887415
887415
العرب والعالم

تركيا تعتقل 8 مشتبه بهم في هجوم إسطنبول وداعش يعلن مسؤوليته عن العملية

02 يناير 2017
02 يناير 2017

جاويش يهنئ الأعضاء الجدد بمجلس الأمن ويؤكد أن «العالم أكبر من 5 دول» -

القاهرة - (رويترز - الأناضول): أعلن تنظيم داعش في بيان أمس مسؤوليته عن هجوم على ملهى ليلي مزدحم في مدينة إسطنبول التركية أمس الأول أسفر عن سقوط 39 قتيلا ونفذه مسلح واحد ما زال طليقا.

ولم يرد على الفور تعقيب من مسؤولين أتراك. فيما أكدت الشرطة التركية أنها اعتقلت ثمانية مشتبه بهم في تنفيذ الهجوم. وألقيت على التنظيم اللائمة في نحو ست هجمات على أهداف مدنية في تركيا على مدى الأشهر الثمانية عشرة المنصرمة لكن بعيدا عن عمليات الاغتيال فهذه أول مرة يعلن التنظيم فيها مسؤوليته بشكل مباشر عن أي من هذه الهجمات.

وأعلن التنظيم مسؤوليته في بيان على إحدى القنوات الخاصة به على تطبيق تليجرام وهو أسلوب اتبعه في إعلان المسؤولية عن هجمات في أماكن أخرى.

وتشارك تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش وبدأت عملية توغل عسكري في سوريا في أغسطس الماضي لطرد التنظيم من على حدودها وأرسلت فيها دبابات وقوات خاصة مدعومة بطائرات مقاتلة.

وقال مسؤولون: إن مواطنين من السعودية والمغرب ولبنان وليبيا وإسرائيل والهند ومواطنا تركيا يحمل الجنسية البلجيكية وامرأة تونسية فرنسية من بين قتلى الهجوم على الملهى الليلي الأنيق المطل على مضيق البوسفور. وقالت وكالة الأناضول الرسمية التركية للأنباء: إن 25 من قتلى الهجوم أجانب.

ووزعت الشرطة صورة غير واضحة بالأبيض والأسود لمن يعتقد أنه المسلح التقطتها كاميرات المراقبة. وقال تلفزيون (تي.أر.تي خبر) الرسمي: إن ثمانية أشخاص اعتقلوا في إسطنبول.

وقالت صحيفة حريت التركية: إن السلطات تعتقد أن المهاجم قد يكون من إحدى دول آسيا الوسطى وتشتبه في وجود صلات تربطه بتنظيم داعش.

وقالت: إنه ربما يكون من الخلية ذاتها المسؤولة عن هجوم على مطار إسطنبول الرئيسي في يونيو الماضي أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة المئات.

وأصاب الهجوم على الملهى الذي يتمتع بشعبية بين المشاهير الأتراك والزوار الأثرياء تركيا بالصدمة بينما تحاول التعافي من محاولة انقلاب فاشلة وسلسلة من التفجيرات الدامية في مدن منها إسطنبول والعاصمة أنقرة وألقي باللوم في بعضها على تنظيم داعش بينما أعلن مسلحون أكراد مسؤوليتهم عن البعض الآخر.

وكان يعتقد أن نحو 600 شخص بالداخل عندما قتل المسلح شرطيا ومدنيا بالرصاص عند الباب قبل أن يقتحم المكان ويفتح النار من بندقية آلية. وقال شهود إنه صاح «الله أكبر».

وقفز بعض الأشخاص في مياه البوسفور لإنقاذ أنفسهم بعد أن فتح المهاجم النار عشوائيا بعد ما يزيد عن الساعة بقليل من بداية العام الجديد. وقال شهود عيان إنهم اختبأوا تحت الطاولات بينما كان المهاجم يتجول في المكان وهو يطلق النار.

وذكرت صحيفة خبر ترك أنه يعتقد أن المهاجم استقل سيارة أجرة من حي زيتينبورنو بجنوب اسطنبول وبسبب الزحام نزل من السيارة وسار لمدة أربع دقائق حتى مدخل الملهى الليلي.

وأضافت نقلا عن مصادرها: إنه سحب بندقية من طراز كلاشنيكوف من حقيبة على جانب الطريق وفتح النار على من هم عند الباب ثم ألقى قنبلتين يدويتين بعد الدخول.

وقالت الصحفية: إنه جرى العثور على ست خزنات طلقات فارغة في مكان الهجوم وأن التقديرات تشير إلى أنه أطلق 180 رصاصة على الأقل.

