل الطرق للحصول على وظيفة هي التحضير والتخطيط المسبق للطالب وهو لا يزال على مقاعد الدراسة واكتشافه لسوق العمل والمهارات والخبرات المطلوبة وكيفيه اكتسابها وصقلها، كما أنه على الطالب أن يعد خطة مسبقة للمؤسسات التي يود الالتحاق بها لاحقاً والعمل على فهم طبيعة ومتطلبات المؤسسة وتطوير المهارات الشخصية والعملية المطلوبة، بالإضافة إلى الاستعانة بذوي الخبرة خلال فترة والدراسة والتخطيط لما بعد التخرج، لإمداده بجميع النصائح والإرشادات التي تعينه في مشوار البحث عن الوظيفة، والفوز بالوظيفة التي يطمح لها.

وتؤكد رئيسة قسم التوعية والتوجيه بمركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس على الخريج والباحث عن عمل أن يبدأ بتقييم مهاراته وقدراته والعمل على صقلها وتطويرها بما يتناسب مع بيئة العمل، والتفكير مبكراً في مسألة التخطيط لوظيفة المستقبل والبحث في جميع العوامل والأسباب التي ستساعده لتحقيق هدفه والالتحاق بالوظيفة التي يرغب بها.

كما على الخريج الباحث عن عمل أن يدرس سوق العمل بدقة لعمل مواءمة بين ما يملكه وما يستطيع أن يقدمه وبين بيئة العمل المناسبة له التي ستحقق له الرضا الوظيفي وتحقق أهدافه الوظيفية، وتنصح دائماً الباحث عن عمل بالاستعانة بذوي الخبرة لمساعدته في ذلك وتزويده بأهم النقاط والمهارات التي ستعينه في كتابة سيرته الذاتية والإعداد لمقابلات التوظيف.

ما بعد التخرج

ويشير محمد بن علي الإسماعيلي خريج صحافة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية إلى أن مرحلة ما بعد التخرج، «جديدة تنقل الطالب من حرمه الجامعي المليء بجداول المحاضرات والمذاكرة وأوراق الكتب والمراجعة وزملاء الدراسة والمعايشة إلى نمط حياة مختلف تماما، شعاره الأول البحث ثم البحث عن مهنة في سوق العمل، تناسب ميول وقدرات ورغبات هذا الخريج الذي زاول تخصصه لمدة تتراوح بين أربعة وخمسة أعوام، وقد تصل إلى ست سنوات أحيان».

ويضيف الإسماعيلي: «من المعروف أنه يُتاح للخريج الجامعي ما لا يُتاح لغيره من أولويات وتفضيل ودرجات في سوق العمل، كونه يحمل درجة علمية تؤهله لشغل أهم وأبرز المهن؛ وذلك للخبرات والمعارف والأيديولوجيات المادية والفكرية التي تساعده على إدارة وقيادة العناصر البشرية والمالية وحتى التقنية، فـ «هلْ يسْتوي الذين يعْلمون والذين لا يعْلمون».

ويقول محمد الإسماعيلي: نرى كثيرا من زملائنا الخريجين والمقبلين على التخرج ذوي وجوه يسودها التكدّر من سوق العمل الذي تأثر هذا العام بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بالاستراتيجيات والخطط المالية لكثير من الدول، ولكن نأمل من الله القدير أن يكون العام الجديد فاتحة خير على سوق العمل؛ الذي تكدّس رواده من ذوي الشهادات وغيرهم على أبواب الانتظار.

البحث عن خبرات

ويقول داود السيابي خريج تخصص علوم الحيوان بكلية الزراعة والعلوم البحرية في جامعة السلطان قابوس إن «المرحلة الجامعية هي مجرد مرحلة مبدئية لبناء الشخصية وصقل المهارات والقدرات، وتكوين الطالب لذاته، فيصبح الهم الأول والأخير للطالب ما بعد التخرج هو تحديد اتجاهاته وتنمية قدراته وتطويرها بحيث يسعى بكل جهد في بداية الأمر لذلك، وفي طور الأوضاع الراهنة وقلة الوظائف يكون من باب أولي هو معرفة كيفية البحث عن عمل وإيجاد عمل ذاتي يكون في إطار قدرات الخريج وخبراته العلمية».

ويضيف السيابي: «سنة التخرج تعتبر أهم السنوات في حياة الفرد، منها تنتهي حياته الجامعية وتبدأ حياة جديدة يبحث فيها عن عمل، ومن يطمح لمستقبل زاهر ومشرق يجيب أن يتحلى بالعزيمة والإصرار للحصول على وظيفة، وعليه أن يبدأ بتسويق ذاته وكتابة السيرة الذاتية والبحث عن فرص العمل المرتبطة بتخصصه، كما عليه أن يسعى للوصول إلى حلمه فلا شيء يأتي دون جهد وتعب.

وقال داود السيابي: «في الوقت ذاته يستطيع الطالب اتخاذ قرار آخر وهو إكمال دراسته والتوسع في تخصصه، وفتح باب التفاؤل وعدم اليأس في عدم الحصول على وظيفة خلال الأشهر ما بعد التخرج، ويجب أن يستغل وقت الفراغ باكتساب خبرات جديدة وتنمية المهارات التي يمتلكها الخريج في الميادين المختلفة، على سبيل المثال تعلم تقنية أو لغة جديدة، أو الالتحاق بالورش والدورات التي تطرح في مختلف المجالات للحصول على إحدى الشهادات التي تزيد من قوة السيرة الذاتية، والاستمرار في متابعة الوظائف المطروحة في كل فترة والمحاولة في المنافسة عليها».

الصبر والسعي

وبدوره يؤكد محمد بن سعود الصقري خريج إذاعة وتلفزيون بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية أنه «عند التفكير في البحث عن وظيفة لابد من إدراك مدى صعوبة الحصول عليها في ظل المتغيرات والوضع الحالي التي تمر به السلطنة ولكن لابد من الصبر والسعي الدائم والمستمر للحصول على الوظيفة، ومن يحدد طريق البحث عن الوظيفة اهتماماتك وميولك وأيضا خبراتك في الحياة بالإضافة الى ذلك مؤهلات العلمية، عليك أن تحضر كل هذا في ذهنك قبل البدء في البحث عن وظيفة».