المنوعات

إنسان نياندرتال كان يستهلك لحوم البشر

01 يناير 2017
01 يناير 2017

غوييه (بلجيكا)- «أ.ف.ب»: في مغاور غوييه في بلجيكا الحالية، لم يكن إنسان نياندرتال يكتفي بأكل لحم الجياد والرنة بل كان يستهلك لحوم البشر أيضا على ما تظهر دراسة عالمية جديدة. وثمة أدلة تظهر جثثا مقطعة وعظاما مكسرة واستهلاكا للنخاع العظمي...

ويوضح عالم الآثار البلجيكي كريستيان كاسياس أنها «أدلة لا تدحض. كان اكل لحوم البشر يمارس هنا أيضا» في إشارة الى «الكهف الثالث» في مغاور غوييه الواقعة وسط واد عند أبواب جبال اردين البلجيكية (جنوب).

حصل ذلك قبل أربعين ألف سنة تقريبا عندما كان وجود إنسان نياندرتال يشارف على نهايته في العالم. فقريبا سيترك المكان لإنسان كرومانيون جدنا المباشر، بعدما تعايش معه لفترة. واعتبر إنسان نياندرتال لفترة طويلة إنسانا خشنا يتمتع بدماغ اكبر من دماغ الإنسان المعاصر إلا انه كان يهتم بجثامين الموتى إذ أن ثمة أمثلة على وجود أضرحة.

وكان يأكل لحوم البشر. وكانت أثبتت في الماضي حالات اكل لحوم بشر إلا أنها كانت تتعلق بجماعات مقيمة في جنوب أوروبا في إسبانيا وفرنسا.

رائد العصر الحجري القديم

وهذه المغاور مأهولة منذ العصر الحجري القديم ويبلغ طولها حوالى 250 مترا حفرها في الصلصال جدول سامسون الصغير الذي يجري اليوم على بعد أمتار قليلة نحو الأسفل.

وقد بدأ كشف أسرار هذه المغاور في منتصف القرن التاسع عشر بفضل احد رواد العصر الحجري القديم ادوار دوبون (1841-1911).

وكان دوبون عالم جيولوجيا ومدير المتحف الملكي للتاريخ الطبيعي في بلجيكا وقد قام بحفريات دقيقة في مغاور عدة من بينها غوييه العام 1867 حيث جمع كمية ضخمة من العظام والأدوات. ففي حين كان داروين بدأ للتو بعرض نظريته حول تطور الإنسان كان ادوار دوبنو يلخص نتائج أبحاثه في كتابه «الإنسان في العصور الحجرية».

وعلى مدى اكثر من نصف قرن ستبقى مجموعاته «نائمة» في محفوظات المتحف الملكي للتاريخ الطبيعي الذي أصبح معهد بروكسل للعلوم الطبيعية.

إلا أن باتريك سيمال الذي يدير دائرة الأنتروبولوجيا في المعهد وقع في العام 2004 على درج يحوي حوالى 70 عظمة اعتبر دوبون أنها عائدة لبشر، على جزء من فك يعود على ما يبدو إلى إنسان نياندرتال.

وشكل ذلك بالنسبة للعلماء بداية عملية فرز طويلة وإعادة نظر بمئات شظايا العظام التي اعتبر ادوار دوبون أنها عائدة لحيوانات والتي عثر بينها على بقايا بشرية.

ونجحت عالمة الأنتروبولوجيا الفرنسية ايلين روجييه بقيادة فريق دولي، من خلال إعادة تشكيل العظام من أجزاء متفرقة، في إثبات أن إنسان نياندرتال كان في غوييه يستهلك لحم الإنسان.

ويقول كريستيان كاسيياس إن عدة عظام بشرية عائدة لستة أشخاص هم مولود جديد وطفل و4 بالغين او مراهقين، تظهر آثار تقطيع «من أجل إزالة المفاصل وإزالة اللحم».

ممارسات غريبة

ويضيف عالم الأنتروبولوجيا أن إنسان نياندرتال «كان يحطم هذه العظام بالطريقة نفسها التي كان يكسر بها عظام الجياد والرنة التي عثر عليها عند مدخل الكهف وذلك من اجل إزالة النخاع العظمي منها».

والكهف الواقع على بعد حوالى 15 كيلومترا من مدينة نامور مفتوح أمام زيارات الجمهور.

وتؤكد ايلين روجييه لوكالة فرانس برس «نستخلص أن البعض في صفوف إنسان نياندرتال توفوا وتم أكلهم هنا». وتضيف «بعض هذه العظام استخدم أيضا لصنع الأدوات». وتبقى أسباب أكل لحوم البشر وحجم هذه الظاهرة لغزا.