وكانت أجهزة الأمن في أنحاء أوروبا في حالة تأهب خلال احتفالات العام الجديد بعد هجوم على سوق لعيد الميلاد في برلين قتل فيه 12 شخصا. وقبل أيام قلائل دعت رسالة عبر الإنترنت بثتها جماعة موالية لتنظيم داعش إلى شن هجمات «فردية» على «الاحتفالات والتجمعات والملاهي الليلية».

وفي بيان بعد ساعات من الهجوم قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: إن مثل هذه الهجمات تهدف إلى إيجاد الفوضى وزعزعة استقرار تركيا.

وبعد أشهر من بدء العملية التركية في سوريا يحاصر الجيش التركي وجماعات المعارضة المدعومة من أنقرة تنظيم داعش في بلدة الباب. وقال أردوغان: إنه يريد منهم أن يستمروا حتى يصلوا للرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا.

وتنفذ تركيا حملات ضد شبكات تنظيم في الداخل. وقالت وزارة الداخلية: إن الشرطة التركية ألقت القبض على 147 شخصا لصلاتهم بالتنظيم واحتجزت 25 منهم بشكل رسمي خلال عمليات لمكافحة الإرهاب بين 26 ديسمبر والثاني من يناير.

إلى ذلك تبرعت تركيا بمليوني دولار لصالح منظمة التعاون الإسلامي وفاءً لتعهد سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أبريل الماضي.

وقالت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أمس في بيان أصدرته واطلعت عليه الأناضول: إنها تلقت تبرعًا طوعيا بقيمة 1.8 مليون دولار، مُقدّمة من تركيا العضو المؤسس للمنظمة.

كما قدمت تركيا تبرعاً بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لصندوق التضامن الإسلامي (تابع للمنظمة)، و100 ألف دولار أخرى للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان (تابعة للمنظمة)، حسب البيان ذاته.

وأعرب الأمين العام للمنظمة، يوسف بن أحمد العثيمين، عن «أسمى آيات الشكر والعرفان» للرئيس أردوغان وللحكومة التركية، على هذا التبرع.

وأشار إلى «التزام تركيا الثابت بأهداف المنظمة ومبادئها».

يُذكر أن الرئيس التركي تعهد في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي عقدت في مدينة إسطنبول في أبريل 2016، أن تتبرع تركيا بمليوني دولار لصالح منظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح أردوغان، أن 1.8 مليون دولار من مبلغ التبرع التركي سيقدم للأمانة العامة للمنظمة، و100 ألف دولار للجنة حقوق الإنسان، و100 ألف دولار لصندوق التضامن الإسلامي.

ودعا أردوغان، آنذاك، الدول التي تعتزم التبرع للمنظمة إلى الإعلان عن المبالغ التي ستتبرع بها.

وقال إن «النوافل في ديننا سرية، لكن الفروض علنية لكي نشجع الآخرين».

وترأس تركيا الدورة الحالية لمؤتمر القمة الإسلامي وتشارك بنشاط في مختلف برامج المنظمة وأنشطتها.

وسبق لتركيا أن قدمت في 2007، مساهمة طوعية في ميزانية الأمانة العامة قدرها 1.5 مليون دولار، ومساهمة طوعية أخرى قدرها مليون دولار سنة 2005. من جهته دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الدول الأعضاء الجدد في مجلس الأمن الدولي لعدم نسيان أن العالم أكبر من 5 دول. وقال جاويش أوغلو عبر حسابه على تويتر: «أهنئ كلا من إثيوبيا وبوليفيا وكازاخستان والسويد وإيطاليا لبدء ولايتهم رسميا كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين». وأضاف جاويش أوغلو: «ننتظر من الدول المذكورة المساهمة في أعمال مجلس الأمن الدولي، واضعين بعين الاعتبار مبدأنا بأن العالم أكبر من 5 دول». وخلال شهر يونيو الماضي، انتخبت إثيوبيا وبوليفيا وكازاخستان والسويد وإيطاليا، لعضوية مجلس الأمن، عقب انتهاء ولاية فنزويلا وماليزيا ونيوزيلاندا وإسبانيا وأنغولا.

ويضم مجلس الأمن 15 عضوا بينهم 5 دائمون، أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، و10 غير دائمين يتم انتخابهم كل سنة 5 أعضاء لمدة عامين.

ومن المنتظر أن تنتخب 5 دول جديد لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، مكان اليابان وأوكرانيا وأوروجواي ومصر والسنغال التي تنتهي عضويتها نهاية العام الحالي.