111
111
المنوعات

جامع القبة العتيق.. درّةٌ في جيدِ الجزائر

02 يناير 2017
02 يناير 2017

الجزائر - «العمانية»: على ناصية الشارع الرابط بين بلديتي القبة والعناصر بالجزائر العاصمة، يقف الجامع العتيق علامة فارقة في تاريخ بلدية القبة التي تفخر بكونه أحد أبرز معالمها.

تم بناء هذا الجامع سنة 1929، وبقي محافظًا على خصائصه المعمارية، ونظرًا لأنّه تأسّس ليكون ملتقى سكان أحياء القبة في ذلك الوقت، وكانوا قلّة، فإنّه صار يضيق في زمننا هذا بقاصديه لأداء الصلوات، خاصة يوم الجمعة، فهو لا يتّسع لأكثر من عشرة صفوف تقريبًا، ولهذا عادة ما يُؤدي المصلُّون صلاة الجمعة في الشارع.

يضمُّ الجامع العتيق قاعة صغيرة للصلاة وبيت وضوء يتمُّ النزول إليه عبر السلالم، إضافة إلى سكن يقطنه إمام المسجد.

وعند مقارنة الصور القديمة التي أُخذت لهذا الصرح الديني بالأبيض والأسود مع حالته اليوم، نلحظ التطابق الكبير بين ماضيه وحاضره، فالتغيير لم يعترِه، وظل بنيانه صامدًا يتحدّى تبدُّل الأحوال والأزمان، كما إنّ سكان القبة حافظوا على المسجد كما هو، باستثناء الطلاء الأبيض الذي تُدهن به جدرانه الداخلية والخارجية من حين إلى آخر.

وبحسب المراجع التاريخية، فإنّ بناء هذا المعلم الإسلامي في عشرينات القرن الماضي، جاء استجابة لرغبة الجزائريين في الحفاظ على دينهم بعدما تمّ بناء كنيسة غير بعيدٍ عن المسجد العتيق، وهي الكنيسة التي كانت مقصدًا لأبناء المعمّرين لأداء شعائرهم الدينية، وهي اليوم مغلقة، لكنّها بقيت أحد المعالم التي تتحدث عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية التي مرّت بها الجزائر.

ونظرا لأنّ بلدية القبة تحتلُّ موقعًا مميّزًا، حيث يصل علوُّها عن سطح البحر إلى 127 مترًا، فقد استهوت الكثير من الفرنسيين للعيش فيها، ولهذا سارعوا إلى تشييد مساكنهم فوق ترابها، وقد حافظ الجزائريون بعد الاستقلال على الكثير من تلك المساكن دون أن يُغيّروا شيئًا من طبيعتها المعمارية. كما إنّ السلطات الجزائرية اتّخذت من بعض تلك المنشآت مقرّات رسمية لبعض الإدارات مثلما هي الحال بالنسبة لمقر بلدية القبة.

غير أنّ بعض المعالم التاريخية لبلدية القبة ما زالت تحافظ على الوظيفة نفسها التي أُنشئت من أجلها، مثل ثانوية البنات التي يُطلق عليها اليوم اسم «ثانوية حسيبة بن بوعلي» وابتدائية «مليكة خرشي»، وهما من أهمّ المنشآت التعليمية بهذه البلدية التاريخية.